رسائل الهجرة النبوية، د.محمد بدران: "نتطلع لوقف شلال الدم المتدفّق في مجتمعنا العربيّ"

صادف يوم الأحد 07.07.2024 الموافق  مطلع العام الهجري الجديد، الأول من شهر محرّم لعام 1446هـ. وفي هذا السياق قدم د. محمد طلال بدران- مدير دار الإفتاء كلمة جاء فيها:

اولًا: اختيار بدء التوقيت الإسلامي بالهجرة النبوية إلّا دلالة على أهميتها ومكانتها. وفي هذه المناسبة الكريمة، تتقدّم دار الإفتاء والبحوث الإسلامية(48) بأحرّ التّهاني والمباركات لمجتمعنا العربي ولشعبنا الفلسطيني ولأمّتينا العربية والإسلامية، داعين الله سبحانه وتعالى أن تتوقّف الحرب الغاشمة على أهلنا في غزة، وأن يعيد علينا هذه الذكرى وقد تبدّل حال شعبنا وعالمنا العربي والإسلامي إلى أفضل حال، وأن يعمّ الأمن والأمان ربوع العالم.

العنف 

ثانيًا: وفي هذه المناسبة، نتطلع أيضًا في مجتمعنا العربي في الداخل الفلسطيني48 إلى وقف شلال الدم المتدفّق، وإلى عام هجري جديدٍ يحلّ فيه التسامح والمصالحة بدل الخصومة والنزاع والشّقاق، خاصّة أنّ شهر محرّم من أعظم الأشهر الحُرُم، وتتأكّد فيه الحرمات، ومنها تغليظ العقوبة في الاعتداء على النفس. قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهور عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [التوبة: 36].

ثالثًا: إنّ مطلع السنة الهجرية الجديدة المتمثّل في الشهر المحرّم، تتأكّد فيه تقوى الله عز وجلّ، لذا شُرع فيه كثرة الصيام، وخاصة يوم عاشوراء، وما الغاية من الصوم إلّا تحصيل تقوى الله تعالى، وقد قال رسول الله ﷺ: "أفضَلُ الصِّيامِ بعد رمضانَ شَهرُ اللهِ المُحَرَّمُ". وفيه يوم عاشوراء، وقد حثّ النبي ﷺ على صيامه في قوله: "وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ" (أخرجه مسلم).