يجذب التصميم الداخلي الحسّي، الاتجاه الدارج في 2025، كلّ الحواس، وليس البصر حصرًا. وهو يجمع بين المواد، والألوان، والعطور، والأصوات، لتحفيز مشاعر ساكني المنازل، وربطهم ببيئاتهم الداخليّة. بمعنى آخر، يعتمد التصميم الحسي، على خلق مساحات تؤثّر على مشاعر الساكنين، وأسماعهم، وأنوفهم، ولمسهم، إذ يشتمل على القوام، والروائح، والأصوات، والإضاءة لخلق بيئات غامرة أكثر، ومريحة، وممتعة عند قضاء الوقت فيها.
أ
ديكور داخلي لمنزل حديث به رواق واسع مع مكان استراحة مؤثث بأريكة واسعة معاصرة مع العديد من الوسائد
بعيدًا عن الأصوات الصاخبة، في الخارج، ورائحة أبخرة العادم، افتحي باب منزلك، واستنشقي رائحة لطيفة داخله، واسمعي الموسيقى المفضلة لديك، وانزلقي تحت بطانية صوف دافئة أمام نار مشتعلة... بذا، تغمرين نفسك في الديكور الحسي. لطالما كانت الجماليات، التي تجذب البصر، محور التركيز في الديكور الداخلي. لكن، تطوّر الأخير ليشمل الحواس الخمس، ما يوفّر ملاذًا من المحفزات الحسية غير السارة في الخارج، فعلى النقيض من هذه التجارب الحسية غير السارة، لدينا وسائل الراحة في المنزل: المشاهد، والأصوات، والروائح، والطعام الصحّي واللذيذ، والقوام، أي كل العناصر، التي تحول مساحاتنا الداخلية، إلى أمكنة نحب العودة إليها.
أريكة خضراء، مع وسائد صفر، وبطانية، وزوجين من الطاولات، ونباتات
تشمل بعض الأمثلة على التصميم الحسي في الديكور: الـأقمشة المزخرفة، والمواد الماصّة للصوت، والعناصر الطبيعية، مثل: النباتات، وعلم نفس الألوان، والديكور التفاعلي، والعلاج بالروائح، والإضاءة المتنوعة، والديكور الصالح للأكل، والأعمال الفنية، والتحكم في درجة الحرارة.
لتحقيق التصميم الداخلي الحسي، في زوايا منزلك، إليك مجموعة من الافكار.
الأقمشة المنسوجة
جانب من غرفة معيشة ذات عناصر ديكور دافئة ومريحة
تؤثّر الأنسجة، مثل: المخمل الفخم، والحرير، والفراء الصناعي، بشكل كبير، في التجربة الحسية، إذ هي تدعوك إلى لمسها، وتُساهم في تعميق الشعور داخل المساحة. يمكن دمج أحد الأنسجة بالوسائد، أو المفروشات، أو الستائر.
المواد الممتصة للصوت
يمكن للمواد الناعمة، ومنها: السجاد، أو الستائر، أو الأثاث المنجد، أن تقوم بـعزل الصوت في الغرف المنزلية، ما يخلق جوًّا هادئًا.
العناصر الطبيعية
لعناصر مثل النباتات المنزلية، أو ميزات المياه، دور في تحقيق تجربة متعددة الحواس لساكني المنزل، فهي لا تضيف جاذبية بصرية فحسب، بل يمكنها أيضًا إطلاق روائح طبيعية لطيفة. في هذا الإطار، يصحّ اختيار مجموعة من النباتات الداخلية لتحسين جودة الهواء، بينما يمكن أن توفر النافورة الداخلية الصغيرة صوت ماء مُهدّئًا.
علم نفس الألوان
من المعروف أن للألوان تأثيرات في أمزجتنا؛ اللون الأزرق، مثلًا، مهدئ، ما يجعله مثاليًّا لغرف النوم والحمامات، في حين أن اللون الأصفر مبهج، وهو رائع في الاستخدام في إطار ديكورات المطابخ أو مناطق تناول الطعام.
