تُعقد اليوم الثلاثاء 5 نوفمبر الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. إلا أن ملايين الأمريكيين قد أدلوا بأصواتهم مبكراً. ومع انتهاء فعاليات التصويت المبكر في جميع أنحاء البلاد، أدلى أكثر من 62.7 مليون ناخب - وهو رقم تاريخي- بأصواتهم بحلول يوم الخميس 31 أكتوبر.
واتفق الخبراء والمتابعون للانتخابات أن السباق هذا العام متقارب بشكل غير مسبوق يصعب معه التنبؤ بالساكن الجديد للبيت الأبيض، لاسيما وإن أغلب استطلاعات الرأي أظهرت هامش ضيق للغاية بين مرشحة الديمقراطيين، كامالا هاريس ومرشح الجمهوريين، دونالد ترامب.
الاستطلاعات ليست بالضرورة واقعية
وفي حديث لموقع بكرا مع د.فادي اسماعيل، الخبير في الشؤون الأمريكية، قال: "نحن في الوقت الحالي موجودين في نقطة تعادل، التوقعات تتعلق بالصيغة الاحصائية التي تستخدم في الاستطلاعات المختلفة، هناك محاولات من خبراء احصائيين كبار أن يحاولوا اظهار صورة عليا بين كل الاستطلاعات، ولكن حتى بهذه الطريقة من الصعب اتخاذ قرار بالنتيجة النهائية، ولكن هناك أمور نستطيع استقرائها من الموجود، كالولايات المهمة، على سبيل المثال بنسلفانيا، هناك تقريبًا تعادل احصائي، وهذا معناه أن الحرب بين الجهتين ستحسم على الاف الاصوات، من هذا المنطلق الذي يقرر من ينجح هو من يستطيع استقطاب عدد أكبر من الناخبين المؤيدين له لصناديق الاقتراع.
في ولاية ميشيغان، توقعنا ان مع تغيير بايدن بكاميلا، أن ترجح الكفة لكاميلا بسهولة، وهذا ما حدث في البداية، ولكن المفاجئ أن التوجه الذي كان الاسبوعين الاخيرين هو أن هذه الفجوة أغلقت تقريبًا.
اذا ترامب اكتسح في بنسلفانيا، يجب ان ينتصر في جورجيا وشمال كارولينا أيضًا والتي تعتبر مناطق متأرجحة، والتي حسب الاحصائيات لديه افضلية طفيفة فيها والتي هي عمليًا تعادل، فهذه مشكلة التنبؤ والأمر قابل للتغير خلال ساعات.
وحول ادعاء أن غالبية أصوات النساء يرجح لكفة هاريس قد يكون صحيح، ولكن من منظور آخر فإن هذه الأصوات هي من الولايات التابعة للحزب الديمقراطي والتي غالبية مصوتيها هم أتباع الحزب الديمقراطي وبالتالي هذا قد يزيد من عدد الأصوات، ولكن هل هذا سيؤثر بالولايات المتأرجحة.
يجب ان نفهم ان ليس كل ما نراه بالاستطلاع حقيقي، هناك اشخاص قد يصوتون ضد مرشح معين خوفًا من التعبير عن رأيهم انهم داعمين له، هذا ما رأيناه في انتخابات 2016 في وقت استطلاعات الرأي التي كانت ضد ترامب ومع ذلك فقد فاز بالانتخابات، هذا المشهد أيضًا نراه في اسرائيل، في الاستطلاعات. لذلك لا يمكن معرفة النتيجة الحتمية سوى في يوم الانتخابات".
ترامب لا يريد فتح حروب
وحول سؤاله عن نتيجة الانتخابات على المدى العالمي والشرق أوسطي قال: "ترامب تحدث عدة مرات على انه يجب ايقاف الحرب، هو كرئيس لديه إمكانية الضغط بطرق كثيرة، وتحت رئاسته قد تأخذ الحكومة الاسرائيلية أكثر مخاطرات وان تشعر أنها في أمان أكثر، بينما لو كانت هاريس الرئيسة لن يكون هناك شخص في القيادة الذي سيشعر بالارتياح معها.
بالاضافة الى ان ترامب تحدث حول حرب أوكرانيا روسيا، وتحدث انه يريد انهاء الحرب بأسرع ما يمكن، بطريقة إيقاف تزويد اوكرانيا بالاسلحة، وتشويش تزويد روسيا بالاسلحة ولديه آليات لفعل هذا.
رأينا في ولاية ترامب الأولى أنه ليس الرئيس الذي يريد أن يفتح حروب. كاميلا دبلوماسية أكثر وهذا قد يغير كل شيء".
قد يُجر بايدن الى حرب
وحول اقتراب انتهاء فترة رئاسة بايدن قال: "العالم ليس ملزم بأن ينفذ اي قرار من بايدن مبدئيًا لانه من المفهوم انه سيسلم الرئاسة لشخص اخر في غضون شهرين، وهذا أيضًا يتعلق من سينتصر بالانتخابات، فلو انتصرت هاريس ستكون القرارات كنوع من الاستمرارية على الرغم من ان هاريس قالت انها ليست جو بادين وان لها خط سياسي اخرن الذي ما زال غير واضح حتى الآن.
لا اظن ان بايدن سيدخل في عملية عسكرية كبيرة على سبيل المثال في هذين الشهرين، الا اذا فُرض عليه ذلك، مثلا التوتر الموجود حاليًا بين ايران واسرائيل الذي قد يجره الى التدخل العسكري".
اسرائيل وترامب
وحول تدخل الحكومة الإسرائيلية مع الانتخابات قال: "كل حكومة في العالم تتدخل في كل شيء يؤثر عليها، في حال وجود مصلحة للدولة فإنها تتدخل بشكل معقول وبطريقة غير علنية، ولكن في هذه الانتخابات الحكومة الاسرائيلية تخطت عدة خطوط حمراء، لأن نتنياهو ليس لديه خطوط حمراء، ما عدا مصلحته السياسية، أظهر بشكل علني دعمه لكفة دون الأخرى، وهذا خطأ من الجانب الاسرائيلي، حتى مع انتصار ترامب، يجب ان تفهم اسرائيل ان ترامب ليس الصديق وإنما هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وسيعمل ما في صالح دولته".
[email protected]
أضف تعليق