قال الدكتور نظير محمد عياد ، مفتى الجمهورية المصرية ، لقد نظر الإسلام إلى المرأة باعتبار أنها راعية ومسؤولة عن رعيتها، والمسؤولية عن الرعية لا تكون إلا في إطار بناء الوعي الرشيد والتوجيه الصحيح، ومما يدلل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: كلكم راع فمسئول عن رعيته ... والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم "، فتعهد المرأة زوجها وإصلاح شؤونه، وتربية أبنائها تربية رشيدة، مبنية على القيم والمبادئ الدينية والوطنية الصحيحة، هو في الأساس بناء وعي سديد، تضطلع به المرأة زوجة وأما، وكذلك أسند الإسلام إلى المرأة دورًا كبيرًا ومحوريا في بناء الوعي الديني والوطني، من خلال قيامها بواجب الدعوة إلى الله تعالى، والوعظ والتوجيه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، فقول الله تبارك وتعالى: "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ،يشمل الرجال والنساء، فكما أن الرجال يضطلعون بدور كبير في بناء الوعي من خلال الدعوة إلى الله تعالى، كذلك النساء شقائق الرجال في هذه المهمة فيضطلعن بالدور نفسه، وبتلك الأعباء عينها.

وأضاف خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية بالمؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بـ وزارة الأوقاف الذي يعقد في الفترة من (25 - 26) أغسطس 2024م تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، ورئاسة الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف بعنوان: "دور المرأة في بناء الوعي" بمشاركة أكثر من 60 دولة بشخصيات فاعلة إقليميا ودوليا، وقد اختصر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ،موقف الإسلام من دور المرأة المحوري في بناء الوعي فقال: "إن شريعة الإسلام هي أول من ينسب لها فضل السبق في تحرير المرأة، وإن القرآن الكريم هو أول كتاب إلهي ردّ إلى المرأة كرامتها، ولفت أنظار البشرية إلى دورها المحوري في صناعة المجتمعات، وصياغة الرجال "،وإذا كنا اليوم نشدد على أهمية دور المرأة الواعظة والمتصدرة للفتيا في بناء الوعي، ونتباحث أدوارها الفاعلة في الحفاظ على الوطن واستقراره، يجدر بنا أن نشيد ونحتفي بـ "المرأة المصرية الريفية" وأمهاتنا جميعًا ودورهنّ الفطري الرشيد في بناء الوعي وتربية أجيال عصامية واعية على مر العصور، كانت لهذه الأجيال جهود مبذولة وملموسة في الحفاظ على سلامة الوطن واستقراره.

وحري بنا أن نتمثل تلك المرأة - صاحبة الوعي الفطري – أنموذجا حضاريا دائما للمرأة الوطنية المشاركة في بناء الوعي والتنشئة السليمة على القيم والمبادئ الدينية
والوطنية، وأن نخلد ذكراها كقدوة حسنة للأجيال الناشئة في الواقع والمستقبل، وهذا من قبيل العرفان بالجميل والامتنان بالفضل لأهله.



ويقام المؤتمر في ضوء رؤية الدولة المصرية لأهمية التمكين للمرأة، ونظرًا لأهمية دورها في العمل وتسليطًا للضوء على دورهن وجهودهن في مجال الدعوة بوجه خاص وفي مجالات الحياة وميادين العمل بوجه عام وهو مؤتمرًا غير تقليدي حول دور المرأة في بناء الوعي.

ويتضمن برنامج المؤتمر المحاور التالية:
المحور الأول : دور المرأة في بناء الوعي الديني.
المحور الثاني : دور المرأة في بناء الوعي الثقافي.
المحور الثالث: دور المرأة في خدمة المجتمع.
المحور الرابع : دور المرأة في بناء الأسرة وتنشئة الطفل.
المحور الخامس: التجربة المصرية في تمكين المرأة.
المحور السادس : دور المرأة في تعزيز قيم التسامح والتعايش وصنع وبناء السلام.

وأشارت وزارة الأوقاف إلى أن رسالة المؤتمر: أن مشاركة المرأة في شتى مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية تجعل عالمنا الذي نعيش فيه أكثر عدلًا وسلامًا وأمانًا.

وأن رؤية المؤتمر: إذا كانت مهمتنا جميعًا هي عمارة الكون ومسئوليتنا الأساسية الوصول للحضارة التي ننشدها جميعًا ولن يتحقق ذلك إلا بمساهمة المرأة الواعية المتعلمة المثقفة لبناء حضارة للإنسانية جميعًا.

كما أوضحت أهداف المؤتمر والتي تمثلت في :
1. التأكيد على أن المرأة الواعية هي القادرة على صياغة شخصيات مميزة من خلال فهمها لدينها وواقع مجتمعها، فتصبح سلامًا حيث حلت.
2. بيان أن المرأة الواعية إضافة قوية للمجتمع ترسم صورة حية للواقع من خلال دورها المجتمعي الذي تقوم به.
3. بيان أن المرأة المتعلمة المثقفة تعي جيدًا طبيعة الدور الذي يجب أن تقوم به، ما هو على وجه التحديد؟ ما فلسفته ؟ ما النتائج التي تعود على المجتمع عندما يؤدى بإتقان؟ وما هي النتائج التي قد تحدث إذا تم تهميشه؟.
4. التأكيد على دور المرأة في نهضة المجتمع من خلال قدرتها على التغيير الإيجابي، وحضورها الفاعل في مختلف جوانب الحياة.
5. التأكيد على التكامل بين مختلف سلطات الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية وذلك لدعم وجود المرأة في قلب مسيرة العمل الوطني والدولي، وفي ميادين العمل كافة للمشاركة في اتخاذ القرارات.
6. إلقاء الضوء على ما قامت به الدولة المصرية من تمكين المرأة كتجربة رائدة يبنى عليها في مجال حقوق الإنسان.
7. التنبيه على تنمية الوعي بأهمية قضايا المرأة للمساهمة بدور فعال في مؤسسات المجتمع الحكومي والمدني على حد سواء.
8. إبراز مكانة المرأة في الشريعة الإسلامية ودورها الفاعل في بناء حضارة الرقي والتقدم والازدهار للإنسانية جمعاء ولن يكون ذلك إلا عن طريق بناء الوعي الثقافي والديني والمجتمعي .
9. بيان دور المرأة في إرساء قيم التعايش وصنع السلام في المجتمع.

جدير بالذكر أن برنامج يتضمن عقد ثماني جلسات بالإضافة إلى الجلستين الافتتاحية والختامية، ويقام على هامش المؤتمر فعالية لختم القرآن الكريم وابتهالية كبرى بمسجد مولانا الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة بحضور ضيوف المؤتمر المشاركين فيه من داخل مصر وخارجها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]