حاور موقع بكرا حاتم كريم الفلاحي المحلل العسكري العراقي حول آخر التطورات والمستجدات في الحرب على غزة:
وفيما يأتي نص الحوار:
موقع بكرا: اعترف الجيش الإسرائيلي ، بإغراق أنفاق في غزة، وهي المرة الأولى التي يعترف فيها، إلى أي مدى بإمكان مياه البحر إتلاف الأنفاق، وإغراق من في داخلها؟
حاتم الفلاحي: قضية إغراق الأنفاق مسألة صعبة ولا يمكن ان تكون بهذه السهولة التي يروج لها جيش الاحتلال , لان هذه القضية فيها تحديدات كثيرة الاولى ان شبكة هذه الأنفاق غير مترابطة فيما بينها بشكل كامل ورأينا في التلفاز النفق الذي يصل الى منطقة ايريز .
المسألة الثانية هي ان الفصائل الفلسطينية عندما قامت بإنشاء هذه الشبكة المعقدة من الأنفاق والتي تمتد الى أكثر من ٧٢٥كم أخذت بنظر الاعتبار مسألة الإغراق لذا هناك حسابات هندسية اخذت بنظر الاعتبار خصوصا وان الحكومة المصرية قامت في الفترة الماضية بإغراق الكثير من الأنفاق ما بين سيناء وغزة . يضاف الى ذلك ان وجود الأسرى لدى كتائب القسام هي محدد رئيسي أمام تنفيذ هذه العملية, لذلك اعتقد انه لو كانت قضية إغراق الأنفاق بالمياه تجدي نفعا لتم استخدامها منذ بداية العملية العسكرية، ولكن قد يتم إثارة هذه القضية في هذا الوقت للضغط على فصائل المقاومة ولكني لا استبعد ان يتم تنفيذ عملية إغراق محدودة لبعض الأنفاق في منطقة معينة ولكن هذا لن يؤثر بشكل كبير على شبكة الانفاق . كما ان اغراق الانفاق تحتاج الى معدات كثيرة بما فيها استتباب الأمن وانتهاء العمليات العسكرية وهذا لن يتوفر في هذه الفترة.
موقع بكرا : إسرائيل تصر على الإستيلاء على محور صلاح الدين(فيلادلفيا) ضاربةً عرض الحائط بالمخاطر الإنسانية، حيث ان أكثر من مليون ونصف المليون متواجدون في المنطقة، إضافة للرفض المصري الواضح , ما أهمية بقاء السيطرة المصرية على هذا المحور؟
حاتم الفلاحي : ان هذا المحور يخضع لبروتوكولات تم توقيعها بعملية السلام مع مصر في العام 1979 وبالتالي كانت هناك قوات إسرائيلية تتواجد حتى العام 2005 حيث تم التوقيع على اتفاقية مع مصر أطلق عليها اتفاقية "فيلادلفيا" وتم تسليم هذا المحور للسلطة الفلسطينية من جانب مدينة غزة في تلك الفترة , ثم بعد ذلك جاءت حماس وسيطرت على تلك المنطقة.
الان عملية مجيء قوات الاحتلال الى هذه المنطقة اعتقد انه يجب ان يرتبط باتفاقات جديدة مع مصر لأن مصر ترفض مثل هذا الاجراء الاحادي وترفض الاتهامات التي وجهت لها حول تهريب السلاح لذا فهي ترفض الان اجراء اي تغييرات فيه, كما ان هذه القضية تعتبر قضية امن قومي بالنسبة لمصر وهي تأتي ضمن اتفاقيات أبرمت في الفترة السابقة لذلك لا يمكن ان يقوم جيش الاحتلال بمثل هذه العملية العسكرية بصورة منفردة على اعتبار ان هناك تفاهمات مع الجانب المصري, علما ان الاحتلال يتهم الجانب المصري بان تهريب السلاح في الفترة الماضية كان من الاراضي المصرية , علما بان مصر قامت بإغراق ما يقارب 1500 نفق لوقف عملية التهريب كما أقامت جدار عازل يمتد لأكثر من 12 كيلومتر في هذه المنطقة لوقف عمليات التهريب, وجميع هذه الإجراءات تقول مصر بأنها كانت غير مسبوقة بالنسبة للحكومة المصرية قياسا بفترة الرئيس مبارك.
أما بالنسبة لجيش الاحتلال فيقول عندما كانت هناك تنظيمات إرهابية في سيناء في الفترة الماضية طلبت منا السلطات المصرية ان نقوم بمساعدتها وسمحنا بتواجد قوات عسكرية في هذه المنطقة مع العلم ان الاتفاقيات السابقة كانت تمنع وجود مثل هذه القوات في هذه المنطقة كما سمحنا بإدخال الأسلحة الثقيلة وقدمنا الدعم في المجال الجوي والمعلومات الاستخبارية للقوات المصرية, لذا يجب على القوات المصرية الان ان تقوم بمساعدتنا بمسألة السيطرة على المعبر وإيقاف تهريب الأسلحة الى داخل قطاع غزة.
لذا اعتقد ان الامور معقدة وهي اكثر من ان يتفرد طرف في اتخاذ إجراءات لا يوافق عليها الطرف الآخر.
موقع بكرا : ولكن كيف ستتأثر المقاومة من استيلاء الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا ؟
حاتم الفلاحي : لا اعتقد بما يقال بان تهريب الاسلحة يأتي عن طريق هذا المحور لأن السلطات المصرية تحكم السيطرة عليه بشكل كبير جدا , قد تسمح بدخول مواد غذائية وبعملية التنقل لكنها لن تسمح بعبور الاسلحة, ولكن الاحتلال يحاول الضغط بشكل كبير جدا على هذه القضية لخنق قطاع غزة من خلال السيطرة الكاملة على هذا المعبر لوقف كما يقولون عمليات تهريب الاسلحة, علما بان التصنيع العسكري المحلي في الداخل يؤتي أكله بشكل كبير جدا.
موقع بكرا : كيف تفسر صمود المقاومة في غزة من ناحية عسكرية، والعتاد بشكل خاص، هل باستطاعة المقاومة بحسب رأيك تصنيع السلاح وسط هذه الضربات والقصف الإسرائيلي المتواصل؟
حاتم الفلاحي: هذا السؤال يعتمد على قدرة المقاومة في ذلك وعلى الترتيبات والإجراءات التي اتخذتها قبل بدء العملية العسكرية, واعتقد انه في هذه الفترة من الصعوبة ان تقوم المعامل بتصنيع السلاح مع استمرار العمليات العسكرية ولكن يمكن ان تكون هناك مخازن قد اعدت وخزنت فيها الاسلحة والاعتدة منذ الفترة الماضية تحسبا لهذه الفترة التي قد تطول فيها فترة المعركة وبالتالي تم خزن الكثير من العتاد الذي يمكن ان يساعد المقاومة على الصمود والاستمرار في هذه المعركة وما نرى من مقاومة هو خير دليل خصوصا ان المقاومة حتى اليوم تمتلك من القدرات ما يمكنها من ارتفاع تنفيذ عمليات عسكرية ضد قوات الاحتلال الأمر الذي رفع فاتورة الخسائر لدى جيش الاحتلال , لذلك اعتقد انه توجد قدرات عسكرية علما بأن هناك مفاوضات تجري الآن وهي تشهد تقدما كبيرا يمكن ان تؤدي الى وقف اطلاق النار خلال الفترة القادمة.
[email protected]
أضف تعليق