أحدث الذكاء الاصطناعي مؤخراً ثورة كبيرة في روتيننا اليومي، إذ يوفر الراحة والكفاءة التي نحتاجها لأداء المهام في وقت أقل، ويحاكي الذكاء الاصطناعي التفكير البشري، فمن المساعدين الصوتيين إلى الأجهزة المنزلية الذكية، من المؤكد أن الذكاء الاصطناعي سيغير طريقة عملنا وحياتنا.

وتستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي حالياً أغلب شركات التكنولوجيا العملاقة مثل "أبل، ومايكروسوفت، وجوجل"، وغيرها من شركات التقنية المعروفة في العالم.

التزييف العميق
وفي عصر ما يُعرف بتقنية "التزييف العميق" التي يمكن أن تتم باستخدام الذكاء الاصطناعي، أصبح من الصعب معرفة إذا كان المقطع المصور حقيقياً أم لا بالعين المجردة، لكن، وبحسب خبراء التقنية، فهناك العديد من الطرق يمكن أن تساعد في اكتشاف ذلك.

خلق واقع بديل
ويمكن أن تستخدم التكنولوجيا لتمكن أي شخص لفعل أو قول أشياء لم يفعلها أبدا بسهولة، إذ لا يحتاج الأمر إلا إلى لقطات مصورة وتسجيل مصور للبدء في خلق "واقع بديل".

ويُطلق على هذه التقنية الخاصة بالتلاعب بالمحتوى سواءً أكان بصرياً أم صوتياً باستخدام الذكاء الاصطناعي، "التزييف العميق"، وبفضل هذه التقنية يمكن أن يكون هذا التزييف واقعياً ومقنعاً بدرجة كبيرة.

ما هو "التزييف العميق"؟
مصطلح "التزييف العميق" يصف عملية جمع ملفات الصوت والفيديو بواسطة الذكاء الاصطناعي أو التعلم الآلي بشكل دقيق.

وتكون كافة مجالات "التزييف العميق" ممكنة بداية من تبديل الوجوه بمعنى استبدال وجه شخص بآخر أو تزامن تحريك الشفاه إذ يمكن ضبط فم المتحدث على ملف صوتي مختلف عن الصوت الأصلي أو استنساخ الصوت، حيث يتم استنساخ نسخة من الصوت من أجل استخدامها لقول أشياء أخرى.

ولا يتوقف الأمر عند هذا المستوى، بل يمكن أيضا إنشاء وجوه وأجساد اصطناعية بالكامل على سبيل المثال صورة رمزية رقمية (أفاتار).
وتعتمد عملية استخدام الذكاء الاصطناعي للتلاعب بمقطع مصور على تقنية تُعرف بـ"شبكة الخصومة التوليدية" التي تعد نموذجا للتعلم الآلي، حيث تتنافس شبكتين عصبيتين ضد بعضهما من أجل الخروج بنتائج أكثر دقة، إذ ترمي هذه التقنية إلي تحسين النتائج، وباستخدام هذه الشبكة يُجرى تحسين النظام ككل حتى الوصول إلى نتيجة مقنعة.

اكتشاف التلاعب بسهولة
وبالرغم من أن هذه التكنولوجيا يطرأ عليها التطوير والتحسين بشكل مستمر، إلا أنه يمكن لأي شخص اكتشاف التلاعب سواءً مرئياً أو صوتياً بمعنى آخر الإمساك بـ "التزييف العميق" بكل سهولة.

تطبيقات تساعد في كشف التزييف
كاشف المحتوى AI Smodin: إذ يعد أداة متقدمة يمكنها التمييز بين المحتوى المكتوب بواسطة الإنسان والنص الذي تم إنشاؤه بواسطة Chat GPT أو Bard أو أدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى، ويعتمد بعض الكتاب والطلاب على Smodin لفحص أعمالهم للتأكد من صحتها وعدم وجود أي تلاعب رقمي.

أداة Content at Scale: وهي أداة لإنتاج مقالات طويلة وتعمل أيضًا على تحسين ترتيب المواقع الالكترونية ويمكنها كشف الانتحال في المحتوى المنشور.

:Crossplag تعد من الأدواتالتي تستخدم لاكتشاف الانتحال بواسطة خوارزميات التعلم الآلي وتساعد في تحديد المصادر المشتركة للموضوع المكتوب أو مقدار الاقتباس وما تم إعادة صياغته من النص.

