عقّب د. شاي هارتسفي، رئيس المجال الدولي والإقليمي في معهد السياسات والإسترتتيجية بجامعة رايخمان، على الورقة التي قدمتها حماس رداً على اتفاق الإطار في باريس بالقول:" على الحكومة الإسرائيلية أن تجعل إطلاق سراح المختطفات والمختطفين أحياء هدفا فوريا لأن ساعتهم الرملية على وشك على النفاد. ومن واجبنا الوطني والأخلاقي إعادتهم".
وتابع يقول:" فيما يتعلق بتفاصيل المخطط التفصيلي الذي قدمته حماس، ينبغي ترك الأمر لصانعي السياسات الذين يعرفون كل التفاصيل ويعرفون الوضع ليقرروا كيفية المضي قدماً".
وكان طاقم المعهد للسياسات والإسترتيجية برئاسة الجنرال احتياط عاموس جلعاد قد اصدر في مطلع هذا الشهر وثيقة اعدها الباحث د. شاي هار تسفي تحت عنوان" انجازات عسكرية مقابل فشل استراتيجي"، وعن هذا البحث قال د. هارتسفي لموقع بُكرا:
ان اسرائيل بحالة حرب متعددة الجهات دون سياسة واضحة لليوم التالي، لا يوجد خطة خروج، مما سيؤدي لخلق فراغ يوصلنا الى احتلال مباشر ومتواصل لقطاع غزة.
وتابع يقول ان محكمة العدل الدولية اخرجت البطاقة الصفراء لإسرائيل وهي اليوم بوضع حرج امام الدول العربية التي هي بعلاقة تطبيع مع اسرائيل وخاصة مع مصر، بسبب انعدام الأفق السياسي، ولعل قضية نقل السكان واعادة الإستيطان من شأنها ان تسبب الضرر الأمني الكبير للعلاقات الثنائية مع دول المنطقة.
ناهيك عن الشرخ الآخذ بالإتساع بين اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية.
ماذا يتوجب العمل؟
وحول الحلول التي تقدمها الوثيقة، قال د. هارتسفي لموقع بُكرا:"
* يتعين على رئيس الوزراء أن يختار بين السياسات التافهة التي تضر بالأمن القومي لدولة إسرائيل وبين الإستراتيجية الواسعة التي قد تعيد البلاد إلى طريق القوة السياسية والعسكرية والاقتصادية.
* يجب على الحكومة أن تضع عودة المختطفين أحياء على رأس أولوياتها، لأن حياتهم في خطر متزايد. وهذا واجبنا الوطني والأخلاقي تجاههم، بعد أن تخلت الدولة عنهم قبل مرة..
* أمام دولة إسرائيل فرصة تاريخية للاندماج في العمليات الإقليمية التي تقودها الإدارة الأمريكية، وتدعمها دول معسكر السلام العربي. وهذا التكامل سيمكن من بناء محور استراتيجي أمريكي - إسرائيلي - عربي في مواجهة المحور الإيراني. إعطاء إسرائيل مجالاً للتحرك لتغيير الواقع الأمني في الشمال، هذا إلى جانب شرعية إسرائيل في مواصلة نشاطها العسكري للقضاء على حماس. كما سيمكن ذلك من تعزيز التعاون مع مصر في مجال البنية التحتية للتعامل مع التهريب عبر محور فيلادلفيا، وسيعزز العمق الاستراتيجي للأردن. وعليه، يوصى بأن تعمل الحكومة على تطوير حوار مع الإدارة حول الإصلاحات المطلوبة في السلطة الفلسطينية "المتجددة". هذا، مع العلم أن هذا سيكون السبيل الوحيد لدفع المجتمع الدولي والدول العربية إلى الاندماج في جهود استعادة غزة كمفتاح لتوفير الرد على المحور الإيراني.
تسوية سياسية مع حزب الله
* يتعين على إسرائيل في مواجهة حزب الله أن تعطي الأولوية للتسوية السياسية، ولو مؤقتة، تحت رعاية الولايات المتحدة، وهو ما من شأنه أن يسمح لها بالاستعداد على النحو الأمثل للمواجهة مع حزب الله. ولتحقيق هذه الغاية، يتعين عليها العمل على مستويين: في الوقت نفسه، من ناحية، تحسين جاهزية الجبهة الداخلية وإعداد السكان، ومن ناحية أخرى، في كفاءة الملاجئ والمراكز الأمنية وفي غلاف الحماية الأمثل للمرافق الأساسية. وفي الوقت نفسه ضمان التنسيق والتعاون السياسي والعسكري الكامل مع الحكومة الأمريكية.
* في الضفة الغربية، ونظرًا لخطر انهيار السلطة والتصعيد الواسع النطاق، يجب على إسرائيل منع إضعافها، من بين أمور أخرى، عن طريق تحويل أموال الضرائب المقابلة والسماح بدخول العمال بطريقة مدروسة ومضبوطة. مع العلم أن الغالبية العظمى من الهجمات في الماضي نفذها مهاجرون غير شرعيين وإرهابيون، وليس أولئك الذين تم فحص دخولهم والموافقة عليه.
وشدد د. هارتسفي في نهاية حديثه مع موقع بُكرا على تطوير اسرائيل حوار مع الإدارة الأمريكية والدول العربية حول "اليوم التالي" في غزة وفي هذا الإطار، يتعين على إسرائيل أن تناقش الإصلاحات والتغييرات المطلوبة في السلطة الفلسطينية "المتجددة". واكد أن إسرائيل تستطيع شن حرب على جبهتين في الجنوب وفي الشمال إذا لزم الأمر، وبنفس الوقت على إسرائيل أن تعطي الأولوية للتسوية السياسية، وان تستعد لمواجهة واسعة مع حزب الله، كما قال.
[email protected]
أضف تعليق