لجنة العلوم والتكنولوجيا في الكنيست برئاسة عضو الكنيست أيمن عودة عقدت يوم (الاثنين) جلسة متابعة حول توسيع الإمكانات البشرية في قطاع التكنولوجيا في المجتمع العربي. خلال الجلسة، تم عرض بيانات تشير إلى أنه منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر، شهدت انخفاضاً ملحوظاً في رغبة المشغلين في توظيف خريجي العلوم من المجتمع العربي، خاصة في وظائف المبتدئين.
شادي حداد، نائب مدير الاستراتيجية في جمعية "كو إمباكت" (Co Impact)، عرض في الجلسة بحثاً أُجري بالتعاون مع شركة "أكورد"، والذي أظهر أن مستوى ثقة المديرين في الموظفين من المجتمع العربي قد انخفض منذ 7 أكتوبر. 46% من المستجيبين قالوا إنهم لن يوافقوا على إدارة موظف عربي، مقارنة بـ69% قبل أحداث "السبت الأسود" والحرب. 50% من المستجيبين قالوا إنهم لن يوافقوا على العمل تحت إدارة مدير عربي، مقارنة بـ35% قبل الحرب.
حداد أشار إلى أن هذه البيانات تأتي أيضاً في ظل تراجع الاهتمام العام في المجتمع الإسرائيلي بقضايا التنوع والدمج، وأيضاً بسبب تغيّر أولويات توظيف الموظفين. وأضاف أنه نتيجة للحرب، انعزل المجتمع العربي بسبب الخوف وانعدام الأمان. وذكر أن جمعية "كو إمباكت" تعمل على عدة مسارات لزيادة عدد المبتدئين من المجتمع العربي بين العاملين، من خلال توجيههم لمهن التكنولوجيا والتواصل مع المشغلين.
امدوكس تتجاوز الأزمة
في الجلسة، شاركت نوا هوخمان، مديرة المسؤولية الاجتماعية في شركة "أمدوكس"، والتي ذكرت أن 8% من جميع موظفي "أمدوكس" هم من المجتمع العربي، 3% منهم في مناصب إدارية وواحد في الإدارة العليا. وقالت: "نحن نستثمر كثيراً في التدريبات لمختلف الوظائف، ونوظف الشباب من المجتمع العربي في فروع الشركة في أنحاء البلاد، بما في ذلك في البلدات العربية". وأشارت إلى أن "أمدوكس" تجاوزت الأزمة بالحوار المفتوح، وأن الموظفين العرب يدعمون عائلات المختطفين. دعت هوخمان شركات أخرى في القطاع لفتح فروع في المناطق العربية.
كما شاركت في الجلسة خير عبد الرازق، مديرة برامج تعزيز النساء والعرب في التكنولوجيا وريادة الأعمال في هيئة الابتكار، والتي قالت إن القطاع يعاني من تباطؤ في توظيف العمال في القطاع ككل، خاصة المبتدئين، لكنها أشارت إلى أنها لا تعرف عن عوائق خاصة في توظيف الشباب من المجتمع العربي. وأكدت أن الهيئة تدعم إنشاء مراكز توظيف في البلدات العربية لتشجيع الشباب من المجتمع على الانخراط في القطاع.
فرص معدومة
ربيع زيود، مدير جمعية "حاسوب"، التي تعمل على تعزيز ريادة الأعمال والتكنولوجيا في المجتمع العربي، قال إن "فرص شاب أكاديمي من المجتمع في الانخراط بشركة ناشئة تكاد تكون معدومة". وأوضح: "معظم الشركات الناشئة متمركزة بين شارع روتشيلد ومركز سارونا في تل أبيب، ونظام التوظيف هناك يعتمد على العلاقات الشخصية، وهذا غير موجود في مجتمعنا". وأضاف: "كل ما نحتاجه هو توظيف اثنين أو ثلاثة موظفين من المجتمع، ليؤثروا على الآخرين".
مريان كوهين، رئيس اتحاد التكنولوجيا في اتحاد الصناعيين، قال خلال الجلسة: "لا يمكن النظر إلى وضع التكنولوجيا دون النظر إلى ما يحدث في العالم وفي بلدنا. القطاع تأثر من التباطؤ العالمي ومن أحداث الأزمة في البلاد ومن اندلاع الحرب". ورفض الادعاءات بوجود تمييز مقصود في توظيف العرب، مؤكداً: "نحن في الصناعة نحتاج إلى أفضل الأشخاص، ولا يوجد تمييز سواء كان العربي أو اليهودي، بالإضافة إلى أن لدينا التزاماً اجتماعياً".
رئيس اللجنة، عضو الكنيست أيمن عودة، اختتم الجلسة بقوله: "في فترة يعاني فيها قطاع التكنولوجيا من أزمة ونقص في القوى العاملة، يجب إيجاد طرق لزيادة عدد خريجي العلوم من المجتمع العربي في القطاع. الجامعات مليئة بعدد متزايد من الطلاب العرب، لكن الكثير منهم لا ينجحون في الانخراط بعد ذلك في القطاع". وأضاف: "هناك أقلية ذكية وذات إمكانات كبيرة يمكنها أن تسهم في الصناعة، ويجب استغلال ذلك. رغم العديد من الجلسات التي عقدت في الكنيست، بما في ذلك الجلسة التي عقدناها قبل عام، للأسف لا يوجد تغيير في الوضع". قررت اللجنة عقد جلسة إضافية والتحضير لخطة عملية تهدف إلى تغيير الوضع وتقديمها للحكومة.
[email protected]
أضف تعليق