يرتبط الصيف بمشاعر التجديد والانتعاش والطبيعة وهو يبثّ أجواء لطيفة في الفراغ العماري، من خلال الألوان. للراغبين بتأثيث منازلهم أو تغيير الديكور، في هذا الموسم، هناك استراتيجيات عدة لإدخال جوّ الصيف إلى مساكنهم.
بعيداً عن الألوانِ، تطَّلعُ «سيدتي» من المهندسةِ الداخليَّةِ هليا علوي على الاستراتيجياتِ، التي تساعدُ في إحياءِ أجواءِ الصيف بتصميمِ الديكور الداخلي.
في هذا الإطار، تلفت علوي إلى أن التركيزُ المستمرُّ على فكرةِ الاستدامةِ والموادِّ الصديقةِ للبيئة أساس. كذلك من المتوقَّعِ، أن تشهد التصاميمُ الحرفيَّةُ والمصنوعةُ يدوياً طلباً متزايداً. ومن المتوقِّع أيضاً، الاطلاعُ على درجاتِ ألوانٍ زاهيةٍ وطبعاتٍ رسوميَّةٍ ومجموعاتٍ منوَّعةٍ تعكسُ الفرادةَ والإبداع.

زاوية منزلية تدمجُ عناصرَ من الطبيعةِ بالمنزلِ
الضوءُ الطبيعي: من المهمِّ الإفادةُ من الضوءِ الطبيعي قدرَ الإمكانِ عبر استخدامِ الستائرِ الشفَّافة التي تسمحُ لأشعةِ الشمسِ بالتسلُّلِ إلى الداخل. يُفضَّل هنا طلاءُ الجدرانِ والأسقفِ بطلاءاتٍ ذاتِ ألوانٍ فاتحةٍ، لتعكسَ الضوءَ الطبيعي، وتسهمَ في توزيعه بشكلٍ أكثرَ تجانساً في أنحاءِ الغرفة. ينسحبُ الأمر كذلك على اختيارِ كسوةِ الأرضياتِ الفاتحة، واستخدامِ الأسطحِ العاكسة من خلال دمجِ المرايا والزجاجِ بالفراغِ المعماري، ما يساعدُ في تفتيحِ المناطقِ المظلمة، وخلقِ شعورٍ مريحٍ بالانفتاح.

العناصرُ الطبيعيَّة: يحلو دمجُ عناصرَ من الطبيعةِ بالمنزلِ، لا سيما النباتاتُ الداخليَّة مثل البريمولا والفورسيثيا والبنسيات، إلى جانبِ الأزهارِ، منها الزنبقُ والياسمينُ والنرجسُ والكرز، علماً أن النباتاتِ لا تضيفُ اهتماماً بصريّاً فحسب، بل وتحسِّنُ أيضاً جودةَ الهواء وتخلقُ شعوراً بالسكينة.

الأقمشةُ خفيفةُ الوزن: يُنصحُ باختيارِ أقمشةٍ خفيفةِ الوزنِ مثل الكتَّان، والقطن، ما يُعطي شعوراً بالراحة.
الموادُّ العضويَّة: يمكنُ استخدمُ موادَّ طبيعيَّةٍ مثل الخشبِ، والخيزرانِ، والقصبِ للأثاث والإكسسوارات، أو التزيين بـالسلال المصنوعة من القش.
الروائحُ الطازجة: في هذا الإطار، يحلو دمجُ الروائحِ مثل الزهورِ والحمضياتِ والعطورِ العشبيَّة من خلال شموعٍ معطَّرةٍ بروائحِ الياسمين والخزامى.

الألوانُ الفاتحة: تستطيعين أيضاً اختيارَ ألوانِ الباستيل الناعمةِ مثل الأخضرِ الفاتح، والأزرقِ والوردي والأصفر.
الأثاثُ الخفيف: يُفضَّل انتقاءُ قطعٍ ذات قواعدَ رفيعةٍ وقوامٍ منسجمٍ أو موادَّ شفافةٍ مثل الأكريليك أو الزجاج. يساعدُ ذلك في خلقِ شعورٍ بالفسحة، والانفتاحِ في الفراغ.

الألوانُ الفاتحة أساسية في ديكور الصيف
في مشهدِ التصميمِ الداخلي لصيف 2024 من المرجَّحِ، أن تُشكِّل اتجاهاتٌ رئيسةٌ عدة الجوانبَ الجماليَّةَ والوظيفيَّةَ للمساحاتِ السكنيَّة. في هذا الإطارِ، تقولُ المهندسةُ هليا: «واحدٌ من الاتجاهاتِ البارزةِ حالياً التركيزُ المستمرُّ على فكرةِ الاستدامةِ، والموادِّ الصديقةِ للبيئة، خاصَّةً مع تزايدِ القلقِ بشأنها". مُضيفةً: "هناك طلبٌ متزايدٌ على الموادِّ والممارساتِ التي تقلِّلُ من التأثيرِ السلبي في البيئة، لذا من الملاحظِ زيادةُ استخدامِ الخشبِ والبلاستيكِ المُعاد تدويره والأقمشةِ الصديقةِ للبيئة. من المرجَّحِ أيضاً، أن تكتسب مبادئ التصميمِ الحيوي، التي تدمجُ عناصرَ طبيعيَّةٍ مثل الضوءِ النهاري والنباتاتِ والأنسجةِ الطبيعيَّة، قبولاً واسعاً، حيث يسعى الكثيرون إلى خلقِ بيئاتٍ داخليَّةٍ أكثرَ صحَّة وهدوءاً».


