وافقت الجمعية العامة للبرلمان التركي، السبت، على مذكرة تصف خطاب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في الكونغرس الأمريكي، بأنه "وصمة عار".
وأكدت المذكرة أن نتنياهو نقل الاحتلال الظالم المستمر منذ عقود والانتهاكات الجسيمة للقانون في فلسطين إلى مستوى غير مسبوق من خلال حملة تطهير عرقي وحشية في غزة، وأن خطابه في الكونغرس "دخل التاريخ باعتباره وصمة عار".
وقالت: "نحن في مجلس الأمة التركي الكبير (البرلمان)، نعلن أننا قابلنا بكل أسف هذا العار الديمقراطي".
وأشارت إلى مقتل ما لا يقل عن 40 ألف مدني فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، في غزة خلال 10 أشهر، وتهجير مليوني شخص من القطاع بعد تدمير مساكنهم بشكل متعمد.
وشددت على أن الناجين من الهجمات يكافحون من أجل العيش في مواجهة الجوع والمرض في منطقة ضيقة يمنع وصول جميع أنواع المساعدات الإنسانية إليها.
وتابعت: "بينما تتفاقم المأساة الإنسانية في غزة يوما بعد يوم، فإن عنف الاحتلال في الضفة الغربية يتصاعد أيضا، وتتسارع الهجمات على حياة الفلسطينيين وممتلكاتهم".
ولفتت إلى أن السماح لمجرم حرب يداه ملطختان بالدماء ويعتبر المسؤول الرئيسي لهذا المشهد، بالتحدث في مجلس مشترك لبلد يحتكر الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الانسان، ليس عارًا ديمقراطيًا فحسب، بل إنه يمثل في نفس الوقت تحديا للقانون وجميع أنواع القيم الإنسانية والأخلاقية.
وأكدت أنه "من المؤسف أن تصبح مؤسسة ديمقراطية أداة لاستعراض مليء بالأكاذيب يمنح القوة والشجاعة لمرتكبي الجرائم الكبرى ضد الإنسانية، بدلا من كبح جماح العدوان الإسرائيلي الذي لا حدود له".
وأشادت بالموقف الذي أبداه الأشخاص الذين يمثلون أصوات الضمير المجتمعي داخل وخارج مبنى الكونغرس.
كما عبرت عن تقديرها لموقف أعضاء الكونغرس ممن يتحلون بالحكمة الذين لم يحضروا الجلسة معارضين بشجاعة السماح لشخصية مشكوك فيها بالتحدث في برلمانهم.
وأوضحت أن استعراض نتنياهو القائم على الأكاذيب لن يكون كافيا للتغطية على المذبحة التي ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية وجرائم الحرب العلنية التي شهدتها البشرية جمعاء منذ البداية.
ودعت جميع صناع القرار ذوي النفوذ السياسي على إسرائيل، لا سيما الكونغرس الأمريكي، إلى اتخاذ إجراءات فعالة لوقف إراقة الدماء في غزة، وزيادة الضغوط السياسية على إسرائيل من أجل تحقيق وقف فوري لإطلاق النار، ودعم الجهود الرامية إلى ضمان المساءلة عن الجرائم الجسيمة المرتكبة.
وأردفت: "المكان الذي سيتحدث فيه مجرمو الحرب ليس منابر البرلمانات، بل قفص الاتهام في المحاكم الدولية".
ومساء الأربعاء، ألقى نتنياهو خطابا أمام الكونغرس الأمريكي استمر نحو ساعة، زعم فيه أن إسرائيل "لم تقتل أي مدني" بمدينة رفح، وسط احتجاجات لآلاف المؤيدين لفلسطين في شوارع واشنطن مطالبين بإنهاء الحرب ووقف تسليح دولة الاحتلال.
ولليوم 296 على التوالي يواصل جيش الاحتلال، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد 39 ألفا و258 شهبدا، وإصابة 90 ألفا و589 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.
[email protected]
أضف تعليق