لاشك أن معرفة وصف النبي محمد كأنك تراه تعد أمنية الجميع سواء من أكرمهم االله تعالى برؤيته -صلى الله عليه وسلم- في المنام أو من لم يروه، فيمكن القول أن وصف النبي محمد كأنك تراه هي أمنية تشتاق لها القلوب ، فهو صلى الله عليه وسلم - الرحمة المهداة وأشرف خلق الله ، ومن ثم يتهلف المسلمين لمعرفة وصف النبي كأنك تراه ، والذي من شأنه أن يخمد نار الشوق له بعض الشيء.

وصف النبي كأنك تراه
قال أحمد الطلحي، الداعية الإسلامي، عن وصف النبي كأنك تراه ، إن معرفة تفاصيل وصف صفات النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- له أهمية كبيرة، حيث إنها تُعزز من محبة المسلم لنبيه صلى الله عليه وسلم وتساعد في فهم جوانب من سيرته الشريفة.

واستشهد “ الطلحي” عن وصف النبي كأنك تراه ، بحديث هند بن أبي هالة عن صفة النبي صلى الله عليه وسلم-: كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم - فَخمًا مُفخَّمًا، يَتلألأُ وجهُهُ تَلاَلُؤَ القمرِ ليلةَ البدر، أطولَ من المربوعِ، وأقصرَ من المشذبِ، عظيمَ الهامةِ، رجلَ الشعرِ، إن انفَرَقَتْ عقيصتُهُ فرَّقَ، وإلا فلا يُجَاوِزُ شعرُه شحمةَ أُذُنَيْهِ إذا هو وَفَّرَهُ".

وأوضح أن هذه الصفة توضح كيف كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يظهر بشكل رائع ومهيب، حيث كان شعره يصل إلى شحمة أذنيه في حال كان يتركه طويلاً، كما رُوي في الأحاديث الأخرى.

وأشار إلى رواية البخاري ومسلم عن البراء بن عازب، الذي قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عظيمَ الجُمَّةِ إلى شحمة أذنيه"، وكذلك رواية عائشة رضي الله عنها: "كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الوفرة ودون الجمَّة".

ونبه إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُحب أن يترك شعره طويلاً ويضفره في بعض الأحيان، كما في الحديث الذي روته أم هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد جاء مكة وله أربع غدائر، منوهًا بأن "الغدائر" هي الضفائر التي تُصنع من شعر الرأس.

وصف النبي محمد بالتفصيل ، ورد فيه أن وجهه:
أكدت دلائل كثيرة على أن سيدنا محمد كان ذو وجه مستدير ، نوره يضاهي ويفوق نور الشمس والقمر. فعن رواية مسلم ، قال جابر بن سمرة رضي الله عنه: «كَانَ وَجْهُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَالشَّمْسِ وَالقَمَرِ مُسْتَدِيرًا» .

جبينه:
كان عليه الصلاة والسلام ذو جبين واسع ، ولا يقصد بالجبين الجبهة إنما ولكن ما اكتنفها من اليمين والشمال. وعن البيهقي والبزار أنه كان “مُفَاضَ الجَبِينَ”.

حاجباه:
عن الطبراني والترمذي في الشمائل أن هند بن أبي هالة قالت: «كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أَزَجَّ الحَوَاجِبِ، سَوَابِغَ فِي غَيْرِ قَرَنٍ، بَيْنَهُمَا عِرْقٌ يُدِرُّهُ الغَضَبُ». فكان ذو حاجبان طويلان مقوسان دون أن يلتقيا.

عيناه:
كانت عينا رسول الله واسعيتين وأشفاره طويل ، وكان من ينظر إليه يظنه يضع كحلا على عينيه ولكنه ليس كذلك.

أنفه:
كان أنف نبينا صلى الله عليه وسلم طويلا يتوسطه بعض الارتفاع ، وبه دقة تدعى الأرنبة ويقصد بها ما لان من الأنف.

خده:
روى عمار بن ياسر رضى الله عنه أن الرسول عليه أفضل الصلوات كان مسنون الخدين ، أي أن خديه كانا بارزين.