وترى المهندسةُ، أن «تطوُّر المساحاتِ المرنةِ ومتعدِّدةِ الوظائفِ اتجاهٌ آخرُ، فمع التحوُّلِ المستمرِّ نحو العملِ عن بُعدٍ وأساليبِ الحياةِ المتكيِّفة، برزت حاجةٌ أكبرُ إلى مساحاتٍ، يمكن أن تخدم أغراضاً متعدِّدةً بسلاسةٍ. يتجلَّى هذا الاتجاه في شكلِ أثاثٍ يمكن تعديله وغرفٍ قابلةٍ للتحويل وحلولِ تخزينٍ ذكيَّةٍ تزيدُ من الكفاءةِ والمرونة». متوقِّعةً استمرارَ مفهوم ِالتبسيط الذي يتميَّزُ بخطوطٍ واضحةٍ ونظيفةٍ، وبيئاتٍ خاليةٍ من الفوضى، ما يوفِّرُ شعوراً بالهدوءِ والسكينة.


ولناحيةِ الجماليَّات، ذكرت هليا: «قد يشهدُ صيف 2024 عودةً لألوانٍ جريئةٍ وأنماطٍ وتصاميمَ تعبيريَّةٍ، لا سيما مع رغبةِ الكثيرين في إضفاءِ الشخصيَّةِ والحيويَّةِ على مساحاتهم. من المتوقِّع هنا الاطلاعُ على درجاتِ ألوانٍ زاهيةٍ وطبعاتٍ رسوميَّةٍ ومجموعاتٍ منوَّعةٍ، تعكسُ الفرادةَ والإبداع. كذلك سنرى عودةً للتأثيراتِ العتيقة، أو الريترو، إذ يسودُ حنينٌ للعصورِ الماضية، وتقديرٌ للأثاثِ العائدِ إلى منتصف القرن الفائت، ولمساتِ آرت ديكو، والديكورِ المستوحى من الزمنِ القديم».

ديكور الجدران في صيف 2024

الموادّ الطبيعيَّة توفِّرُ تغطيةً مثاليَّةً للجدران
استفسرنا منها أيضاً عن ورقِ الجدرانِ، فتوقَّعت المهندسةُ، أن يبقى ورقُ الجدرانِ ذو التأثيراتِ المنوَّعةِ شائعاً في صيف 2024، وفسَّرت ذلك بالقول: «يوفِّرُ هذا النوعُ العمقَ والإثارةَ البصريَّة، خاصَّةً مع عناصرَ مثل: النقشِ والخرزِ أو التفاصيل المعدنيَّة، ما يضيفُ بُعداً وتطوُّراً إلى الجدرانِ ويمنحُ أجواءً فاخرةً». وبيَّنت هليا أن «الموادّ الطبيعيَّة من المنتظرِ أن تكتسبُ قبولاً، كونها توفِّرُ تغطيةً مثاليَّةً للجدرانِ، لا سيما المصنوعةُ من القشِّ والخيزرانِ والفلِّينِ، إلى جانبِ قشر الخشبِ الذي يمنحُ الدفء والملمسَ الناعم والاتصالَ بالخارج، ما يعزِّزُ بالمجمل البيئاتِ الداخليَّةَ المرحِّبةَ والمتناغمة. كذلك من المتوقَّعِ، أن تشهد التصاميمُ الحرفيَّةُ والمصنوعةُ يدوياً طلباً متزايداً».


ولفتت المهندسةُ، في ختامِ حديثها، إلى أن «الأنماطَ الجريئةَ والهندسيَّةَ رائجةٌ في هذا الوقتِ، فهي تقدِّمُ لمسةً فنيَّةً ومعاصرةً للمساحاتِ الداخليَّة. كذلك تبقى الطبعاتُ النباتيَّةُ والمزهرةُ مفضَّلةً لجلبها شعوراً بالنضارةِ، والحيويَّةِ، والجمالِ الطبيعي إلى داخل المنزل. وقد تظهرُ تقنياتٌ مبتكرةٌ، وتطبيقاتٌ لوسائطَ مختلطةٍ، تجمعُ بين موادَّ وأساليبِ طباعةٍ مختلفةٍ لإنشاءِ تغطياتٍ بصريَّةٍ مذهلةٍ للجدران».

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]