بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، تحدث موقع بكرا مع الشيخ د.محمد حسن، الذي تطرق الى رسائل هذه الذكرى، فقال خلال حديثه:
في ذكرى مولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا كلمة: لقد أرسله الله رحمة للعالمين وكأنّ الأمة من بعده لا علاقة لها بالرحمة والتراحم…بل نُزِعت الرحمة من قلوب المسلمين وأصبح المسلمون أشدّاء على بعضهم البعض، ورحماء على أعدائهم!".
وتابع: "أرسله الله ليخرج الأمة من ظلمات الجاهلية إلى نور الإيمان والإسلام فأبت الأمة إلا أن تعود إلى الجاهلية من جديد…وما التفاخر بالأنساب والتباهي بالتكاثر في الأموال والأولاد والتعصب العائلي والحمائلي إلا مظهر من مظاهر الجاهلية".
وأضاف: "حذّرنا من التهافت على الدنيا ومتاعها الزائل على حساب العمل لليوم الآخر، ففعلنا العكس تماما حتى أهلكتنا الدنيا كما أهلكت من سبقنا وانظروا إلى واقعنا كيف فعلت الدنيا بنا الأفاعيل، فاستحلّ أبناؤنا دماء أبنائنا …وفقدنا الأمن والأمان في كل مكان".
ولفت كذلك: "أمَرَنَا بالمعروف ونهانا عن المنكر، فتركنا المعروف وأقبلنا على المنكر، وآثرنا اتباع الهوى والشهوة على الحق والتقوى، وخضع الرجال لحكم النساء فكُسِرت أعناق الرجال، وحضرت الشياطين، وامتلأت الساحات والقاعات بالاختلاط والعري والمعاصي، وانظروا إلى أفراح المسلمين وأعراسهم ومناسباتهم، فاللباس الذي شُرع لستر العورات صار يُلبس لكشف المفاتن والسوءات عمدا…والخمرة التي وُصِفت بأنّها أمّ الخبائث، وأمّ الشرور، صارت تُدار في المناسبات كالعصير والشراب، وتُصوّر وتُنشر في وسائل التواصل، وما علم هؤلاء السكارى أنهم يجاهرون بالمعصية ويبارزون بالمنكر …فلينتظر الفسّاق غضب الربّ ولينتظر المفسدون سوء الحال وسوء الخاتمة وسوء المآل".
وصّانا بالصلاة فأضعناها
واكمل حديثه: "وصّانا بالصلاة فأضعناها…وبالأرحام فقطعناها…وبالنّساء فحرمناهن …وبالأمانات فأنكرناهن… وبالشباب فأهملناهم.. وبالحقوق فأكلناهم..وبالجيران فطعنّاهم …وبالوالدين فعققناهم ..وبالمستضعفين فخذلناهم …وبالمظلومين فظلمناهم…وبالمنكوبين فتركناهم …وبالمستغيثين فصددناهم"…
ونوه كذلك: "كانت تلك إشارات لجملة من مظاهر الخلل والشلل والعلل…ولا أرى سبيلا للدواء والشفاء إلا بالقرآن وما أوحى الله به إلى المصطفى العدنان صلى الله عليه وسلم. وصدق الله: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَتۡكُم مَّوۡعِظَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡ وَشِفَآءٞ لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٞ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ ﴾ [ يونس: 57]
وأشار ايضًا: "بالكتاب والسنّة تعلو الهمم ويزول الألم ونبلغ القمم ويعم الأمن ويظهر العدل ويسود السلام وينتهي الخصام ويندحر الباطل ويُجازى القاتل…وتعود الحياة الطيبة لتتجدد في الدنيا بالإيمان مع كل صبح يتنفس ومع كل فجر يبزغ ومع كل شمس تشرق، ولتكون تلك الحياة الطيبة في الدنيا مقدمة للحياة الطيبة الأخروية التي فيها الجزاء الأوفى والتي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وصدق الله: ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) ( النحل: 97 ).
[email protected]
أضف تعليق