أجرت جامعة تل أبيب دراسة حول تأثير التغطية الإخبارية المكثفة للحرب على الصحة النفسية للإسرائيليين، وخلصت إلى أن حوالي 70% من المشاهدين يعانون من القلق النفسي جراء مشاهدتهم للأحداث الصادمة. الدراسة، التي شملت 802 مشارك، كشفت عن ارتفاع كبير في استهلاك الأخبار، حيث أبلغ 83.8% من المشاركين أنهم زادوا من متابعتهم للأخبار منذ بداية الحرب، بينما عبّر 70% منهم عن شعورهم بضغط نفسي بدرجات متفاوتة، بين متوسطة وعالية.

أعراض القلق وتأثيرات الحرب النفسية

وفقًا للدراسة، أفاد أكثر من 70% من المشاركين بتعرضهم لأعراض قلق، حيث بلغ 21% منهم مستوى عالٍ من القلق، يظهر في أربعة أعراض رئيسية: زيادة ضربات القلب، التعرق، التنفس غير المنتظم، وأفكار مخيفة. لوحظ ارتفاع كبير في نسبة الأعراض بين المشاركين مقارنة بدراسة مماثلة أُجريت في عام 2014 خلال عملية "الجرف الصامد". حيث أفاد 33.3% من المشاركين في 2023 بوجود استثارة فيزيولوجية (مثل زيادة دقات القلب)، مقارنة بـ 12.8% فقط في 2014. كذلك، أبلغ 44.4% من المشاركين في 2023 عن شعور بالخوف غير المسيطر عليه، بينما كانت النسبة 18.4% في الدراسة السابقة.

أثر التعرض المستمر للأخبار على النوم والصحة النفسية

أظهرت الدراسة أيضًا تضاعف نسبة المشاركين الذين يعانون من صعوبات في النوم في الحرب الحالية مقارنة بالعام 2014، حيث بلغت 44% مقابل 22% فقط في "الجرف الصامد". علاوة على ذلك، كشف 62% من المشاركين عن معاناتهم من أفكار مخيفة، وهي نسبة أعلى بكثير من 36% في الدراسة السابقة.

توصيات الباحثين ومخاطر التعرض الإعلامي

خلصت الباحثتان، د. موران بودس ود. أرييل كايم، إلى أن "التعرض غير المباشر للأحداث الصادمة عبر الإعلام قد يسبب تداعيات نفسية شديدة، بما فيها اضطرابات القلق الحادة واضطرابات ما بعد الصدمة"، ودعتا إلى أهمية توعية الجمهور بمخاطر الاستهلاك الإعلامي المفرط في فترات الأزمات، والتشجيع على تنظيم هذا التعرض وتوفير دعم أكبر لخدمات الصحة النفسية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]