فمه:
وصف فم النبي الكريم في رواية مسلم أنه «ضَلِيعَ الْفَمِ»، أي واسع الفم وأسنانه عظيمة وكان ثغره محمودا.

لون بشرته:
جاء في وصف بن مالك رضي الله عنه، أن لون بشرة النبي كان نيرا ليس بأبيض ولا آدم . أي أن بشرته لم تكون بيضاء شاحبة ولا سمراء.

لحيته:
كان للرسول عليه الصلاة والسلام لحية سوداء كثيفة الشعر ، وفي صحيح البخاري جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : «.. وَقُبِضَ وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ» .

شعر رأسه:
وقيل في شعر رأسه صلى الله عليه وسلم أنه «لم يكن بِالْجَعْدِ الْقَطَط، وَلا بِالسَّبِط» رواه البخاري. أي لم يكن ملتويا ولا مترسلا.

ابتسامته:
وصف كعب بن مالك رضي الله عنه ابتسامة الرسول عليه صلوات الله وسلامه فقال : «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ، وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ». (رواه البخاري).

وقد كان لا يتحدث إلا وهو مبتسم، حتى ضحكته كانت صامتة أي يضحك دون أن يرفع صوته.

رائحته:
كانت رائحته صلى الله عليه وسلم أطيب من رائحة المسك و العنبر ، حتى أنه كان إذا سلك طريقا ، عرفه أنه مر به من طيب عرقه. حتى أنه ريحه كان يلتصق بكل شيئ يلمسه ويظل فيه.

مهما كانت دقة وصف النبي صلى الله عليه وسلم ، فلن يمنحه أي وصف حقه. فهو أنبل الخلق وأجملهم خلقة وأخلاقا ، فلم يشبهه ولن يشبهه أحد ولن ينصف عظمته أي وصف . فلا يسعنا إلا أن ندعو الله أن يجمعنا يوما به في الجنة أو حتى في رؤية صادقة .

وصف النبي جسديا
جاء وصف النبي جسديًا في كتاب ابن هشام “السيرة النبوية” عن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَكَانَتْ صِفَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا- ذَكَرَ عُمَرُ مَوْلَى غُفْرَةَ عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، إذَا نَعَتَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: لَمْ يَكُنْ بِالطَّوِيلِ الْمُمَّغِطِ (الممتد) ، وَلَا الْقَصِيرِ الْمُتَرَدِّدِ.

و ورد فيه أنه َكَانَ رَبْعَةً مِنْ الْقَوْمِ، وَلَمْ يَكُنْ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ (الشديد جعودة الشعر) وَلَا السَّبِطِ، كَانَ جَعْدًا رَجِلًا (مسرح الشعر) ، وَلَمْ يَكُنْ بِالْمُطَهَّمِ (العظيم الجسم) وَلَا الْمُكَلْثَمِ [(المستدير الوجه في صغر) ، وَكَانَ أَبْيَضَ مُشْرَبًا، أَدْعَجَ (الأسود العينين) الْعَيْنَيْنِ، أَهْدَبَ (طويلها) الْأَشْفَارِ.

و ورد فيه أنه -صلى الله عليه وسلم- جَلِيلَ الْمُشَاشِ (عظام رؤوس المفاصل) وَالْكَتَدِ (ما بين الكتفين) ، دَقِيقَ الْمَسْرُبَةِ (الشعر الذي يمتد من الصدر إلى السرة) ، أَجْرَدَ (الْقَلِيل شعر الْجِسْم) شَثْنِ (الغليظ) الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، إذَا مَشَى تَقَلَّعَ (لم يثبت قَدَمَيْهِ) ، كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صَبَبٍ (مَا انحدر من الأَرْض) ، وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ مَعًا، بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، وَهُوَ -صلى الله عليه وسلم- خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، أَجْوَدُ النَّاسِ كَفًّا، وَأَجْرَأُ النَّاسِ صَدْرًا، وَأَصْدَقُ النَّاسِ لَهْجَةً ، وَأَوْفَى النَّاسِ ذِمَّةً (العهد) ، وَأَلْيَنُهُمْ.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]