بالاعتماد على معلومات سابقة، في السنوات ما بين 1969-1993 كان هناك حضور قليل جدا للنساء في السلطات المحلية العربية على مستوى العضوية والرئاسة. كانت معظم هؤلاء النساء ممثلات للحزب الشيوعي من عدة بلدات عربيه مثل سميرة خوري.
كانت هذه العضوية تهدف إلى تغيير الفكر الاجتماعي في موضوع مشاركة النساء في الحكم المحلي. تسعى النساء للمشاركة في الحكم المحلي بسبب ايمانهن بأهمية الانصاف في التمثيل الجندري، لأن نقص النساء في المشاركة السياسية مقارنة بالرجال يؤدي إلى تباطؤ في تحقيق أهدافهن ومتطلباتهن. كما تهدف مشاركتهن في تحسين الإدارة وتحسين جودة الخدمات المحلية، وتحسين مكانة المرأة في المجتمع ورفع الوعي تجاه حقوق النساء في العديد من جوانب الحياة، ودعم الديمقراطية والمساواة.
بالرغم من المحاولات الناجحة لزيادة نسبة النساء في التعليم العالي وسوق العمل الا ان حضورهن في الحكم المحلي لم يصل بعد الى التمثيل المناسب. يعود هذا للعديد من العقبات التي تواجههن سياسيًا، وجندريًا، وثقافيًا، واقتصاديًا. ناهيك عن الحمائلية والعائلية والطائفية، والتوجهات الذكورية التي تفضل الرجال في مراكز صنع القرار.
الحمائلية وقلّة الثقة
التقينا ضمن هذا التقرير بالمرشحات السيدات ربى حلاحلة من شفاعمرو، ايسار ابو ليل من عين ماهل، عائشة نجار من عرابة، والسيد سائد ابو راس من عيلوط، وما تم استنتاجه من خلال الحورات هو عدم وجود وعي كافٍ لمفهوم التمثيل المناسب، وايضا عدم وضوح القدرات التي تمتلكها المرأة لصالح المجتمع والتي سببت لها العديد من العقبات والصعوبات.
السيدة ايسار ابو ليل التي خاضت الانتخابات بهدف خدمة البلد والعمل واعطاء كافة مواطني القرية ما يستحقون دون الحاجة الى الـ "واسطة" عضو في المجلس. لقد تلقت إيسار الدعم من عائلتها القريبه وزوجها وعدد من النساء القرية. اما عن الصعوبات التي واجهتها خلال مرحله التجهيز والترشح فأوضحت الحمائلية هي أهم الصعوبات التي قد تواجه أي مرشح.
فالحمائلية هي واحدة من أكثر الصعوبات شيوعًا - خاصة في القرى- لأن ما يحصل هو تجميع أصوات من داخل العائلات الكبيرة. وبسبب وجود مرشح للرئاسة والعضوية في الانتخابات من هذه العائلات، فإن امكانيات خسارة مرشحة للعضوية في حزب مستقل قد تكون كبيرة. تؤدي الحمائلية الى رفض المرشحة وعدم دعمها خلال مسيرتها الانتخابية ومحاوله في اقناعها بالتنازل عن الترشح خوفًا من صولها على أصوات قد تهدد مرشح العائلة.
إيسار مقتنعة بأن التغيير يحتاج الى بعض الوقت، ولكن لدينا القدرة كأفراد وكمجتمع. وقالت "لا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم" وهو دليل أننا نملك القدرة على التغيير اذا اردنا.
الوعي السياسيّ لدى النساء
السيدة ربى حلاحلة صرّحت أن هدفها رفع الوعي السياسي عند النساء. وأضافت أنه بعد مقتل الصحافية شيرين ابو عاقلة انتبهت بأن المعلومات والوعي السياسي بشكل عام عند النساء وبشكل خاص الشابات الصغيرات لا يزال قليلًا. ولذا فإن لديها العديد من المخططات لخدمة الاجيال الصغيرة، في السياق السياسي والاجتماعي البيئي أيضا.
أما عن الصعوبات التي واجهتها فشددت على كون المجتمع عاطفي هي مشكلة مهمة. وهذا يعني ان النساء قد تغلبها عاطفتها في اتخاذ القرار واختيار التمثيل المناسب. ولهذا فإن معظم النساء لا تدعم المرشحات، وتقول أن العدم القاء التحية على امرأة قد يكلف المرشحة صوتا، ولذا فإن لقب شهر الانتخابات كـ "شهر المرحبا" هو لقب نابع من حقيقة.
كما أكدت ربى ان الطائفية والتقسيمات في البلدات العربية متعددة الطوائف يؤثر في تركيبة الاحزاب المرشحة، واحيانا يضر بالبرنامج الانتخابي الذي أعد لصالح أبنءا وبنات البلدة من كل الطوائف.
السيدة عائشه نجار من عرابة دخلت السلطة المحلية عام 2017 ولها تجارب سابقة في مضمار الانتخابات. كان السبب لدخولها هذا المعترك هو عدم وجود نساء في مراكز اتخاد القرار بالرغم من النسبة العالية للعاملات داخل السلطات.
لقد دخلت عائشة الى السلطة المحلية وقد بنت مخططات متنوعة تفيد اجيال مختلفة شملت قضايا المسكن والاراضي، ومكانه المرأة، وقضايا البيئة والتوجيه الاكاديمي.
أما عن الصعوبات فقالت إن احدى الصعوبات التي واجهتها كانت اقتصادية بسبب تمويل الحملة الانتخابية وحاجة النساء للعمل أكثر من الرجال في الاقناع من خلال الحملات، لكنها في حملتها الاولى اتّحدت مع النساء بلدتها وقُمن بتوفير مبالغ وصرفها بانتباه بسبب المحدودية.
الأولوية للرجل!
اما عن التكافؤ في الفرص الانتخابية فقالت عائشة نجار انه لا يوجد تكافؤ وان الاختيار يصب في صالح الرجال ولهم الاولوية في المناصب الادارية رغم انها تؤمن بالشراكة كأحد مركبات النجاح التي لا غنى عنها.
في حديث مع السيد سائد ابو راس من عيلوط، وهو داعم ومؤمن بوجود المرأه و تأثيرها على المجتمع. سألته لماذا لا توجد امرأه في حزبه فأجاب ان السبب هو العادات والتقاليد!
وفسّر بأن معظم الجمهور في بلده مع وعي وفكر متمسك بالتقاليد التي لا تدعم وجود المرأة في السياسة، وهذا يعرقل وجود نساء داخل الحزب على رغم من دعمه وإيمانه بقدرتهن. وأكد أن التغيير سيرورة ستستغرق مدة من الزمن، وربما في الانتخابات القادمة سيتمكن من ضم نساء إلى حزبه. وقد انتقد أبو راس استغلال بعض الرؤساء لتنامي دور المرأة فيقومون بإعطاء المرأة مكان متأخر في ترتيب المرشحين بهدف جذب أصوات النساء وعرض الانتخابات كبيئة ديمقراطية.
المقالات المنشور تأتي كجزء من مشروع الصحافة الجندرية، المدار من قبل إعلام وبولتكلي كوريت، بدعم من السفارة البريطانية، المقالات تعبر عن موقف اصحابها وليس بالضرورة آراء الجهات الداعمة والمبادرة للمشروع.
[email protected]
أضف تعليق