أكد الكاتب والمحلل السياسي د. سليمان أبو ستة لـ بكرا أن شروط حركة حماس والمقاومة الفلسطينية فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل تمثل الحد الأدنى الذي يمكن قبوله في قطاع غزة.

وأوضح أن الشرط الأساسي للمقاومة هو أنه لا يمكن تسليم الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة دون وقف الحرب، مشيرًا إلى "أن الاحتلال الإسرائيلي يصر على استمرار الحرب لأنه لا يستهدف حماس أو المقاومة فقط، بل يسعى لضرب غزة ككيان مقاوم منذ عام 1967 وما قبل ذلك".

وأضاف د. أبو ستة أن إسرائيل تعتبر المشكلة الحقيقية في غزة، وتسعى لتحقيق ما فشلت فيه قياداتها السابقة بإضعاف غزة أو إزالة قدرتها على إنتاج المزيد من الحركات المقاومة، حتى لو تم التوصل إلى صفقة مؤقتة لإطلاق عدد محدود من الأسرى.

وأكد أن "المقاومة ثابتة على شروطها، التي تشمل وقف الحرب، إعادة الإعمار، ورفع الحصار المفروض على القطاع، موضحًا أن إسرائيل لا ترغب في هذه الشروط وتصر على استمرار الحرب".

اضعاف حماس 

وأشار إلى أن إسرائيل تراهن على أن اغتيال قادة المقاومة مثل يحيى السنوار قد يضعف موقف حماس، إلا أن هذا الرهان لم يتحقق على أرض الواقع، كما لم يشهد القطاع أي حراك شعبي ضد حماس.

وأكد أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحالية، مصرة على استمرار الحرب وتوسيع نطاقها إلى مناطق أخرى في المنطقة.

وفيما يتعلق بالمفاوضات، أوضح د. أبو ستة أن الاحتلال يرغب في الدخول في مفاوضات لأنها تمنح الحكومة الإسرائيلية فرصة لتهدئة الرأي العام المحلي والدولي.

وأضاف أن المفاوضات بالنسبة لإسرائيل هي وسيلة لتخفيف الضغط الدولي والإقليمي دون نية حقيقية للوصول إلى اتفاق.

ولفت إلى أنه لو كانت إسرائيل تسعى لصورة نصر، لكانت استغلت الفرص التي جاءت عقب اغتيال قادة المقاومة مثل إسماعيل هنية ويحيى السنوار.

تنازلات

ووفقًا لتحليله، أكد د. أبو ستة أن "حركة حماس مستعدة لتقديم تنازلات فيما يخص تبادل الأسرى بشرط أن يكون هناك وقف واضح للحرب وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال في غزة". وشدد على أن أي اتفاق دون هذه الشروط لن يكون مقبولاً من أي فلسطيني في غزة، حيث لا يمكن لأحد أن يقبل تسليم الأسرى بينما تستمر الحرب أو تعود بعد فترة قصيرة.

وأوضح أن المواطن الفلسطيني يعاني بشدة من استمرار الحرب، وأن موضوع الأسرى هو السبيل الوحيد المتبقي للضغط على الاحتلال لوقف العدوان.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]