يبدو أن رحيل الفرنسي كريم بنزيما عن ريال مدريد خلال الصيف الماضي، وانضمامه إلى اتحاد جدة السعودي، كشف العديد من الأمور السلبية لدى الفائز بالكرة الذهبية 2022.
بنزيما (36 عاما) انضم لصفوف "العميد" بعقد يمتد 3 سنوات بعد رحلة تاريخية مع ريال مدريد امتدت 14 عاما خلال الفترة من (2009-2023).
وكتب بنزيما، تاريخا كبيرا خلال الفترة المذكورة، كونه المهاجم الأول للفريق الملكي، حيث توج بألقاب عديدة، يأتي على رأسها دوري أبطال أوروبا 5 مرات.
لكن رغم التاريخ العظيم الذي حققه بنزيما مع ريال مدريد، إلا أنه عانى من انتقادات عديدة أغلب الفترات، بسبب إهدار الفرص وتذبذب معدلاته التهديفية مقارنة بنجوم سابقين مثل الأسطورة كريستيانو رونالدو.
الفتى المدلل
أطلق على بنزيما في ريال مدريد، لقب "الفتى المدلل" لفلورنتينو بيريز رئيس النادي، الذي كان يفضله على العديد من النجوم، رغم المستويات المتراجعة التي كان يقدمها في بعض الأحيان، مما أثار حالة من الجدل.
بنزيما الذي عاش فترات طويلة من الانتقادات ومطالبات بالرحيل عن صفوف الملكي، ظل المهاجم الأول على مدار 14 عاما، رغم تعاقد النادي مع العديد من الأسماء التي فشلت في الإطاحه به.
كذلك أتيحت أمام ريال مدريد، فرصة التعاقد مع مهاجمين كبار في القارة الأوروبية طوال فترة تواجد بنزيما، إلا أن بيريز كان يرفض ويفضل الإبقاء على خدمات الهداف الفرنسي.
وتعرض بيريز نفسه لانتقادات حادة من الصحافة والإعلام بالإضافة إلى الجماهير التي هاجمت اللاعب في أكثر من مناسبة وطالبته بالرحيل في المدرجات وعبر منصات التواصل الاجتماعي.
لكن جميع المحاولات الإعلامية والجماهيرية فشلت، وظل كريم بنزيما هو المهاجم الأول للفريق الملكي رغم أنف الجميع.
أبرز ضحايا بنزيما
عانى العديد من المهاجمين من التهميش خلال فترة كريم بنزيما، رغم المستويات الفنية الجيدة التي قدمها بعضهم وخاصة الأرجنتيني جونزالو هيجواين.
البداية كانت بالتخلص من الأسطورة الهولندي رود فان نستلروي في يناير/كانون ثان 2010، نظرا للإصابات العديدة التي عانى منها وتقدمه في العمر، بجانب وجود بنزيما مع هيجواين فضلا عن عن رونالدو.
وبعيدا عن نستلروي، فإن هيجواين عاش حالة من الظلم في الريال بسبب بنزيما، حيث تفوق عليه تهديفيا خلال أكثر من مناسبة رغم أنه كان ليس الخيار الأول في تشكيلة الملكي.
الموسم الأول لبنزيما شهد تفوقا كبيرا لهيجواين الذي كان الهداف الأول للفريق في الدوري الإسباني برصيد 27 هدفا متفوقا على رونالدو بفارق هدف وحيد، فيما سجل المهاجم الفرنسي 8 أهداف فقط.
كذلك تفوق هيجواين على بنزيما في الليجا خلال موسمي 2011-2012 و2012-2013، حيث سجل الأول 22 و16 هدفا مقابل 21 و11 هدفا للنجم الفرنسي.
لكن رغم ذلك تم التضحية بهيجواين في صيف 2013، ثم عاش ألفارو موراتا معاناة كبيرة في ظل وجود بنزيما، حيث تسبب وجود الأخير في رحيل اللاعب الإسباني خلال مناسبتين، حتى تم التخلص منه نهائيا.
فضلا عن المهاجم المكسيكي خافيير هيرنانديز "تشيتشاريتو" الذي عانى هو الآخر من وجود بنزيما خلال موسم 2014-2015، وظل حبيسا لمقاعد البدلاء حتى انتهت استعارته من مانشستر يونايتد.
علاقة فضحها الاتحاد
في المقابل، يعيش بنزيما معاناة واضحة في موسمه الأول مع اتحاد جدة، بسبب تراجع مستواه التهديفي بالإضافة إلى الانتقادات الحادة التي يتعرض لها.
الموسم الحالي شهد أزمات عديدة للنجم الفرنسي لم تظهر أي منها على مدار 14 عاما مع ريال مدريد، حيث بدأ الأمر بخلافه مع المدرب البرتغالي نونو سانتو، والذي تسبب في رحيل الأخير خلال نوفمبر/تشرين ثان الماضي.
كذلك دخل في عدة أزمات مع المدرب الحالي مارسيلو جاياردو، الذي قرر استبعاده من معسكر الإمارات في يناير/كانون ثان الماضي، بسبب غيابه عن التدريبات دون إذن وعدم تنفيذ التعليمات.
فضلا عن استبعاده من بعض المباريات بقرار فني بجانب إصاباته المستمرة، وهي أسباب كانت كفيلة لتعرض النجم الفرنسي لانتقادات عديدة ومطالبات برحيله عن صفوف الفريق عقب نهاية الموسم الجاري.
وسبق وأن اشتكى بنزيما في أكثر من مناسبة من ضعف جودة اللاعبين في الاتحاد مقارنة بنجوم ريال مدريد، وهو ما يبرهن غضب اللاعب من الإدارة بسبب عدم التعاقد مع نجوم بارزين على غرار الهلال والنصر والأهلي.
وأكدت تقارير صحفية أن قرار الرحيل أصبح رغبة مشتركة، خاصة وأن بنزيما لا يشعر بالراحة مع الاتحاد، وهو ما يكشف عن الدور الكبير الذي لعبه بيريز في مسيرة الهداف الفرنسي مع ريال مدريد باحتواء العديد من الأزمات التي لم تظهر للنور.
[email protected]
أضف تعليق