أداة copyleaks: تستخدم هذه الأداة للكشف عن الانتحال بمساعدة الذكاء الاصطناعي وتعد من الأدوات الموثوق بها من قبل المنظمات الرائدة مثل الأمم المتحدة واليونسيف وموقع medium وموقع ولاية أوهايو الرسمي وجامعة ادنبرة.

sapling: هذه الأداة مهمتها تحسين القواعد النحوية وتدقيق الأسلوب عبر تقنية التصحيح التلقائي لإزالة الأخطاء والإضافات في النص وإضافة الترقيم والرسائل غير المعروفة بشكل مجاني.

أداة originality: وهي أداة متطورة لكشف محتوى الذكاء الاصطناعي وتحتوي على ميزات متقدمة لاكتشاف الانتحال وضمان جودة المحتوى، والحفاظ على الأمان عبر الإنترنت، ويمكن للشركات والمؤسسات والأفراد الذين يبحثون عن أداة شاملة وموثوقة للكشف عن المحتوى استخدامها، كما أنّ لديها القدرة على التعامل مع تنسيقات محتوى متعددة، بما في ذلك النص والصور ومقاطع الفيديو.

نصائح لاكتشاف التزييف
يقول خبراء التقنية، أنه لا يحتاج أن يكون المرء خبيراً في تقنية "التزييف العميق" للتمييز بين ما هو حقيقي وبين ما هو مزيف، مقدمين بعض النصائح التي تساعد على اكتشاف التزييف، ومنها:
في البداية شاهد المقطع بتركيز ولا تتسرع في نشره، وأطرح على نفسك سؤالا مفاده: هل هذا المقطع حقيقي؟ ألا يمكن أن يكون مفبركا؟ إذ كنت في حال شك لا تنشره أو ترسله لأي شخص، وفي حالة وجود شك، يتعين عليك القيام بالبحث عن نفس القصة أو المقطع من مصادر مختلفة لكنها جديرة بالثقة على شبكة الإنترنت، إذ سيساعد العثور على قصة مماثلة على الإمساك بطرف الخيط للوصول إلى القصة الحقيقية.

في حالة الشك في مقتطف صوتي أو صورة أو مقطع مصور، قم بإدخال هذا الجزء في محرك البحث غوغل أو محرك بحث DuckDuckGo ثم أبحث عن نسخة أخرى مشابهة، بعد ذلك يمكن المقارنة بين النسختين، ويمكن رصد واكتشاف بعض الآثار عن وجود تلاعب، إذ أن هناك بعض الجوانب قد تساعد في هذا الأمر مثل "وجود لقطات غير متسقة أو تغير في نبرة الصوت أو جودته" وغيرها مهما كانت صغيرة، فقد تكون مفيدة وعليك أن ثق في حواسك البصرية والسمعية وأسال نفسك دائما: هل يبدو الأمر منطقيا؟.

يجب أن تتذكر أن الأمر يتطلب فقط الكثير من التركيز وربما قد يتطلب الأمر طلب المساعدة من شخص آخر ليساعدك في تحديد أماكن التلاعب التي قد تكون أشياء بسيطة مثل الأنف أو الأذن أو الأسنان ودرجة بياضها أو حتى تسريحة الشعر وهل يبدو الأمر متطابقا.

قد يتطلب الأمر مشاهدة المقطع بمعدل مشهد لاكتشاف التناقضات، فيما يمكن الاستعانة على سبيل المثال بـ "مُشغل الوسائط في. أل. سي" أو موقع watchframebyframe.com.

كما يجب عليك أيضًا تكبير حركات الفم والشفاه ومقارنتها بالنسخة الأصلية لاكتشاف تزامن تحريك الشفاه، وهل يبدو الأمر منطقيا.

يمكنك كذلك تعزيز المهارات السمعية والمرئية، حيث يتعلق الأمر برمته بحواس الإنسان خاصة المهارات السمعية والمرئية، ولحسن الحظ يمكن تعزيز قدراتك هذه، فمن خلال هذا التدريب يمكنك تحسين مهارات السمع والرؤية لاكتشاف أي تلاعب في الصورة أو الصوت.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]