قتل القيادي في حركة حماس صالح العاروري، مساء الثلاثاء، في قصف استهدف مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، كما أكدت حماس مقتل القياديين سمير فندي أبو عامر وعزام الأقرع أبو عمار مع العاروري.
الاغتيالات ليست شأن عشوائي
وفي حديث لموقع بكرا مع المحلل السياسي امير مخول قال: "النظرة الاسرائيلية تنظر الى ان الفلسطينيين مبنيين على اشخاص ولا توجد منظومات فلسطينية تواجه اسرائيل، وهذا ليس بالجديد في الفكر السياسي الاسرائيلي والفكر الأمني، ولذلك يسعون للتخلص من الشخصيات وليس المنظومات نفسها، باعتقادي ودون شك ان اغتيال العاروري هو صورة انتصار، من حيث العملية وقوتها وموقعها ورسالتها لأكثر من طرف، وسبب اساسي وهو شخصية العاروري والتي تعتبر محورية في عدة تقاطعات للحالة الفلسطينية والعربية والاقليمية، وهو يمسك احد اهم هذه التقاطعات، ومن هنا تم تحديد استهدافه بشكل خاص وليس استهداف اي شخص اخر، الاغتيالات ليست شأنًا عشوائيًا، او ليست فرصة تتوفر، وانما هي سياسة لها نوع من عقيدة واسس لتنفيذها، وهو اغتيال الشخصية الذي يعتبر مُضاعف للقوة في وجوده، ومفكك للمنظومة في عدم وجوده، رغم عدم الاعتراف بالمنظومة اصلا اسرائيليًا".
وأضاف: "اغتيال العاروري هو اغتيال مركزي باعتباره شخصية التي كانت نوعا ما من أكثر الشخصيات وحدوية على المستوى الفلسطيني والفصائلي، واكثرهم قبولا على مستوى تعزيز علاقات حماس مع عدة محاور في المنطقة، وهي اعاد الاعتبار للجوهر وليس للخلافات والانقسام العقائدي الذي ساد، هو يرى اهمية للسلطة الفلسطينية ودورها الدبلوماسي، إضافة الى حركات المقاومة. وسعى الى العمل من خلال تحاوز فكرة الانقسام كأنها هي ما يحكم العلاقات الفلسطينية الفلسطينية".
الغضب أصبح شعبي
وحول إمكانية ان يكون هذا الاغتيال هو بداية "لنهاية الحرب" قال مخول: "اعتقد ان هذه ليست بداية النهاية، وانما قد يكون حدثًا مدحرجًا وهذا ستثبته الايام، وقد يؤدي الى تعمق الحرب أكثر، الحرب لا تعتمد على فكر معين او شخص معين، اسرائيل تريد ان ترى ان هذا سوف يردع السنوار، وكأنه وحيدًا في قيادة حماس، وترعبه وقد يستعجل في عقد صفقة أسرى، بتقديري ليس من المستبعد او غير المؤكد ان هذه العملية قد تسرّع في عملية تبادل الاسرى، لان اسرائيل تريد ان تمتص الغضب الشعبي الفلسطيني الذي تجاوز حركة حماس وأصبح غضبًا شعبيًا في الضفة الغربية والشتات".
الأطراف غير معنية بحرب شاملة
وحول الجبهة الشمالية والمواجهات مع حزب الله قال: "وتبقى الحالة اللبنانية، باعتقادي ان اغتيال شخصية موجودة في قلب الضاحية الجنوبية، هي رسالة ليست فقط لحماس، وانما رسالة للبنان وحزب الله بأن اسرائيل معنية في التصعيد، او اخذ زمام المبادرة في هذه المواقع، وهذا قد يُحسب تهديدًا مباشرًا وقد لا يحسب كذلك، لكن مع كل كبر العملية اعتقد انها لن تغيّر من الوضع في الجبهة الشمالية، فجميع الاطراف معنية استراتيجيًا على عدم الخوض في حالة حرب شاملة، وهذا لا يزال التقدير الاوسع، ولكن اسرائيل تنحو باتجاه هجومي وليس فقط دفاعي، وهذا بطبيعة الامور قد يتواصل او قد يتراجع حسب الحيثيات بما يجري في غزة في نهاية المطاف، فهو المحور الذي تبنى عليه المخططات".
[email protected]
أضف تعليق