انعقد اليوم الاثنين، مؤتمر التّنويع السّنوي، بمبادرة كو إمباكت، وبالتعاون مع سلطة التّطوير الاقتصاديّ. وتناول المؤتمر هذا العام موضوع الحصانة في الشّركات خلال الأزمات وحالات الطّوارئ، ومساهمة التّنويع التّشغيليّ في بناء هذا الحصانة.
التّنويع هو الحل
وشارك في المؤتمر عشرات الشّركات والمشغلين من القطاع الخاص وعدد من صنّاع القرار، وافتتح المؤتمر بتحيّة مصوّرة من رئيس الدّولة يتسحاق هرتسوغ الذي أكّد أن لانعقاد المؤتمر في هذا الوقت بالذات أهمية قصوى وقال: "لا نملك ترف الجلوس جانبًا، بهذه الظروف الصّعبة، علينا أن نهتم أكثر وأكثر بالتّنويع في القطاعات المختلفة". وأضاف أن "التّنوّع الثّقافي في البلاد هو قيمة مضافة، لها العديد من الأفضليّات والإيجابيّات" مؤكّدًا أن "التّنوّع هو الحل وليس المشكلة". وتابع الرئيس هرتسوغ وشكر كو إمباكت على تحملهم مسؤوليّة هذه القضيّة والعمل على تعزيز التّنويع على مدار سنوات.
وقد تولّت عرافة المؤتمر تسنيم نعرة، نائبة المديرة العامة ومديرة قسم العلاقات مع المشغلين في كو إمباكت وقالت في كلمتها إن: "مؤتمر التّنويع هذا العام مختلف عن مؤتمراتنا السّابقة، ففي ظل الحرب والواقع المُركّب الذي يواجهنا في هذه الأيام اكتسب التّنويع التّشغيليّ معان جديدة، وأصبح أمرًا مُلحًا أكثر من أي وقت مضى".
وبدوره، رحّب بالحضور الرئيس المُشارك في مبادرة كو إمباكت تسفي زيف، وأكّد أن التّنويع التّشغيليّ هو لبنة أساس ببناء الحصانة، وقال: "نحن في كو إمباكت التزمنا بالعمل على بناء مجتمع مشترك حتى في أحلك الظروف وأصعبها".
ثم تحدّث الرئيس المُشارك د. سمير قاسم مشيرًا إلى دور كو إمباكت بمرافقة كبرى الشّركات في القطاع التّجاريّ، لبناء الجسور بين المجتمعات المختلفة وتعزيز التّنويع التّشغيليّ ودمج كامل ومناسب للمجتمع العربيّ في سوق العمل في البلاد. كما أشار إلى الشّراكات الواسعة التي تعمل بشكل متكامل من أجل نفس الهدف.
المجتمع العربيّ الأكثر تضررًا
أما رئيس سلطة التّطوير الاقتصاديّ في المجتمع العربيّ حسّان طوافرة فقد تطرّق خلال كلمته للتغييرات التي طرأت على المجتمع العربيّ في العقد الأخير، مشيرًا إلى الارتفاع بعدد الأكاديميين والأكاديميات العرب، وقال إنه "توجد علاقة طرديّة بين الارتفاع بعدد الأكاديميين وبين ازدياد عدد الراغبين بالاندماج في الشّركات الكبيرة في سوق العمل".
وأضاف أنه "بالرغم من والتّقدّم الذي شهدناه في هذا المجال إلّا أن الحرب أدّت لتراجع ملموس"، وعرض طوافرة معطيات تشير إلى أن 30% من الباحثين عن عمل في أعقاب الحرب هم من المجتمع العربيّ، وهذه نسبة مرتفعة مقارنة مع نسبة المواطنين العرب العامة في الدّولة".
وتابع طوافرة مؤكدًا أن "التّنويع ودمج العرب في الوظائف والشركات المختلفة، يثبت نجاعته في أوقات الطوارئ والأزمات وليس فقط في الأيام العاديّة".
