زعم علماء أنهم يحرزون "تقدما مذهلا" في محاولة إعادة طائر الدودو من بين الأموات، وهو واحد من أشهر الحيوانات المنقرضة على الإطلاق.
وانقرضت هذه الحيوانات الكبيرة التي لا تطير في غضون بضعة عقود فقط من وصول المستكشفين الأوروبيين إلى جزيرة موريشيوس الواقعة شرق مدغشقر في المحيط الهندي، موطنها الأصلي، قبل 350 عاما.
والآن، استخدمت شركة هندسة وراثية الحمض النووي المأخوذ من عينات عظام الطائر، مثل الجمجمة، لإجراء التسلسل الكامل لجينوم هذا النوع. وهي تعمل على تطوير دجاج معدل وراثيا على أمل أن يكون بمثابة أمهات بديلة لحمل أجنة الطيور المنقرضة.
وتعاونت شركة Colossal Biosciences ومقرها الولايات المتحدة مع مؤسسة موريشيوس للحياة البرية للعثور على موقع مناسب لأول قطيع من طيور الدودو بمجرد نموها في المختبر.
واستعدادا لإطلاق طيور الدودو المتجددة في البرية، سيتعاون الشريكان لـ"استعادة النظم البيئية" من خلال إزالة الأنواع الغازية وإعادة الغطاء النباتي وجهود توعية المجتمع.
وقد حقق العلماء بالفعل إنجازا "هائلا" يتمثل في تحديد تسلسل الجينوم الكامل للأنواع المنقرضة، من عينات العظام والشظايا الأخرى. وتتمثل الخطوة التالية في تعديل الجينات لخلية الجلد لأحد الأقارب الأحياء، وهو حمام نيكوبار، بحيث يتطابق جينومه مع جينوم الطائر المنقرض.
والهدف هو جعل الجينوم مطابقا لجينوم الطائر المنقرض، أو الاقتراب منه قدر الإمكان، بمساعدة أداة تحرير الجينات Crispr-Cas9، وهي تقنية يمكنها "قص ولصق" أجزاء صغيرة من الحمض النووي، ما يعني أنه يمكن للعلماء حذف أو تعديل جينات معينة بحيث تمثل الحيوان الذي يتطلعون إلى إعادة إنشائه بشكل أكثر دقة.
وبعد ذلك، يجب استخدام هذه الخلية المعدلة وراثيا لتكوين جنين (بنفس الطريقة التي استخدمت بها النعجة دوللي في عام 1996) وإكمالها في أم بديلة حية.
ويأمل العلماء أن يشبه الفرخ الذي يفقس حيوانا ما بين حمام نيكوبار وطائر الدودو. وهم يهدفون إلى ولادة أول طائر دودو مخبريا خلال هذا العقد، وهو مشروع سيكلف ما يزيد عن 225 مليون دولار.
وحصل طائر الدودو على اسمه من كلمة برتغالية تعني "أحمق"، بعد أن سخر المستعمرون الأوروبيون من افتقاره الواضح للخوف من الصيادين البشر.
واكتشف البحارة الهولنديون هذا الطائر لأول مرة في جزيرة موريشيوس عام 1598، وهو ما مثل بداية النهاية لهذا النوع.
ولأن هذا النوع عاش في عزلة في جزيرة موريشيوس لمئات السنين، كان لا يعرف الخوف، كما أن عدم قدرته على الطيران جعله فريسة سهلة.
[email protected]
أضف تعليق