قال رئيس "مركز الدراسات الاستراتيجية والتنبؤ السياسي" في موسكو الدكتور عمار قناة ل موقع بكرا ان الهجوم الارهابي الذي وقع داخل قاعة للحفلات الموسيقيّة قرب موسكو وتبني فرع "خراسان" من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الهجوم والذي خلف ما لا يقل عن 137 قتيلاً، يثير تساؤلات حول التوقيت وارتباطه بعدة عوامل.
وشرح هذه العوامل : اولا الفشل العسكري المضاد في أوكرانيا ثانيا التناقضات داخل المنظومة الغربية تجاه آلية تسليح أوكرانيا ثالثا الوحدة الوطنية التي شاهدها العالم بعد الانتخابات الرئاسية في روسيا بالاستفتاء الشعبي على شرعية الرئيس بوتين في الداخل رابعا ثنائية الأزمة الامريكية فيما يتعلق بأوكرانيا وفي الشرق الاوسط كل هذه العوامل استنفذت ادواتها ضد روسيا في هذا الصراع الجيوسياسي ولم يتبقى الا العمليات الإرهابية.
وقال قناة ان محاولات الغرب وخاصة الولايات المتحدة في نفيها لضلوع أوكرانيا بعد ساعة من الهجوم مؤشر على ارتباط ما في هذه الحالة مشيرا الى ان كل ما يصدر عن الولايات المتحدة بمثابة إدانات وقرائن لارتباطها المباشر والتنسيق الاستخباراتي مع نظيرتها في كييف.
واضاف انه عند الحديث عن التنظيمات الإرهابية فمن المنطقي ان ينجز تنظيم الدولة عملية إرهابية على أراضي الدول الاوروبية والتي تدعم اسرائيل في حربها على قطاع غزة.
لا يتناسب مع آداء داعش
لكن ما رأيناه من فرع "خراسان" لا يتناسب كثيرا مع اداء "داعش" وفق تاريخها الدموي وأصابع الاتهام قد وجهت للغرب وتحديدا الى أوكرانيا لكن حتى الان لا يوجد تصريح او اتهام مباشر للاخيرة.
واكد ان المستفيد من الهجوم هي أوكرانيا لزعزعة المنظومة السياسية والمجتمعية واظهار صورة جديدة للغرب بأنها مستمرة في هذا الصراع وابتزاز للمنظومة الأوروبية بعد سماع الكثير من التباينات في منطقية الاستمرار في عملية تسليحها, ويمكن ربط هذه المنظومة بتصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون وبعد زيارته واشنطن بالتصعيد وامكانية ارسال قوات الى أوكرانيا وتصريح وزير الدفاع الأمريكي بحتمية المواجهة في حال استمر الوضع بهذا الشكل ما بين روسيا وحلف الناتو ويمكن إجمال ذلك بمفهوم واحد وهو الإفلاس العسكري والسياسي في تعاطي المنظومة الغربية مع الأزمة الأوكرانية وخاصة مع روسيا.
وراى قناة ان هناك محاولة من اوكرانيا او المنظومة الغربية لنقل مستوى الصراع العسكري الى مربعات اخرى من خلالها يمكن ان ترتكب روسيا بعض الاخطاء الاستراتيجية.
وقال ان العمليات الارهابية التي حصلت في روسيا سابقا مثل اغتيال الصحفية داريا دوغينا، والمدون العسكري الروسي المعروف فلادلين تاتارسك والعمل الإرهابي على جسر القرم كلها يصب في محاولات نقل الصراع الى اماكن اخرى.
وراى ان سلطة كييف لا تقوم باي فعل الا بعد اخذ الضوء الاخضر من الرعاة الغربيين وخاصة الولايات المتحدة.
توقف الدعم عن اوكرانيا
ولم يستبعد توقف الدعم عن أوكرانيا في مراحل قادمة في حال استمرار استخدامها لوسائل ارهابية كونها تصبح عبء سياسي واقتصادي على الاتحاد الأوروبي.
وحول تنظيم داعش قال رئيس "مركز الدراسات والتنبؤ السياسي" انه فكر راديكالي ديني إسلامي كان موجودا لكن وظف سياسيا وعسكريا اثناء الحرب الباردة ورأينا بداية تفاعلاته في أفغانستان ثم تطور وبات أداة عسكرية سياسية لدى الولايات المتحدة في افغانستان وراينا تفاعلاته في حرب الشيشان الاولى والثانية ومن ثم انتقلت الى العراق وسوريا , وعند الحديث عن داعش لا يمكن عزله عن الأجهزة الامنية الغربية , وفرع "خراسان" هو اصلا من دولة افغانستان والذي بقيت الولايات المتحدة فيها اكثر من عشرون عاما لذا باعتقادي المؤشرات تدل على الضلوع غير المباشر للولايات المتحدة وعودة استخدام مفهوم داعش في مراحل قادمة مبررات للبقاء في الشرق الاوسط او اختلاق عمليات ارهابية في مناطق معينة لتبرير اي تدخل عسكري من قبل الولايات المتحدة.
[email protected]
أضف تعليق