يستعدّ الجيش الاسرائيلي لاحتمال شنّ هجوم يُوقع عددًا كبيرًا من المصابين، في مستوطنة إيلات، يُحاكي دخول مقاتلين من سيناء وهجومًا بمُسيّرات من غزة وإيران واليمن وسوريّة والعراق وأيضًا من لبنان.
مصادر إسرائيليّة، تخدم في الاحتياط وتتمركز ضمن ترتيب قوات الجيش الاسرائيلي حول إيلات، حذّرت، بحسب موقع (WALLA) الإخباريّ، من أنّ الرعاية الطبية موجهة إلى الحرب في غزة ضدّ حماس، وإلى معركة ضد حزب الله في الشمال التي يمكن أنْ تتدهور. وقالت: “إيلات التي استقبلت عشرات آلاف من النازحين الإسرائيليين لن تصمد امام التحدي الطبي في لحظة الحقيقة وهي تقديم المساعدة إلى جميع المُصابين”، وأضافت: “يوجد في الجيش الإسرائيليّ نقص في القوة البشرية وفي الموارد، وهي جزء من الاستعدادات للسيناريو المتطرف”، طبقًا لأقوالها.
ووفقًا للجيش الاسرائيلي، من أجل التعامل مع حادث متعدد الإصابات في “إيلات” يوجد بحوزة القوات الطبية طواقم في التشكيلة الحمراء في الكتائب التي تعمل، في المنطقة والقطاعات، من بين جملة أمور من قاعدة “عوفدا” وقاعدة “شيزفون” لتقديم المساعدة. وإلى جانبهم، من المتوقع أن تعمل القوات الجوية، مع إخلاء الوحدة 669، بواسطة طائرات الهليكوبتر وسيارات الإسعاف التابعة لنجمة داود الحمراء في إيلات”.
وأشار الجيش الاسرائيلي الى أنّه، قبل حوالي أسبوعين ونصف، قامت التشكيلة الحمراء بمناورة تضمنت سيناريوهات تفترض تسلل مقاتلين ومركز طبي في إيلات، وكانت الدرجة التي حصل عليها الضابط الطبي في الفرقة 90، وهي أعلى درجة، في جميع الأقسام.
السيناريو الآخر الذي تستعد له قيادة الجنوب هو حرب مكثفة ضد حزب الله على الحدود اللبنانية، ما يؤدي إلى هجرة مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الجنوب. لذلك، استعدت قيادة المنطقة الجنوبية لسيناريو متطرف لتعزيز ترتيب القوات العسكرية والمدنية.
وتؤكد مصادر في الجيش الاسرائيلي، على ما ينقل الموقع العبريّ أنها من حين إلى آخر تجري تقديرات لأوضاع أمنية بهدف فحص عدد إسعافات الجيش الإسرائيلي في إيلات، ووفقًا للحاجة في ذروة القتال وضعوا سيارتي إسعاف لتعزيزات في المستوطنة.
إلى ذلك، أعلن جدعون غولبر الرئيس التنفيذي لميناء إيلات أنّه سيتم تسريح عدد كبير من عمال الميناء وتوقف العمل في المرفأ بشكل كامل بسبب الأزمة المستمرة في البحر الأحمر.
وأضاف غولبر في مقابلة مع صحيفة (معاريف) العبرية، أنّ ميناء إيلات يواجه أزمة غير مسبوقة بسبب الأنشطة التي ينفذها الحوثيون في البحر منذ شهر نوفمبر الماضي، مشيرًا إلى أنّ “جميع الأنشطة توقفت بسبب عدم قدرة السفن على الوصول إلى الميناء، ولا المرور نحو أوروبا عبر قناة السويس. لذلك توقف الميناء عن نشاطه وتوقف معه الدخل”.
وأوضح غولبر أنّه مع تقليص الميناء عملياته، يواجه نفقات باهظة دون إيرادات منذ 8 أشهر، مؤكّدًا على أنّ هذا الميناء يعتمد على الأيدي العاملة، حيث يعمل فيه 110 موظف مباشر، وهناك من 40 إلى 100 موظف أمن آخرين حسب النشاط الذي يقومون به، كما هناك موظفون في الميناء وحوله يتراوح عددهم بين 250 و300 شخص، يعملون بشكل غير مباشر.
وأوضح غولبر أنّ الدولة لا تساعد، حيث قال للصحيفة: “نحن لا نطلب المال، بل نطالب بالسماح للميناء بالعمل. كنا نفضل أنْ يغادر عمال الموانئ إلى اتفاقية المفاوضة الجماعية، ستدفع دولة إسرائيل 70 بالمائة من الراتب في اتفاقية المفاوضة الجماعية وهذه الطريقة التي نحتفظ بها بالعمال. لسوء الحظ، ليس لدينا مثل هذه الاتفاقية”.
وفي ظلّ غياب الحل الحكومي، اضطر ميناء إيلات إلى البدء في عملية التسريح الجماعي للعمال، حيث قال مديره التنفيذي: “لا نحصل على إجابات من وزارة المالية، رغم أنّ وزارة المواصلات تحاول المساعدة والدعم، لكن في نهاية المطاف الأموال لدى الخزينة، نحن مضطرون إلى تعديل مستوى الدخل إلى مستوى النفقات”.
ويعتبر ميناء إيلات بوابة اقتصادية مهمة لإسرائيل، لكنه أصبح اليوم في وضع حرج. والتحدي الرئيسي الذي يواجه الحكومة الإسرائيلية الآن هو إيجاد حل يسمح للميناء باستئناف عملياته والاحتفاظ بموظفيه.
وتسببت الهجمات التي تشنها جماعة (أنصار الله) اليمنيّة في البحر الأحمر، على السفن المارّة فيه والمتجهة إلى ميناء إيلات أو قناة السويس، ردًا على العدوان الإسرائيليّ على قطاع غزة، بخفض حركة الشحن بنسبة 85 بالمائة في الميناء الذي أصبح على وشك الإفلاس.
[email protected]
أضف تعليق