تُقدّر "اللجنة الدولية للشاي"، إجمالي الاستهلاك العالمي للمشروب المذكور، في اليوم، بأكثر من 5 مليارات كوب، علمًا أن طقوس الشاي تغيّرت بين الأمس واليوم؛ فقد كانت الطقوس المذكورة في قرون غابرة متصلة بنشاط فاخر حكر على نخبة المجتمع. وكان يرافق طقس الشاي، أوان، لطالما جذبت بتصميماتها العيون.
على غرار أشياء أخرى، كان الشاي جزءًا لا يتجزأ من الثقافات الصينية واليابانية لقرون، وهو لم يقدّم إلى أوروبا إلا في القرن السابع عشر، وذلك عندما كان عبارة عن سلعة باهظة الثمن، ومتاحة لعدد قليل جدًّا من الأشخاص.
راهنًا، لم يعد الشاي مشروبًا للصفوة، إلا أن أطقم الشاي لا تزال تستقطب بعض النساء وتستدعي من المُصمّمين ودور الديكور الشهيرة، ابتكار تصميمات غير تقليدية واستخدام مواد عير شائعة...
لمحة تاريخية عن أطقم الشاي

شكّل الشاي عنصرًا من عناصر الانبهار الأوروبي بكل ما هو صينيّ المنشأ، في القرنين السابع عشر والثامن عشر. ومنذ الأيام الأولى للشاي في أوروبا، كانت أواني الشاي من الأشياء الفاخرة، بقدر ما كانت الأخيرة من الأغراض الوظيفية، علمًا أن اكتشاف الشاي الصيني من المسافرين الأوروبيين مرتبط بـالخزف الصيني، الذي لم يكن أحد في أوروبا يعرف كيفية صنعه، في ذلك الوقت؟
لأكثر من ثلاثمئة عام خلت، كان شرب الشاي في أوروبا عبارة عن نشاط مُتصل بمستويات الرفاهية الأعلى. لذلك، كان من الطبيعي أن تكون هناك أوان فاخرة مناسبة لسكب المشروب الفاخر، فقد استخدمت أطقم الشاي لإظهار مكانة أصحابها.
الجدير بالذكر أنه بعد عقود من المحاولات الأوروبية، تمكن خبراء الخزف في مدينة مايسن الألمانية من اكتشاف سر الخزف الصيني الفاخر عام 1708.

طقم شاي معاصر يدوي الصنع
تفنّن في تصميمات أطقم الشاي

يتألف كل طقم من أطقم الشاي التقليدية، من مجموعات متطابقة من الفناجين والصحون الخاصة بها وإبريق الشاي وإبريق الحليب (أو الكريما) وآنية السكر وحامل الكعكة والصينية التي تتوزع عليها المحتويات المذكورة آنفًا.
قد تشتمل بعض أطقم الشاي أيضًا على عناصر إضافية، مثل: مصفاة الشاي وملاعق الشاي، وغيرها من الملحقات.

يُلاحظ أن هناك تفنن في تصميم أطقم الشاي، مهما كانت المواد التي تصنعها (البورسلين أو السيراميك أو الخزف الحجري أو الخزف الصيني الفاخر أو الفولاذ المقاوم للصدأ أو الخشب...)، مع حضور الأنماط الرائعة، على الأسطح الخارجية، مما يضفي لمسة من البهجة على طاولتك ويحظى بإعجاب الضيوف.

من جهة ثانية، في حال كنت هاوية لـديكور المنزل، لن تروق لك مجموعة بسيطة من فناجين الشاي والأطباق البيض العائدة لها، ولو أن الأخيرة شائعة في الأسواق، اليوم. لذلك، من الممكن تنسيق طقم الشاي، باستخدام قطع غير متطابقة، لناحيتي الألوان والأنماط، لكن متناسقة، مما يجعل المجموعة تبدو أكثر جاذبية. مثلًا، اختاري فنجان شاي باللون النيلي مع صحن أبيض أو فنجان شاي وصحن من اللون عينه، جنبًا إلى جنب فنجان وصحن شاي بالأخضر الباستيل. يمكنك أيضًا تنسيق فناجين وصحون، من الألوان الباستيل المختلفة لأنها تتماشى جيدًا معًا.
من جهة ثانية، يمكن اختيار فناجين الشاي والصحون ذات الألوان الداكنة جنبًا إلى جنب تلك الفاتحة.
أضيفي إلى ذلك، يمكن المزج بين فناجين وصحون ذات نقوش وطبعات مختلفة.
هواية جمع أطقم الشاي

الجدير بالذكر أن بعض النساء يهوى جمع فناجين الشاي وشرائها من أماكن عدة، محليًّا، أو من كل دوله يقصدها؛ مما يدفع إلى السؤال عن الطرق المناسبة لتقديمها معًا في المنزل بطريقة أكثر حداثة، كجزء من الديكور؟

إبريق شاي مصنوع من الحديد الزهر المصبوغ بالأزرق، في محاكاة للإبريق الآسيوي القديم
في هذا الإطار، تتعدد الخيارات، إذ قد توزع أطقم الشاي في "النيش"، أي في خزانة تتخذ من قاعة الصالون في العادة مكانًا لها وتضم القطع والتحف الكريستالية والزجاجية والفضية الثمينة، أو في "البوفيه"، بالقرب من الطاولة، بغرفة الطعام. مقترح آخر، يتمثل في عرض المجموعة، في سلة كبيرة، مع أهمية تغطية الجزء السفلي بمفرش من الكتان الجميل، مع التزيين بزهور صناعية. توضع السلة، في مكان بارز، على الطاولة.
يقضي المقترح الثالث، بوضع فناجين الشاي على صينية، مصنوعة من المعدن أو الخشب...
أمّا إذا كنتِ جريئة، بما يكفي، فما رأيك في ترتيب مكان لفناجينك على ثريا أو قطعة ديكور بارزة (الشمعدان متعدد الأذرع، مثلًا). في هذه الحالة، ستسمح هذه الطريقة لك بجعل ديكور منزلك مميزًا وغير مألوف وموضوعًا للمحادثات مع ضيوفك.
من جهة أخرى، ما رأيك في حفظ الفناجين أو عدة الشاي في حوض النبات (الفارغ) المميز ذي الشكل الفني؟ في هذه الحالة، قد يوضع الحوض على سطح الطاولة أو أي سطح آخر أو يظل على الأرضية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]