تستمر الاحتجاجات الطلابية الرافضة للحرب الإسرائيلية على غزة، والداعمة للقضية الفلسطينية في عدة جامعات أميركية، وسط إسرائيلي تجاه هذه الاحتجاجات التي وُصفت بأنها معادية للسامية، ومطالب بالتصدي لها.
ففي جامعة كولومبيا في نيويورك يواصل الطلاب اعتصامهم المفتوح منذ 8 أيام احتجاجا على ما يعتبرونه إبادة جماعية للشعب الفلسطيني. وقد أمهلت إدارة الجامعة الطلاب المعتصمين 48 ساعة لإنهاء اعتصامهم داخل الحرم الجامعي.
واعتقلت شرطة نيويورك يوم الجمعة أكثر من 100 متظاهر من الجامعة في خطوة غير معتادة أثارت غضب بعض من أعضاء هيئة التدريس.
الرواية الاسرائيلية واللاسامية
وفي حديث لموقع بكرا مع المحلل السياسي أمير مخول قال: "تكثر الحكومة الاسرائيلية ومعها المعارضة من اعتماد خطاب "اللاسامية" في التعاطي مع حركات الاحتجاج العالمية ضد الحرب على غزة وتعتبر كل من لا يقبل برواية اسرائيل بصدد السابع من اكتوبر، بأنه معادٍ للسامية او مساند للارهاب".
وأضاف: "منذ التسعينيات المتأخرة واظب نتنياهو على توسيع تعريف اللاسامية، مدعوما بموقف شمعون بيرس باعتبار ان اللاسامية لا تنحصر في الموقف من اليهود كيهود، وإنما في الموقف من الصهيوينة باعتبارها الحركة القومية ليهود العالم ومن دولة اسرائيل بوصفها البيت القومي لليهود من مواطنين وممن هم مواطنو دول اخرى في انحاء العالم، واعتبر ان من يطلق الحملات ضد اسرائيل او ضد الصهيونية انما يمس باليهود ويعتبر ذلك لا-سامية، وكذا الامر بالنسبة للموقف من المستوطنين يتم اعتباره لا سامية وليس موقفا من الاحتلال الاستيطاني الاستعماري".
نجاح الحملة الاسرائيلية
وأكمل حديثه: "تبعا لذلك تم اعتبار حركات التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني وحصريا حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (بي دي اس) بأنها لا-سامية، وحتى اعتبر الحركات اليهودية المناهضة للسامية والناشطة في الدول الغربية بأنها لا-سامية. وقد نجحت الحملة الاسرائيلية والصهيونية المذكورة في تحقيق انجازات لصالحها والتأثير على تعريف اللاسامية وتوسيعه ومده ببعد قانوني يحظر مخالفته، لتصدم حاليا بحراك شعبي عالمي هائل لصالح الحق الفلسطيني".
توسيع الخطاب
وقال مخول: "تقوم المؤسسة السياسية والاعلامية الاسرائيلية بتوسع استخدام خطاب اللاسامية ليشمل حركات الاحتجاج على الحرب والتضامن مع فلسطين، ويشمل انكار او رفض الرواية الاسرائيلية بصدد السابع من اكتوبر، ويشمل دعوى جنوب افريقيا امام محكمة العدل الدولية، وكذلك اتهام اسرائيل بارتكاب اعمال ابادة في غزة وفقا للقانون الدولي، وحتى ان اي موقف في مجلس الامن يتم دمغه باللاسامية، وهي تهمه اسبغتها على الامم المتحدة وامينها العام وعلى وكالاتها وحصريا وكالة غوث اللاجئين . وهو الخطاب ذاته القائم على تهمة الداعشية والنازية".
تعزيز الخطاب الفلسطيني
وأضاف: "هناك ضرورة بتعزيز الخطاب الفلسطيني والعالمي الديمقراطي القائم على تفكيك الخطاب الاسرائيلي بشأن اللاسامية، يقوم على الفصل ما بين الموقف من اليهود واليهودية وبين الموقف من الصهيونية ومن اسرائيل ومن العدوان والاحتلال والاستيطان، ويكشف عن ان الطابع الترهيبي للعقل البشري والتبريري لكل فعل اسرائيلي".
حراك الجامعات
وأنهى حديثه قائلًا: "حراك الطلبة في الجامعات الامريكية وحصريا جامعة كولومبيا من شأنه ان يكون مصدر أمل وعلامة فارقة في تاريخ الموقف الامريكي الشعبي المؤثر لصالح الحق الفلسطيني، وهو يتسارع نتيجة الحرب على غزة والتي تحاصر تداعياتها الموقفين الاسرائيلي والامريكي الرسمي على السواء".
[email protected]
أضف تعليق