في الوقت الذي تستمر فيه الحرب مُخلِفة اعدادًا إضافية من الضحايا، يرتفع التوتر في المجتمع أكثر فأكثر، وهذا التوتر يتبعه ملاحقات ممنهجة ومتتاليّة لأبناء المجتمع العربي لمجرد التعبير عن رأيه وموقفه، وقد تصل هذه الملاحقات إلى المؤسسات الطبيّة التي من المُفترض أنّ تعمل بشكل مهني وانسانيّ، حيث تعد المؤسسات الطبيّة حيزًا آمنًا، فالمريض الذي يصل إلى المستشفى جل ما يحتاجه هو رعاية طبيّة، رعاية ليست مشروطة بمواقفه وآرائه وخلفيته القومية.
وسجل الجهاز الصحيّ في إسرائيل عددًا من الحالات التي اكدت أنّ مفهوم "الحياة المشتركة" الذي سبق وأنّ روّج له انهار مع انهيار كل المفاهيم الأخيرة التي شهدناها، تلك السياسية والاجتماعيّة والاقتصادية والدبلوماسيّة.
الاستهداف لم يأت صدفة
وفي حديث لموقع بكرا مع المحامية عبير بكر حول الملاحقات التي يتعرض لها افراد من الطواقم الطبية من أبناء العربي قالت: "استهداف الطواقم الطبيّة على مختلف أنواعها من أطباء، لممرضين، ولأخصائيين لم يأت بالصدفة. أولًا يندرج ضمن استهداف ممنهج لكل عربي، ووضعه في خانة الشك والتخوين ودعم الإرهاب لمجرد كونه فلسطيني وعربي. وبسبب نسبة العرب الكبيرة في المراكز الطبيّة المختلفة رأينا عددًا لا بأس به من المتضررين. بسبب الاحتكاك والتواصل المباشر بين العاملين في سلك المراكز الصحية والمرضى فمن السهل الملاحقة بإدعاء أن مواقف الطبيب/ة قد تمس بمستوى الخدمة الخاصة التي تقدم للمرضى، الأمر الذي لا أساس له من الصحة طبعًا".
وأكملت: "باعتقادي أن الفترة الراهنة وفّرت الفرصة لكل عنصري اضطر بالسابق أن يتماشى مع وجود أطباء عرب على مضض، بأن يعبّر عن مواقفه العنصرية المسممة براحة أكبر. الجهاز الطبيّ بحاجة للأطباء العرب الذي استطاعوا رغم كل العوائق الموجودة الوصول بجدارة الى مناصب مرموقة، الأمر الذي لم يرق لأوساط عديدة تستغل اليوم الوضع للتحرض على الأطباء واستباحة التشهير بهم وبمهنيتهم وولائهم لقواعد مهنتهم أولا وقبل كل شيء".
مساندة الاطباء
وأنهت حديثها قائلة: "استصدار مواقف جريئة من نقابة الأطباء ومساندة الأطباء ومساعدتهم بصد الحملات الشرسة ضدهم هو امر الساعة، إضافة طبعًا لواجبنا نحن جمهور المستخدمين مساندتهم والتضامن معهم. ولا ننسى طبعًا أن وزير الصحة لن يكون العنوان الأمثل للتوجه اليه".
[email protected]
أضف تعليق