أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن التنحي عن الترشح لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في تغريدة على منصة "إكس"، أعلن خلالها انسحابه من السباق الرئاسي، إنه سيركز على الوفاء بمهامه الرئاسية حتى انقضاء ولايته. وأكد بايدن أنه يدعم ترشيح الحزب الديمقراطي نائبته كامالا هاريس لانتخابات 2024 الرئاسية بعد انسحابه من السباق.

منافسة بين الديمقراطيين

وفي حديث لموقع بكرا مع المحلل السياسي محمد دراوشة قال: "أمضى بايدن الأشهر الماضية في جمع ما يقرب من أربعة آلاف مندوب ديمقراطي من خلال الفوز في الانتخابات التمهيدية في الولايات والأقاليم الأمريكية. وكان هؤلاء المندوبون سيصوتون له على الأرجح ليكون المرشح الرئاسي الرسمي للحزب في المؤتمر الوطني الديمقراطي المقرر عقده بين 19 إلى 22 أغسطس / آب. ويمكن للمندوبين التصويت بما تمليه عليهم ضمائرهم، ما يعني أنهم يمكنهم التصويت لشخص آخر. ويعني قرار الانسحاب أن بايدن «يطلق سراح» مندوبيه فعلياً، ما قد يثير منافسة بين المرشحين الديمقراطيين الآخرين لنيل ترشيح الحزب. وتأتي نائبة الرئيس كامالا هاريس على رأس القائمة، لكنها تواجه بعض المشكلات بعد بداية متعثرة في منصبها وتراجعها في استطلاعات الرأي. وينص الدستور الأمريكي على أن يصبح نائب الرئيس رئيساً إذا مات الرئيس أو أصبح عاجزاً عن ممارسة مهامه، لكن هذا لا يؤثر في طريقة اختيار المرشح في الحزبين".

وأضاف: "وطُرح اسم حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم وحاكمة ميشيجان جريتشين ويتمير وحاكم كنتاكي آندي بشير وحاكم إيلينوي جيه.بي بريتزكر بوصفهم بدائل محتملين. وهم جميعاً من المناصرين لبايدن وعملوا على مساعدته في الترشح لولاية جديدة. من الممكن أن يكون هناك نوع من التنافس بين الديمقراطيين من أصحاب الوزن الثقيل لنيل ترشيح الحزب".

وأكمل: "على ما يبدو سيلجأ الحزب إلى ما يُعرف باسم «مؤتمر الوسطاء» وفيه يعمل المندوبون كوكلاء أحرار ويتفاوضون مع قيادات الحزب. وقد يستغرق الأمر عدة جولات من التصويت حتى يحصل الشخص على الأغلبية ويصبح المرشح".

بايدن وترامب

وحول تأثير انسحاب بايدن على الحملة الانتخابية لترامب قال: "يؤثر انسحاب جو بايدن من سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني أيضا على حملة خصمه الجمهوري دونالد ترامب الذي يعتبره هدفه الديمقراطي المفضل. ولعدة أشهر، ركز دونالد ترامب وحلفاؤه على المخاوف بشأن صحة الرئيس المنتهية ولايته والبالغ 81 عاما، وشاركوا مقاطع فيديو لكل تلعثم وخطأ وتعثر في تصريحاته.

انسحاب بايدن هو "هذا نبأ سيئ لترامب"، فقبل الإعلان عن انسحاب بايدن كان الأخير "يحظى بأدنى مستوى من الدعم تم تسجيله في استطلاعات الرأي لولاية أولى، وكان هذا عائق لا يمكن تجاوزه". كان من الأفضل لترامب أن يخوض الانتخابات ضد بايدن بدلا من أي منافس محتمل آخر.

كمالا هاريس البالغة أصبحت أول امرأة وكذلك أول شخص أسود وآسيوي يتولى منصب نائب الرئيس، تدخل الآن في منافسة مع شخصيات أخرى من الحزب الديمقراطي على بطاقة الترشح. من المحتمل أن يشكل ترشيح كامالا هاريس خطرا حقيقيا على حظوظ ترامب لأنها قد تجتذب المزيد من الناخبات اللاتي يصوتن تاريخيا أكثر من الرجال ويشكلن نقطة ضعف للحزب الجمهوري.

ومن شأن ترشيحها أيضا أن يمنح الديمقراطيين فرصة لإعادة تعريف هذه الحملة الرئاسية، في مؤتمر الحزب في أغسطس/آب، باعتبارها صراعا بين ثقافتين متناقضتين".

وأكمل دراوشة حديثه قائلًأ: "وفي حال حصولها على بطاقة الترشح، ستواجه المدعية العامة السابقة أول رئيس يُدان في محاكمة جنائية في تاريخ الولايات المتحدة وما زال ملاحقا في قضايا أخرى. وقد أظهر استطلاع حديث للرأي أن كامالا هاريس ستحقق نتائج أفضل من جو بايدن ضد دونالد ترامب في ميشيغان وبنسلفانيا، وهما ولايتان يمكن أن تحسما الانتخابات".

وأنهى قائلًا: "لكن نائبة الرئيس تشغل المنصب، مما يعني أن دونالد ترامب سيكون قادرا على مهاجمتها على نفس سجل جو بايدن، وخاصة في ما يتعلق بمسألة الهجرة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]