في أيلول عام 2009، وضعت «كتائب القسام»، الأسيرات في سجون الاحتلال على قائمة أولوياتها للإفراج عنهن في أيّ صفقة تبادل مع اسرائيل ؛ وهو ما حصل حين استطاعت «القسام» انتزاع حرية 20 أسيرة، مقابل شريط مصوّر مدّته دقيقة واحدة، كَشفت فيه مصير الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. واليوم، عادت الأسيرات ليتصدّرنَ مشهد صفقة التبادل التي يُنتظر إتمامها بين المقاومة والاحتلال، والتي يُفترض أن تشمل الإفراج عن الأسيرات النساء والأطفال، ووقف إطلاق النار لمدّة 5 أيام في غزة، إلى جانب إدخال المساعدات بكميات أكبر إلى القطاع.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر مطلعة،، بأن المقاومة تعمل، منذ بداية الحرب، على «إعداد كشوف الأطفال والنساء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية لحصرهم والوقوف على الأسماء والأرقام الدقيقة الخاصة بهم»، مشيرة إلى أنه «بعد مصادقة المستويَين الأمني والسياسي في إسرائيل على الصفقة، سيتمّ نشر أسماء الأسرى والأسيرات الذين سيتمّ الإفراج عنهم، لعرضها أمام الجمهور للطعن في ذلك أمام المحكمة (العليا)، ومن ثمّ سيتمّ تنفيذ أولى مراحل (الصفقة) يوم الخميس (بعد غد)».وعلى رغم تأكيد جميع الأطراف قربَ إتمام التبادل، إلا أن اسرائيل قد يعود إلى الإخلال به، نظراً إلى وجود خلافات عميقة بين أعضاء مجلس الحرب الإسرائيلي، وإنْ كان ذلك مستبعداً بسبب الضغوط الأميركية المتواصلة على رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، من أجل الإفراج عن الأسرى، وارتفاع حدّة الاحتجاجات داخل إسرائيل من قِبَل عائلاتهم،
فضلاً عن فشل الجيش الاسرائيلي ، إلى الآن، في تحقيق أيّ إنجاز عسكري في غزة، وخاصة في هذا الملفّ، إضافةً إلى الارتفاع في عدد جنوده القتلى. وعلى هذه الخلفية، يعيش الأسرى الأطفال والنساء في سجون الاحتلال ساعات حاسمة، بعد سنوات من التنكيل بهم، علماً أن عدد الأطفال تراوح، حتى نهاية تشرين الأول الماضي، ما بين 200 و250 طفلاً يقبعون في سجون «عوفر» و«مجدو» و«الدامون»، ومن بينهم 26 طفلاً رهن الاعتقال الإداري. أمّا بخصوص الأسيرات، فتشير آخر الإحصائيات إلى وجود 88 أسيرة في سجون اسرائيل ، أقدمهن ميسون موسى من بيت لحم، المعتقلة منذ حزيران 2015، والتي تمضي حكماً بالسجن لمدّة 15 عاماً، وأصغرهن الأسيرة نفوذ حماد (16 عاماً) التي حُكم عليها بالسجن لمدّة 12 عاماً قبل أيام فقط، بتهمة «محاولة قتل مستوطنة والتسبّب بإصابتها بصورة طفيفة»، إثر عملية طعن.
[email protected]
أضف تعليق