عشرات الأسيرات الفلسطينيات بينهن قاصرات يقبعن في السجون الإسرائيلية، وسط ظروف قاسية، حيث يتعرضن على غرار بقية الأسرى لانتهاكات صارخة لحقوقهن، كالإهمال الطبي والعزل الانفرادي والاقتحامات المستمرة لغرفهن. ومنذ بداية الحرب على غزة تم اعتقال ما يزيد عن 30 أسيرة.
وخلال الأعوام الأخيرة، تفاقمت معاناة المرأة الفلسطينية وتصاعدت الانتهاكات بحقها بفعل الاعتقال وما يصاحبه، وعلى مدار العام المنصرم 2021، تم رصد اعتقال نحو 184 فلسطينية، الأغلبية العظمى منهن من القدس، وهذا العدد يُشكل زيادة قدرها 44% عمّا سُجّل في العام الذي سبقه. بينما بلغ عدد الأسيرات الفلسطينيات اللواتي ما زلن في السجون الاسرائيلية مع نهاية العام المنصرم 34 أسيرة، يقبعن في سجن الدامون.
ومنذ بدء انتفاضة الأقصى يوم 28 سبتمبر 2000، سجلت المؤسسات الرسمية والحقوقية في فلسطين قرابة مئة ألف حالة اعتقال، بينهم نحو ألف وخمسمئة امرأة. وكانت أكبر عمليات اعتقال بحق الفلسطينيات تمت خلال الانتفاضة الأولى عام 1987، إذ زاد عددهن في حينه على ثلاثة آلاف أسيرة، لكن العدد انخفض خلال الانتفاضة الثانية.
انتهاكات
وتتعرض الأسيرات الفلسطينيات إلى انتهاكات عديدة، منها التحقيقات القاسية والعزل الانفرادي، علاوة عن الاقتحامات الليلية لغرف الأسيرات، وضربهن أثناء نقلهن للمحاكم، وشتمهن بألفاظ بذيئة، إضافة إلى وجود كاميرات مراقبة تنتهك خصوصيتهن.
اسرى احرار رغم عتمة السجون
وفي حديث لموقع بكرا مع المحامي حسن عبّادي قال: " بدأت مشواري التواصليّ مع أسرى أحرار يكتبون رغم عتمة السجون في شهر حزيران 2019، وهي مبادرة شخصيّة تطوعيّة، بعيداً عن أيّ أنجزة ومؤسسّة؛ تبيّن لي أنّ الكتابة خلف القضبان متنفّس للأسير، ودوّنت على صفحتي انطباعاتي الأوليّة بعد كلّ زيارة".
وكتب عبّادي في مدونته على الفيسبوك تفاصيل زياراته المختلفة لسجن الدامون حيث كان يلتقي بالأسيرات، في كل لقاء قصة ومعاناة احدى الأسيرات، ويكمن هدفه في تسليط الضوء على المعاناة التي تعانيها الأسيرات الفلسطينيات في السجون الاسرائيلية.
تهديد بالاغتصاب وتفتيش عاري
وفي زيارته الأخيرة التقى بالأسيرة لمى خاطر، التي تم اعتقالها بتاريخ 26/10/2023 بعد اقتحام منزلها بهمجيّة واعتقالها بعنف ووحشيّة، ويقول عبّادي: " حين اقتادوها لمعسكر كريات أربع هدّدها الضابط "معي 20 جندي، بدنا نغتصبك مثل ما جماعتك اغتصبوا بناتنا"، وأضاف: "بدّي أعتقل أولادك وأحرقهم"، هدّد كل الوقت قائلاً: أنتم أسرى حرب وبطلعلنا نعمل فيكم شو بدنا". من ثم تم نقلها إلى معتقل عوفر، وكل الوقت ترهيب وانتقام، مقيّدة بقيود بلاستيكيّة قاسية، بدون مياه للشرب، وفجأة أزاح الغطاء عن وجهها وصوّرها بجوّاله، تجاوُز وليس تحقيقاً، وتم توجيه أسئلة استفزازية باطلة. ومن ثم إلى معتقل هشارون؛ ظروف احتجاز سيئة جداً، زنزانة عزل قذرة جداً، بدون أكل وشرب، الميّة مقطوعة، تفتيش عاري وعبارات سيئة وتهديد برميها مع الأولاد إلى غزة".
واضاف: " وكانت المحطة الرابعة في الدامون؛ 63 معتقلة، كثير من البنات ينامون على الأرض، غيار واحد فقط من زميلات الأسر القدامى، يشربن ميّة مع كلور، وتجويع!"
[email protected]
أضف تعليق