هل فكرت يوماً كيف ستتصرف عندما يطلب منك رئيسك في العمل مهمة قد تضعك في موقف صعب؟ هل ستقبل بلا تردد أو ستتوقف لتفكر في تداعيات ذلك القرار؟ ربما يطلب منك رئيسك أداء مهمة إضافية في وقت تكون فيه مواردك محدودة ولا تستطيع تحمل المزيد من الضغط. أو قد تجد نفسك غير متفق مع الطريقة التي يرغب بها الرئيس في تنفيذ مشروع معين، وتشعر بأن تنفيذه سيؤثر سلباً على نتائجك الشخصية والفريقية. في بعض الأحيان، قد تطلب الشركة منك القيام بمهمة قد تتعارض مع قيمك الشخصية أو المهنية، فماذا تفعل في مثل هذه الحالات؟
يقدم الخبير في مجال العلاقات العامة، الدكتور عيسى محمد مجموعة من الحالات التي تتطلب وضع الحدود بين الموظف ورئيسه في العمل، والمبادرة بالرفض عند المساس بالنقاط الآتية:
التأثير على الصحة
صحتك. قد يكون من الصعب معرفة متى تضع حدوداً لصحتك في العمل لأن التدهور يكون تدريجياً للغاية. إن السماح للتوتر بالتراكم، وفقدان النوم، والجلوس طوال اليوم دون ممارسة الرياضة، كلها عوامل تسبب لك التعب المتراكم، والمرض قبل أن تدرك ذلك.
يعد المفتاح لعلاج ذلك؛ هو عدم السماح للأشياء بالتسلل إليك، والطريقة التي تفعل بها ذلك هي الحفاظ على روتين ثابت. فكر فيما عليك القيام به للحفاظ على صحتك، كالمشي أثناء الغداء، أو عدم العمل في عطلات نهاية الأسبوع، وربما أخذ إجازاتك كما هو مقرر. أن تضع خطة وتلتزم بها مهما حدث. سيعيق السماح لعملك بتجاوز حدوده.
العبء العائلي
عائلتك. قد يكون من السهل أن تترك عائلتك تعاني بسبب عملك في بعض الأحيان. فالكثير منا يفعل ذلك لأننا نرى وظائفنا كوسيلة للحفاظ على عائلاتنا. وقد تكون لدى البعض أفكار مثل: أحتاج إلى كسب المزيد من المال حتى يتمكن أطفالي من الذهاب إلى الكلية بدون ديون. وعلى الرغم من أن هذه الأفكار حسنة النية، إلا أنها يمكن أن تثقل كاهل عائلتك بأكبر دين على الإطلاق، وهو عدم قضاء وقت ممتع معك. فعندما تكون متعباً وقد تقدم بك العمر، لن تتذكر مقدار الأموال التي كسبتها لزوجتك وأطفالك. سوف تتذكر الذكريات التي قمت بإنشائها معهم.
الصحة العقلية
عقلك. على الرغم من أن لدينا جميعاً مستوياتنا الخاصة في هذا الأمر، إلا أنك لا تدين بجزء منه لصاحب العمل. إن الوظيفة التي تستهلك ولو جزءاً صغيراً من عقلك، هي بمثابة أخذ أكثر مما يحق لك الحصول عليه. لذلك فإن سلامة عقلك هي أمر يصعب على رئيسك أن يتتبعه. عليك أن تراقب الأمر بنفسك وتضع حدوداً جيدة للحفاظ على صحتك. في كثير من الأحيان، حياتك خارج العمل هي التي تبقيك عاقلاً. عندما تكون قد انتهيت بالفعل من عمل يوم أو أسبوع ويريد رئيسك المزيد، فإن الشيء الأكثر إنتاجية الذي يمكنك القيام به هو أن تقول "لا"، ثم اذهب واستمتع بأصدقائك وهواياتك. بهذه الطريقة، يمكنك العودة إلى العمل منتعشاً ومتخلصاً من التوتر. يمكنك بالتأكيد العمل لساعات إضافية إذا كنت ترغب في ذلك، ولكن من المهم أن تكون قادراً على قول "لا" لرئيسك عندما تحتاج إلى وقت بعيداً عن العمل.
ممارسة الهوايات
هوايتك. في حين أن عملك جزء مهم من هويتك، فمن الخطير أن تسمح لعملك بأن يصبح هويتك الكاملة. أنت تعلم أنك سمحت لهذا الأمر بالذهاب إلى أبعد من اللازم عندما تفكر فيما هو مهم بالنسبة لك والعمل هو كل ما يتبادر إلى ذهنك أو معظمه. إن الحصول على هوية خارج العمل هو أكثر من مجرد الاستمتاع. كما أنه يساعدك على تخفيف التوتر والنمو كشخص وتجنب الإرهاق.
العلاقات العامة
علاقاتك. في حين أنك تدين لصاحب العمل ببذل قصارى جهدك، فإنك بالتأكيد لا تدين له بالاتصالات التي طورتها على مدار حياتك المهنية. جهات الاتصال الخاصة بك هي نتاج عملك الجاد وجهدك، وعلى الرغم من أنه يمكنك مشاركتها مع شركتك، إلا أنها ملك لك.
الصدق والإخلاص
نزاهتك. إن التضحية بنزاهتك تؤدي إلى تعرضك لقدر هائل من التوتر. بمجرد أن تدرك أن أفعالك ومعتقداتك لم تعد متوافقة، فقد حان الوقت لتوضح لصاحب العمل أنك لست على استعداد للقيام بالأشياء على طريقته. إذا كانت هذه مشكلة لرئيسك في العمل، فقد يكون الوقت قد حان للانفصال.
[email protected]
أضف تعليق