أدان الدكتور محمد نجيب بوطالب، أستاذ علم الاجتماع في تونس ،ما يجري في شمالي الضفة الغربية، معتبراً أنه جزء من خطة الاحتلال الإسرائيلي لابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية، وذلك تمهيداً لتهجير سكانها وزرع المستوطنين فيها.
وبيّن بو طالب في حديث ل بكرا أن هذه الخطة هي جزء من مشروع أكبر يجري تنفيذه منذ نشأة دولة إسرائيل، بترجمة لأهداف الحركة الصهيونية على يد مجموعة من المتعصبين الذين يستندون إلى عقلية الصراع الديني.
وأشار بوطالب إلى أن ما نشهده اليوم من تصاعد خطاب التطرف يمثل تراجعاً عن شعار الدولة المدنية لصالح شعار الدولة الدينية، مشدداً على أن دعوات كبار المسؤولين في إسرائيل إلى إنشاء الكنيس وذبح البقرة في القدس تستند إلى أساطير وأوهام لا أساس لها من الناحية التاريخية أو الدينية أو السياسية.
وأضاف بوطالب أن العملية متكاملة، حيث تطال جنوب غزة وشمالي الضفة الغربية، في مخيمات مدن الضفة كما في مخيمات غزة، مؤكداً أنها تنبع من نظرية تفتيت وإبادة الشعب الفلسطيني وتهجير من تبقى منه.
وأوضح بوطالب أن ما يجري في الضفة لا يمثل فقط تراجعاً عن اتفاقيات أوسلو وخرقاً للالتزامات الدولية، بل هو أيضاً سقوط أخلاقي وسياسي. وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي لا يملك في هذه الفترة أي حلفاء أو التزام بالسلام والتهدئة، والدليل على ذلك هو تعميم ما جرى من تدمير في قطاع غزة على الضفة الغربية، عبر الاجتياحات والاغتيالات وتجريف البنى الأساسية في المدن والقرى، فضلاً عن إطلاق يد المتطرفين والمستوطنين للاعتداء على الأرض والعرض.
وفي ختام حديثه، اعتبر بوطالب أن المسألة مرتبطة بمصير الحكومة الإسرائيلية الحالية، مشيراً إلى أن هذا المسار الداخلي، رغم تعقيداته، له نهاية وفق ارتدادات الوعي السياسي. كما أشار إلى أن المسألة مرتبطة أيضاً بعودة العقل السياسي الأمريكي إلى صوابه بعد انتهاء الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة.
وفي إشارة إلى الدول العربية، قال بوطالب: "البقرة العربية المريضة قد شحّ ضرعها وباتت مكبلة بضعفها"، مضيفاً أن أي من "الدول الشقيقة" لم تبد حتى الآن أي احتجاج على العمليات العسكرية غير المسبوقة في شمال الضفة الغربية.
[email protected]
أضف تعليق