تلته كلمة رئيسة مجلس إدارة مجموعة "شتراوس" ورئيسة مجلس الأعمال في كو إمباكت، عوفرا شتراوس، حيث تطرّقت للصعوبات الجمّة التي تواجه جميع المواطنين بأعقاب هذه الحرب، وقالت: "الألم كبير، لكنه ليس أكبر ولا أقوى مننا ومن جهودنا". وتابعت: "هذا أفضل وقت برأيي لإعادة بناء الثّقة من أجل أن يشعر كل الموظفين، عربًا ويهودًا، بالأمان في أماكن عملهم".
الشّركات التي استثمرت في التّنويع نجحت أكثر من غيرها
أمّا الفقرة الثّانية من المؤتمر فقد استهلها سامر فار، نائب المديرة العامة ومدير قسم المعرفة والاستشارة، وقام بعرض نتائج بحث بادروا إليه في كو إمباكت، لفحص تداعيات وتأثيرات الحرب، وقال إن "النتائج تؤكّد أن الشّركات التي استثمرت بموضوع التّنويع التّشغيليّ، واستعملت آليات العمل التي نوصي بها في كو إمباكت، هذه الشركات أثبتت نجاحًا كبيرًا في التّعامل مع حالة الطّوارئ، وقد نجحت بتخطّي الأزمات بطريقة أفضل".
واختتم قائلًا إن "الاهتمام بكل الموظفين، على تنوّعهم، وتفهّم الأوضاع المُركبة التي يمرّ بها كل موظّف، عبارة عن مسؤوليّة، وتعبير واضح عن الدّور القياديّ للمدراء".
ثم تمّ عرض تقرير مصوّر قصير حول عمل كو إمباكت مع الشّركات في القطاع الخاص لتعزيز دمج المجتمع العربيّ.
ندوة مدراء وتبادل خبرات
وقامت المديرة العامة لمبادرة كو إمباكت، نوا جهشان –بطشون بمحاورة مدراء من كبرى الشركات في القطاع الخاص، وافتتحت الحوار معهم مشيرة إلى دورهم الكبير في بناء الحصانة وتطوير بيئة عمل متقبّلة وداعمة. وقالت: "جلساتنا معكم خلال الأشهر الأخيرة، زودتّني بالكثير الكثير من الأمل"، كما شكرتهم على الشّراكة طويلة الأمد مع كو إمباكت.
كما تطرقت جهشان - بطشون إلى أهمية هذا المؤتمر كونه يؤكّد على ضرورة بقاء المجتمع العربيّ في رأس سلّم الأولويات، وبقاء قضاياه على الأجندة بالرغم من الحرب التي غيّرت أولويات عدد لا بأس به من المؤسسات.
وقد شارك في الحوار مدير عام شركة "أوسم-نستله"، آفي بن أسايغ، ورئيسة صندوق الاستثمار "آي.بي.آي" إيلا الكلعي، ومدير عام شركة "أمدوكس" هرئيل غبعون، ومن "غلوبس" ألونا بر أون.
وأكّد جميعهم على أهميّة التّنويع في شركاتهم، وكيف ساهم ذلك في تخطّي الأزمة الحاليّة. كما تطرقوا لاستراتيجيّات اتبعوها في العمل بهدف تعزيز الثّقة ودعم الموظفين.
د. سراب أبو ربيعة-قويدر، من جامعة بئر السبع، تولّت مسؤوليّة إدارة الجلسة التّاليّة، وحاورت كل من: ميا بلوخ من "ميكنزي" وغاليا حين من شركة "طيفاع" للصناعات الدوائيّة. وتطرّقت المشاركات في هذه الجلسة لدور المديرات والمدراء في تعزيز طواقم العمل المتنوّعة، لا سيما في فترة الحرب.
واختتم المؤتمر بطاولات مستديرة شارك فيها كل الحضور. وتناولوا خلالها أربعة مواضيع أساسيّة: تعزيز الحوار البنّاء في العمل، القيادة المبادِرة، التّداخل الاجتماعيّ وبناء الشّراكات، التّجارب من الحقل.
يذكر أن عدّة شركات قامت بدعم المؤتمر، إيمانًا منها بأهميّة المواضيع التي طرحت: بنك ديسكونت، شتراوس، أوسم-نستله، غلوبس، ميتار، ميكنزي و KLA.
[email protected]
أضف تعليق