تقدمت خمس منظمات حقوقية بدعوى قضائية اليوم (الخميس) إلى المحكمة العليا ضد مصلحة السجون الإسرائيلية ووزارة الصحة، مطالبةً بالعمل على القضاء على وباء الجرب الذي انتشر في السجون خلال الأشهر الأخيرة وأصاب مئات الأسرى حتى الآن. وتقدمت بالدعوى منظمات أطباء لحقوق الإنسان، جمعية حقوق المواطن، عدالة، مركز الدفاع عن الفرد، واللجنة العامة لمناهضة التعذيب، عبر المحامي تمير بلانك.
ما هو مرض الجرب؟
الجرب هو مرض جلدي يسبب حكة شديدة وينتج عن عث صغير يُدعى سركوبتيس سكابي. ينتشر الجرب من خلال ملامسة الجلد المباشرة مع شخص مصاب أو استخدام مشترك لأشياء ملوثة. تشمل أعراضه الحكة الشديدة والطفح الجلدي، والتي تزداد سوءًا في الليل. يمكن أن يؤدي الخدش المستمر إلى مضاعفات خطيرة والتهابات جلدية.
انتشار المرض في السجون
تقدمت الدعوى القضائية بسبب الانتشار السريع والواسع لوباء الجرب في الأشهر الأخيرة في السجون، خاصة في أقسام الأسرى الأمنيين في سجون كيتسيعوت، عوفر، نفحة، مجيدو، جلبوع، رامون وشطة. أُرفقت بالدعوى شهادات سبعة محامين زاروا السجون المختلفة في الأسابيع الأخيرة وأبلغوا عن مئات الحالات المكتشفة. على سبيل المثال، أبلغ معتقل في سجن مجيدو عن إصابته وجميع المعتقلين الثلاثة عشر المحتجزين معه في نفس الزنزانة بالجرب، وأصيب أكثر من 70 قاصرًا (من أصل 120) في نفس القسم بالمرض. وفي شهادة أخرى من كيتسيعوت، أفاد محامٍ بأنه وحده تعامل في شهر مايو مع 16 حالة جرب اشتكت من معاناتها من المرض.
ظروف احتجاز قاسية وشكاوى الأسرى
تزعم المنظمات أن مصلحة السجون لا تتخذ الإجراءات اللازمة والمعروفة للحد من انتشار الوباء والقضاء عليه. أشارت الدعوى إلى أن الزيادة الكبيرة في ازدحام أقسام الأسرى الأمنيين ساهمت في انتشار الوباء: من 16,353 في 6 أكتوبر إلى أكثر من 21 ألفًا في نهاية يونيو 2024. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت تدهور ظروف الاحتجاز والإهمال في النظافة في انتشار المرض. حسبما تفصل الدعوى، منذ 23 أكتوبر 2023، تم تقييد استخدام الملابس بزي واحد فقط، ومنع شراء منتجات النظافة، والحد من الوصول إلى الحمامات، وتم تحويل غرف الغسيل إلى زنازين. بالإضافة إلى ذلك، لم يعد بإمكان الأسرى تلقي الملابس والأغطية النظيفة من عائلاتهم بسبب إلغاء زيارات العائلات.
رد مصلحة السجون غير الكافي
تنتقد المنظمات أيضًا رد مصلحة السجون غير الكافي على شكاوى الأسرى المصابين بالجرب. من بين الشكاوى المقدمة في الدعوى: حظر خروج المعتقلين إلى العيادات الطبية، وعدم استجابة المسعفين التابعين لمصلحة السجون لطلبات الأسرى المصابين، وعدم زيارة الأطباء للزنازين بانتظام لتقديم الرعاية الطبية كما كان يتم في الظروف العادية.
رأي طبي مرفق
أرفقت بالدعوى وجهة نظر طبية للدكتور إحسان دقة، أخصائي الأمراض الجلدية، الذي أوضح البروتوكول العلاجي المعتمد لوقف الوباء. وكتب الدكتور دقة في تقريره: "الجرب هو مرض مزعج ويسبب حكة شديدة. ومع ذلك، فإن علاجه بسيط وفعال للغاية. لذلك، المفتاح للقضاء السريع والفعال على العث المسبب للمرض هو التنفيذ الدقيق لتعليمات العلاج – ليس فقط لشخص واحد، بل لجميع الأشخاص الذين يعيشون في محيطه، في نفس الوقت؛ وتنفيذ تنظيف شامل لبيئة المعيشة، بما في ذلك غسل الأغطية والملابس".
مطالب المنظمات
في الدعوى، تطالب المنظمات مصلحة السجون بتقديم العلاج لجميع المصابين وأيضًا لأولئك الذين كانوا في محيطهم، وتوفير الملابس والأغطية النظيفة، وتعقيم الزنازين والأشياء، وعزل الأسرى المصابين، وتوفير الاستحمام المتكرر، وتوفير منتجات النظافة، والسماح للأسرى بتنظيف وغسل ملابسهم بانتظام.
[email protected]
أضف تعليق