ديكور تفاعلي
يمكن لعناصر الديكور، التي تدعو إلى التفاعل، أن تجذب حواسًا عدة. في هذا الإطار، تُحفّز زاوية القراءة المريحة ذات الوسائد الناعمة الاسترخاء. ويوفر الجدار المميز تجربة لمسية وبصرية.
العلاج بالروائح
تملأ الشموع المعطرة أو الزيوت الأساسية أو معطرات الهواء مساحات منزلك برائحة لطيفة، ما يُساهم في خلق جوّ مهدئ. في هذا الإطار، يجدر بك اختيار الروائح وفق الحالة المزاجية أو الموسم: اللافندر، للاسترخاء، مثلًا، والقرفة للدفء...
الإضاءة
جانب من غرفة معيشة تحظى بنور الشمس، مع ملاحظة لوحات معلقة على الحائط
يمكن للإضاءة المناسبة أن تحوّل الغرفة بشكل كبير، وأن يخلق جوًّا دافئًا، وحميميًّا، مثاليًّا لمناطق الاسترخاء. وعلى النقيض من ذلك، يمكن للضوء البارد أن يحفز التركيز والإنتاجية، ما يجعله مناسبًا للمكاتب المنزلية أو مناطق الدراسة.
ديكور صالح للأكل
تضيف عناصر الديكور، التي يمكن تذوقها، طبقة حسية غير متوقعة. مثلًا: تحقّق حديقة الأعشاب الصغيرة الداخلية، جاذبية بصرية، ورائحة منعشة، وتؤمن نكهات طازجة إلى طعامك.
الأعمال الفنية
تحفز الأعمال الفنية الاهتمام البصري، وقد تثير استجابات عاطفية. لذلك، اختاري هذا النوع من الأعمال، بصورة تعني لك، على الصعيد الشخصي، مثل: لوحة تهدئك، أو منحوتة تعجبك، أو صورة تلهمك.
درجة حرارة المنزل
تعدّ درجة الحرارة المريحة أمرًا أساسيًّا لخلق بيئة ترحيبيّة؛ بالمقابل، يمكن أن تكون المساحة شديدة الحرارة، أو شديدة البرودة مزعجة، وغير مريحة. لذلك، استخدمي التكييف بحسب الحاجة، وفكّري في عناصر، مثل النوافذ.
نصائح سريعة متعلقة في التصميم الحسي
ما هي التغييرات الصغيرة التي يمكن إجراؤها لتحقيق التصميم الحسي؟ سؤال يتكرر، لتأتي الإجابة من خلال النقاط الآتية:
اللمس: يمكن إضافة عناصر، مثل: الوسائد، والسجاد، والبطانية المرمية على الأريكة، بدلال، لإثراء ملمس الديكور...
الشم: تُعطّر أجهزة نشر الروائح، ومعطرات الجو، والشموع المعطرة، البيئة الداخلية بروائح طيبة، ورقيقة.
البصر: طلاء الجدران، وورق الجدران، واللوحات الفنية، مُمتازة لجذب البصر. هناك أيضًا، الأثاث الملون، إذ تضفي قطعه الحياة على الغرف، بالتناغم مع الألوان المحايدة.
السمع: يُهدّئ الخرير حتّى أكثر القلوب اضطرابًا. لذلك، تقوم نافورة المياه بدور رئيس في هذا الاتجاه. أضيفي إلى ذلك، لا يمكن تفويت الموسيقى المحيطة، فهي جواز سفر مباشر إلى السعادة. يمكن أن يكون حوض السمك، بدوره، عنصرًا أساسيًّا في الديكور الحسي، والذي "يلتقط" الرؤية والسمع في آن واحد.
التذوق: يوفر وعاء من الفاكهة الطازجة، على سطح الطاولة، في غرفة المعيشة، عنصرًا مرئيًّا ملوّنًا، وخيارًا صحّيًا للوجبات الخفيفة.
[email protected]
أضف تعليق