ازاء تصريحات الوزير بن غفير الذي طالب بإقامة كنيس في المسجد الأقصى، قال الشيخ صفوت فريج - رئيس الحركة الإسلامية:
"نؤكّد على أنّ السنن الكونيّة ستعمل وفق قواعدها المحددة، {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}، فالأقصى بإذن الله سيظلّ إسلاميًّا، بكلّ ذرّة من ذرّات ترابه، من أدناه إلى أقصاه، ومن أرضه إلى عليائه، حقًّا خالصًا للمسلمين، لا ريب في ذلك ولا حوار ولا مقايضة".
وتابع: "ولسنا ندّعي هذا الحقّ جزافًا أو اعتباطًا، بل هو حقٌّ ثابتٌ راسخ، مستمدّ من عقيدتنا وقرآننا الخالد، {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}، تكريم قرآنيّ إلهيّ جعل من الأقصى عقيدةً في قلوبنا، يُلزمنا الحفاظَ عليه حتى آخر رمقٍ فينا. كما شرّفه رسولُنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه، حين أسري به إليه وصلّى على ترابه إمامًا بالأنبياء، ممّا يجعل من الأقصى وقفًا إسلاميًّا، لا خير فينا ولا دين إن تنازلنا عن ذرّةٍ من هذا الوقف، اليوم وغدًا وإلى يوم يُبعثون".
وأضاف: "إنّه لشرف عظيم لنا نحن أهل هذه الأرض المباركة، أن نكون خطّ الدفاع الأوّل عن الأقصى المبارك، نعمّره بقوافلنا ونشدّ الرحال إليه يوميًّا. وفي كلّ خطوة إلى هناك نعزّز صمود أهلنا في القدس وأكنافها، من خلال تعزيز الاقتصاد المقدسيّ بكلّ ما أوتينا إلى ذلك من قوّة وسبيل. نعتكف في رحابه، نرابط في باحاته، ونناضل بكلّ الوسائل القانونيّة المتاحة لنصدّ أوباش المقتحمين المدنّسين، بوعيٍ تامّ ومسؤوليّة كاملة، وبكلّ عزّة وصمود وإباء".
هل نترك مسرى نبيّنا
وأوضح كذلك: "هل يظنّ عاقل رغم كلّ التحدّيات الأمنيّة والسياسيّة، ورغم الارتفاع الحادّ في وتيرة الاقتحامات، ورغم الدعم الحكومي غير المسبوق، ورغم النداءات الحاقدة الرسميّة وغير الرسميّة لتغيير معالم المكان هناك، ورغم الدعم المادّي والعددي من جمعيّات يمينيّة متطرّفة، محلّيّة ودوليّة، ورغم انشغالنا كمجتمع بمآسينا من عنف وجريمة وفقر وضيق، وكشعب بكلّ ما يعانيه أهلنا في غزّة، أننا نترك مسرى نبيّنا؟"
ونوه ايضًا: " شدّ الرحال إلى هناك واجب على كلّ المسلمين في كلّ مكان، وهو علينا نحن مسلمي الداخل الفلسطيني أوجب، واجب متأصّل بهدف التمكين والتعزيز والرباط، واجب غير مؤقّت ولا مرحليّ، لا يرتبط بأزمة أو تصريح أو مناسبة، واجب دائم داعم ثابت مستدام، على مدار الأيّام من كلّ عام. هذا ليس مجرّد واجب ديني، بل هو مسؤوليّة جماعيّة تستلزم منّا نحن جميعًا عهدًا والتزامًا، من خلال تقديم الدعم المادّي والسياسي والثقافي والديني والقومي والوطني، بما يُتيح للمسلمين أن يُسهِموا في الحفاظ على هذا المعلم الديني العظيم، وضمان حمايته للأجيال القادمة".
[email protected]
أضف تعليق