حوّلت الفنانة التشكيلية أمل أبو السبح جدار منزل دمّرته إسرائيل، خلال عدوانها المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى لوحة فنية تروي قصص الموت والدمار.
الفنانة أبو السبح (26 عاماً)، النازحة من مخيم الشاطئ، غربي مدينة غزة، إلى مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، قررت استغلال جدار في منزل دمرته المقاتلات الحربية الإسرائيلية لتجسيد واقع الحرب على غزة.
وحملت الجدارية التي رسمتها أبو السبح أرقاماً لأعداد القتلى والمصابين من الأطفال والنساء والطواقم الطبية والصحافيين الذين سقطوا خلال الحرب الإسرائيلية وحتى بداية العام الجديد 2024، فضلاً عن أرقام المنازل المدمرة آنذاك.
وتضمنت أعلى الجدارية رقم 2024 في إشارة إلى العام الجديد، مسحت محيطه بصبغة حمراء اللون، قاتمة، ورسمت صاروخاً إسرائيلياً يحلق فوقه. وأسفل منه، رسمت مجموعة من الأطفال يقبعون تحت ركام مبنى مدمر يحاولون رفعه، فيما تعتلي هذا الركام مجموعة أخرى من الأطفال يرفعون علم فلسطين.
وتقول للأناضول إن هذه الجدارية تحمل "عدة رسائل، أبرزها تمسك الفلسطينيين بأرضهم رغم الدمار المحيط بهم". وأضافت: "هذه الجدارية الملونة بألوان تعكس المعاناة كالأسود والأحمر، محاطة بركام ودمار كبير في منطقة ادعت إسرائيل أنها آمنة".
وذكرت أنها تعمّدت وضع الأرقام على هذه الجدارية للتأكيد أن "الشهداء المدنيين الذين يسقطون في الغارات الإسرائيلية ليسوا أرقاماً، وليسوا عسكريين إنما هم مدنيون آمنون".
لا مناطق آمنة
وأوضحت أن هذا الدمار الذي "تشهده مدينة رفح بالتحديد تنفي أي مزاعم إسرائيلية بـ"أمان هذه المناطق". واستكملت قائلة: "يدعي المحتل أن هذه المدينة آمنة، فيما يُغدر المدنيون والنازحون فيها، وتُخترق حالة الأمان، من خلال قصف المنازل على رؤوسهم".
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية، طالب جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان مدينة غزة وشمال القطاع بالتوجه من شمال وادي غزة إلى المناطق الواقعة في جنوبه والتي تشمل المنطقة الوسطى ومدن دير البلح وخانيونس ورفح، بزعم أنها آمنة، لكنه يستهدفها بشكل مركز وعنيف.
وكانت القائمة بأعمال مدير مكتب الإعلام والتواصل في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في مدينة غزة إيناس حمدان قالت، في تصريح سابق للأناضول، إن ما يقارب من 90 بالمائة من سكان قطاع غزة نازحون.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت، حتى السبت، 22 ألفاً و722 شهيداً و58 ألفاً و166 مصاباً معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة" دفعت أعداداً كبيرة للنزوح، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
[email protected]
أضف تعليق