حصل الفيلم الروائي الطويل "الأستاذ" للمخرجة الفلسطينية فرح النابلسي، مساء أول من أمس، على جائزة لجنة تحكيم مهرجان البحر الأحمر السينمائي، في مدينة جدّة السعودية، كما فاز الفنان الفلسطيني صالح بكري بجائزة أفضل ممثل عن دوره في الفيلم نفسه، والفنانة الفلسطينية منى حوّا بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم الأردني "إن شاء الله ولد".
وقالت المخرجة الفلسطينية، فرح النابلسي، عند تسلمها جائزة أفضل ممثل بالنيابة عن بكري، قبل أن تصعد مجدداً إلى المسرح بعد إعلان فوز الفيلم بجائزة لجنة تحكيم المهرجان: كمخرجة تهتم بشأن ممثليها، سعيدة جدا من أجل صالح بكري، وهو ممثل فلسطيني صريح جداً، عملت معه قبل فيلم "الأستاذ" وأرى أنه أعظم ممثل على كوكب الأرض، وصراحته قوة خارقة تجعله ممثلاً لا مثيل له، وأعلم أنه إذا كان هنا، لكان قال: أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة وتوقفوا عن قتل أشقائنا وأطفالنا في غزة.. شكرا لمهرجان البحر الأحمر ولجنة التحكيم على تكريمهم لموهبة وعمل صالح وأخيراً صراحته".
فيلم الأستاذ
وتُوّج الفنان الفلسطيني صالح بكري بجائزة أفضل ممثل في المهرجان، عن دوره في فيلم "الأستاذ" أيضاً، ويجسّد فيه دور الأستاذ الفلسطيني "باسم"، الذي يكافح للتعامل مع تجربة شخصية مؤلمة بعد اعتقال ابنه في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ما يجعله يبدأ بعدها طريقاً مختلفة للمقاومة فتأخذ حياته منعطفاً غير متوقع، حيث يقوم بخطف جندي إسرائيلي، ويبدأ جيش الاحتلال مساعيه لاستعادته.
وكانت النابلسي أشارت إلى إن فيلم "الأستاذ" ليس سياسياً بقدر ما يحاول أن يسلط الضوء عن كيفية التعامل مع الألم والذنب اللذين شعر بهما البطل، وطريقة بحثه عن الغفران الذاتي، مضيفة في ندوة أعقبت عرض فيلمها بالمهرجان: الفيلم أيضاً عبارة عن حكاية حب، ملئ بالمشاعر الإنسانية، ولكن لأن كل قصة فلسطينية لا بد أن يظهر بها جانب سياسي بشكل أو بآخر، لذلك فيمكن أن نقول إن الفيلم هو دراما إنسانية خلفيته سياسية.
ان شاء الله ولد
أما الفنانة الفلسطينية منى حوّا، فتوّجت بجائزة أفضل ممثلة في المهرجان عن دورها في فيلم "إن شاء الله ولد"، وهو فيلم روائي أردني من إخراج أمجد الرشيد وإنتاج الأردنية رولا ناصر بدعم من الهيئة الملكية للأفلام، ويشارك فيه نخبة من الفنانين الأردنيين والفلسطينيين والعرب، وعُرض لأول مرة في أسبوع النقاد في الدورة الـ76 من مهرجان كان في منتصف أيار الماضي، كأول فيلم أردني يعرض في المهرجان.
وتجسد حوّا دور أم تدعى "نوال" في الفيلم الذي تدور أحداثه على مدار أربعة عشر يوماً، في العاصة الأردنية عمّان، بحيث تتصاعد الدراما منذ البداية بفقدانها لزوجها، وبروز إشكاليات كبيرة تتعلق بالميراث، بحيث تسعى للحفاظ على كرامتها في مجتمع ذكوري يسعى لسلبها حقوقها في ميراث زوجها، باعتبار أن لا ولد ذكراً نجم عن زواجهما، بل ابنة وحيدة يصل الأمر بأعمامها لتهديد أمها بسحب حضانتها حال لم ترضخ لرغباتهم.
وفاز فيلم "في ألسنة اللهب" للمخرج الكندي الباكستاني زارّار كان بجائزة اليسر الذهبي لأفضل فيلم طويل، فيما ذهبت جائزة اليسر الفضي للفيلم الهندي "عزيزتي جاسي" للمخرج ترسيم سينغ.
ونال الأوزباكستاني شقير خوليكوف جائزة أفضل إخراج عن فيلمه "الأحد"، بينما حصل الفيلم الكونغولي "نذير شؤم" على جائزة أفضل مساهمة سينمائية، وفاز الجزائريان كريم بن صالح وجمال بلماهي بجائزة أفضل سيناريو عن فيلم "ما فوق الضريح".
وكرّم المهرجان في حفل الختام الممثل والمخرج والمنتج الأميركي نيكولاس كيدج، هو الذي انطلق في 30 تشرين الثاني (أكتوبر)، وعرض على مدار ثمانية أيام 125 فيلماً من آسيا وأفريقيا وأوروبا والأميركتين، كما قدم الدعم النقدي والعيني لعدد من الأفلام في مرحلتي الإنتاج والتطوير من خلال "سوق البحر الأحمر".
[email protected]
أضف تعليق