سائل يقول : ما حكم لبس المرأة أو الرّجل الباروكة ؟
الجواب: الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ وبعد:
الباروكة تكييفها الفقهيّ هو وصل الشّعر الذي ورد في كتب الفقهاء قديمًا .
والمختار لدينا بخصوص مسألة الوصل : أنّه إن كان الوصل بشعرٍ اصطناعي أو شعر حيوان طاهر فيجوز للرّجل وللمرأة المتزوجة إن رغب بذلك الزّوج وهذا مذهب الشّافعية ( انظر نهاية المحتاج ، الرملي، 2/ 24-25 ) .
ومذهب الحنفية قريب من مذهب الشافعية في المسألة حيث قالوا :" يكره ( أي كراهة تحريم ) وصل الشّعر بشعر آدمي " انظر : ( رد المحتار على الدّر المختار، 6 / 373 ؛ مجمع الأنهر شرح ملتقى الأبحر ، شيخي زاده ، 2 / 553 - 554 ) .
يُفهم من نصّ الحنفية السّابق أنه إذا كان الوصل بغير شعر آدمي فلا يحرم .
وبناءً عليه : لا مانع من الوصل أو لبس الباروكة المتخذة من شعر اصطناعي أو شعر حيوان طاهر ولو لغرض التزين للرجل والمرأة المتزوجة بموافقة الزّوج .
وهذا ما أفتت به دار الإفتاء الأردنية فتوى رقم ( 3584 ) : " ولا حرج في لبس الباروكة للمرأة والرجل، بشرط أن لا تكون من شعر آدمي أو من شعر نجس، وبشرط أن لا يكون ذلك بقصد الغشّ والتدليس والتغرير بالناس، كإظهار الكبير في العمر صغيراً ".
بل اعتبر المالكية رغم قولهم بحرمة الوصل سواء بشعر آدمي أم غيره بأنّ وضع الشعر على الرأس لا يعتبر من الوصل وبذلك تكون الباروكة بناءً على المذهب المالكي جائزة أيضًا لكونها ليست من الوصل المحرّم .
- طبعًا غني عن البيان أنّه يحرم أن تخرج المرأة من البيت بدون حجاب لأنّه هذه زينة محرمة لا يجوز اظهارها أمام غير المحارم وكذلك لا بدّ من نزعها عند الغسل أو الوضوء ولا يجزيء المسح عليها .
هذا وسنبيّن في الفتوى القادمة حكم زراعة الشّعر عن طريق عملية جراحية لعلاج تساقط الشعر أو الصّلع .
والله تعالى أعلم
المجلس الإسلامي للإفتاء
عنهم : أ . د . مشهور فوّاز رئيس المجلس
الثلاثاء 7 رجب 1443ه , 8 شباط 2022 م
[email protected]
أضف تعليق