يجمع المقدسيون بان شهر رمضان المبارك هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة بسبب الحرب على غزة.
وعبرت العديد من المؤسسات المقدسية عن إلغاء فعالياتها في شهر رمضان المبارك بما فيها فعالية إضاءة أكبر فانوس رمضاني في القدس، والتي كان المقدسيون يستهلون بها الشهر الكريم.
وكان أهالي حي باب حطة - الحي المؤدي لباب حطة أحد أبواب الأقصى المبارك - قد أعلنوا عن إلغاء فعاليات تزيين الحي، والتي تعتبر الزينة الأجمل في كل عام، إضافة لإلغاء فعاليات الأناشيد وغيرها من الفعاليات التي كانت تملأ ليالي رمضان.
ويقول الفنان المقدسي عبد الجليل الرازم من البلدة القديمة لموقع بكرا انه "نتيجة للأوضاع على الصعيد السياسي والاجتماعي والمهني والثقافي والفني وفي شتى مجالات الحياة ومع استمرار الحرب على غزة دون توقف او هدنة انسانية ولو إكراما لشهر رمضان الفضيل ومن هذا المنطلق وبمناسبة قرب حلول الشهر الفضيل لهذا العام وتضامنا مع أهلنا في غزة هاشم فإن هذا العام ستغيب مظاهر الفرح والبهجة والسرور".
ويضيف" انه جرت العادة في السنوات السابقة استقبال لهذا الشهر الفضيل قبل شهر من حلوله بتحضير الزينة للحارات والشوارع والأزقة والبيوت والمحلات التجارية والاستعداد للأمسيات الرمضانية لاستقبال رمضان والاحتفال بإنارة فانوس رمضان وتقديم القهوة والتمر والحلويات للمصلين الوافدين الى المسجد الاقصى من بعد صلاة التراويح إلا انه في هذا العام ستغيب كل هذ المظاهر في شهر رمضان".
ويقول الكاتب المقدسي خليل احمد العسلي في مقال له تحت عنوان "القدس المنسية ورمضان القادم" : "وأنت تتجول في شوارع البلدة القديمة في القدس ينتابك شعور الغم والحزن ، فلا يعقل أن تكون القدس قلب الامة العربية والاسلامية ومركز الحضارة والثقافة، مدينة التعايش والوئام الاجتماعي , معزولة أسواقها ، حوانيتها خالية ، سكانها مهمومة، شوارعها مهجورة ، يومها كليلها، لا بائع ولا شاري."
حوانيت القدس
ويضيف "حوانيت القدس لا تفتح ابوابها الا مع صلاة الظهر وتغلق أبوابها بعد صلاة العصر، هذا ما قاله العديد من أصحاب الحوانيت الذين يفتحون فقط من أجل القدس ومن أجل الصلاة في الأقصى وليس من أجل التجارة التي لا تكون إلا نادرا ".
وتابع "وكما قال أحدهم هذه المدينة العظيمة منسية ، نحن المقدسيون نعيش خارج الزمن ، ولولا حب المدينة لما بقى انسان فيها ، فنحن ندفع ضريبة هذا العشق الأبدي لمدينة الله ، ومهبط الانبياء.
ويؤكد الكاتب المقدسي ان هذه الصورة القاتمة التي رسمناها للقدس وحال اهلنا هذه الأيام تتزامن مع وصول الضيف المبارك الذي تنتظره المدينة والمقدسيين بفراغ الصبر إنه شهر رمضان المبارك الذي يحل علينا وحالنا اسوء الاحوال ، ورغم ذلك تبقى القدس اسطورة بألف ذراع والف يد والف قدم وليست مجرد مدينة كأي مدينة عربية او اسلامية ولهذا فان الامل باقي في قلوب المقدسيين ."
وكما قال لي الشاعر والكاتب التركي المعروف "ابراهيم دميرجي " وبعد اطلاعه على أحوال القدس وأهلها هذه العبارة التي تحمل من المعاني الكثير : رغم أن أسوار قلاعنا تحطمت، إلا أن أسوار قلوبنا تظل صامدة…." وهذه العبارة ذكرتني بعبارة اخرى يرددها أستاذي الحكيم الاسطنبولي : " ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل ."
[email protected]
أضف تعليق