تحية طيبة وبعد، انا د. ياسمين أبو فريحة، أخصائية في الطب الباطني في مستشفى سوروكا وعضو في مجلس إدارة صندوق الجديد.
في أيام طفولتي، وعندما بدأت الصوم في شهر رمضان المبارك، أوضح لي والداي أن جزءًا من فريضة الصيام يهدف إلى التعاطف مع الفقراء والكادحين، الذين لا يتناولون أكثر من وجبة ساخنة واحدة في نهاية يوم عمل شاق. وكانت والدتي تقول لي دائمًا: "عندما تأكلين وهناك شخص جائع بجانبك، من واجبك أن تعطيه طعامك".
تبرعوا الآن للمساهمة في ارسال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة: nif.org.il/donation
خلال الشهر الكريم لم يكن بوسعي أن لا أفكر كل يوم في الجوع والمعاناة الرهيبين في غزة - ان افكر في كل أولئك الذين تفصلهم عنا سنوات ضوئية عن وجبة ساخنة في مكان آمن. ان افكر في الأطفال الذين تُركوا دون أُسرة وبدون أحد يرعاهم ويطعمهم، وفي الأهل الذين لا يجدون طعامًا لأطفالهم، وعن التفكير في الجرحى والمسنين الذين يعتمدون على الآخرين للبقاء على قيد الحياة، وعن كل من خرج للبحث عن الطعام ولم يعد.
الحق في الحياة والماء والغذاء هو أبسط حقوق الإنسان الطبيعية. إنه أساس البقاء والحفاظ على الإنسانية. يجب ألا نُقفل قلوبنا أمام هول مشهد الجوع والدمار لمجرد أن من يعانون منه يعيشون خلف الجدار، بعيدًا عن العين وبعيدًا عن القلب. الكتاب المقدس يوصينا في سفر الأمثال : "إذا جاع مبغضك - أطعمه خبزا، وإذا عطش - فاسقه ماء".
ليس هناك قيمة أعظم من مد يد العون وتوفير الغذاء للجياع في أوقات الحاجة الماسة. نحن في الصندوق الجديد، بعد ستة أشهر من تقديم المساعدات الإنسانية للمجتمع الإسرائيلي - بما في ذلك تمويل المساعدات للعائلات التي خرجت من بيوتها، وتقديم المساعدة النفسية، ودعم مقر عائلات المختطفين وتمويل الملاجئ في القرى البدوية مسلوبة الاعتراف في جنوب البلاد- لم يعد بإمكاننا أن نقف موقف المتفرج امام الكارثة الإنسانية التي تشهدها غزة، وبدأنا في حملة جمع التبرعات لنقل المساعدات الإنسانية للمواطنين الأبرياء والمحتاجين في قطاع غزة. لهذا الغرض، نحن بحاجة لمساعدتكم!
ستذهب جميع التبرعات مباشرة إلى المطبخ المركزي العالمي (WCK) ولجنة الإنقاذ الدولية (IRC) - وهي منظمات تتكامل أنشطتها؛ حيث تعمل لجنة الإنقاذ الدولية في أكثر من 50 دولة في العالم وتساعد ضحايا الأزمات الإنسانية على إعادة بناء حياتهم من خلال المساعدة في العديد من المجالات، بما في ذلك إعادة تأهيل الأنظمة الطبية والتعليمية، بينما يتعامل WCK مع إطعام الضحايا في المناطق المنكوبة بالمجاعة والحروب.
قوموا بخطوة الصحيحة والأخلاقية وتبرعوا لكسر الجوع: nif.org.il/donation
هذة الخطوة الصحيحة والأخلاقية الذي علينا القيام بها في هذا الوقت، على الرغم من، وربما بسبب، الألم والحزن الكبير الذي يشهده المجتمع الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة. لانه لا شيء يأتي على حساب الآخر. قلوبنا كبيرة وواسعة بما يكفي لاحتواء ألم أي شخص بريء وتقديم يد العون لكل محتاج . في اليوم الذي نصبح فيه غير مبالين بجوع وألم الآخرين، سنعرف أننا فقدنا إنسانيتنا. ومن ناحية أخرى، إذا كنا قادرين على التحلي بالتعاطف، والاعتراف بمعاناة الطرف الآخر، ورؤيتهم كبشر وتقديم المساعدة، فسنعلم أن التصحيح والامل الذي نريدة سيبدأ.
محبتي
د. ياسمين ابو فريحة
أخصائية في الطب الباطني
عضو مجلس إدارة الصندوق الجديد لإسرائيل.
[email protected]
أضف تعليق