أعلن الجيش الإسرائيلي فجر الأربعاء عن بدئه تنفيذ عملية عسكرية شمال الضفة الغربية، هي الأوسع منذ اجتياحها عام 2002، أو ما يُعرف بعملية "السور الواقعي".
وكان الجيش قد اقتحم في الساعات الأولى من العملية مدينتي جنين وطولكرم، استشهد خلالها 11 فلسطينياً. في حين تستمر حتى اللحظة اقتحامات الجيش لمدن ومحافظات الضفة وإغلاق مداخلها وتجريفها، وحصار المستشفيات في جنين وطولكرم وتفتيش المرضى قبل دخولها.
وتتم هذه العملية، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، بمشاركة سلاح الجو ومئات من الجنود والمستعربين. كما تحدثت عن إمكانية "إخلاء منظم للسكان الفلسطينيين وفق مراكز القتال".
مخطط الاستيطان
وفي حديث لموقع بكرا مع المحلل السياسي أمير مخول قال: "تتطابق جغرافية العدوان تماما مع خارطة مخطط الاستيطان في شمال الضفة الغربية والاغوار الشمالية الأقل كثافة من حيث الاستيطان ومن الأكثر كثافة فلسطينيا، وهي المناطق المخطط لها أن تكون غير قابلة لحياة الفلسطينيين وقابلة تماما لحياة المستوطنين وفقط لهم. ضمن اعتبار اسرائيلي بأن الاستيطان لن يتحقق في هذه المناطق اذا لم يتم القضاء على أية مقاومة وإذا لم يتم إجراء تغيير سكاني جوهري فيها".
اجتياح عام 2002
وأضاف: "تقوم إسرائيل بعدوان يضاهي اجتياح 2002 ويفوقه في غاياته، ويهدف إلى تغيير الواقع السكاني الفلسطيني في الضفة الغربية كما رشح عن وزير خارجيتها كاتس، الذي تحدث عن حرب وليس عن عملية محدودة، وعن تطبيق نمط حرب الابادة في غزة على الضفة الغربية".
نزوح بلا عودة
وتابع مخول حديثه قائلًا: "حديث النزوح والاجلاء، يصبح رسميا لأول مرة في الضفة الغربية ويأتي في ظل النزوح القسري في غزة منذ بداية حرب الإبادة عليها. و للتنويه لم يحدث أن كان النزوح مؤقتا للفلسطينيين في العرف الاسرائيلي بل الخطوة التالية له ستكون في منع العودة، وهي عقيدة اسرائيلية صهيونية معمول بها منذ نكبة العام 1948".
"المخيمات الصيفية"
وأكمل مخول: "أطلقت القنال 14 اليمينة الاستيطانية تسمية "المخيمات الصيفية" على العدوان، والمقصود فيه هذه التسمية المواربة ليس مخيمات اطفال، وإنما استهداف وجودي لمخيمات اللاجئين شمال الضفة (في هذه المرحلة) باعتبارها بنية المقاومة في الضفة".
وقال مخول: "كما في الحرب على غزة حيث تم استهداف المخيمات اولا واقتلاعها وتدمير بنية وكالة غوث اللاجئين وشن حرب استنزاف على قدراتها ومرافقها، فهذا يحدث في العدوان الحالي وما سبقه. يأتي العدوان الواسع الشامل وغير محدود المدة وحتى باستخدام سلاح الجو بشكل واسع، بعد عملية استنزاف مكثفة جدا وواسعة للغاية للفلسطينيين في الضفة الغربية، واعتقال أكثر من عشرة آلاف من الشباب واغتيال المئات الكثيرة والاف الجرحى، ناهيك عن تدمير البنية التحتية والمعيشية للسكان. يضاف اليه حظر دخول العمال الفلسطينيين الى المرافق الإسرائيلية، كل ذلك في سياق المسعى المتسارع والمنهجي الهادف إلى تقويض السلطة الفلسطينية".
طرد الفلسطينيين والخلاف على الحدود الأردنية
وتابع مخول قائلًا: "في بداية الحرب على غزة سعت إسرائيل الى تهجير سكان القطاع الى شمال سيناء ومنها نقلهم بالبوارج الأمريكية والغربية إلى اللجوء والشتات الدائمين. ولولا الرفض المصري القاطع والموقف الفلسطيني لتم تطبيق المشروع. حاليا تعود إلى الأجواء السياسية نوايا طرد الفلسطينيين من بلداتهم وحصرهم في معازل، ومن الضفة باتجاه الأردن".
وأضاف: "منذ اسابيع عدة يجري في أوساط اقصى اليمين ووسائل اعلامه التحريض على الاردن وحصريا على الحدود الاردنية الفلسطينية، والتي تعتبرها اسرائيل حاليا ومستقبليا حدودا امنية لها، وكذلك الامر بالنسبة الى الأغوار. وتتوقف هذه التقارير عند حجم الاتجار بالبشر من دول اسيوية وافريقية، و "تهريب الأسلحة" والمخدرات، وفي مسعى لاتهام ايران بأنها المعنية بذلك".
وأكمل: "تسعى اسرائيل بعدوانها الى تشتيت كيانية شعب فلسطين وقضيته، إذ تواصل حرب الابادة على غزة وتقوم بتكثيفها، وتقوم بنقل النموذج الى الضفة الغربية، بينما تواصل مفاوضات الصفقة كما لو كانت قضايا منفصلة، بينما المخطط الاسرائيلي واحد وتكاملي".
من غزة الى الضفة الغربية وثم ال48
وقال مخول: "كما توحي الذهنية الإسرائيلية السائدة فإن العدوان الذي بدأ في غزة ثم الضفة سيلحق فلسطينيي 48. كما أن الخطوات الحثيثة لتغيير جوهري في "الوضع القائم" في الاقصى والمقدسات هي جميعها من مقومات سياسة الدولة وليس هذا الوزير او ذاك وليس لمصالح شخصية لنتنياهو بل تحظى بتأييد اوسع جوهريا من حدود الائتلاف الحاكم".
وأنهى حديثه قائلًا: "انتقلت خطة الحسم من لدن سموتريتش والصهيونية الدينية (2017) لتصبح مخطط دولة بكل منظوماتها ويجري تطبيقه على ارض الضفة والتي تشكل اولوية لتيار الصهيونية الدينية المتسيّد وتحظى بإجماع صهيوني".
[email protected]
أضف تعليق