أصدرت منظمة بتسيلم وأطباء لحقوق الإنسان بيانًا جاء فيه:
منذ جرائم الحرب الصادمة التي نفذتها حماس يوم السبت، تقصف إسرائيل قطاع غزة بشكل عشوائي وبدون توقف. ألقت الآف الأطنان من المتفجرات على غزة، وليس لدى السكان مكان يفرون إليه. لغاية الآن ووفق معطيات وزارة الصحة الفلسطينية قُتل حوالي 500 فتًى وطفلاً ورضيعًا و276 امرأة وعشرات العائلات، وأصيب حوالي 6,600 شخص. مُسحت أحياء بأكملها وهُدمت بنى تحتية حيوية وانهارت مئات المنازل وشُرّد أكثر من 423,000 من السكان.
أمر وزير الدفاع يوآف جالانت بإغلاق جميع المعابر بإحكام
في الوقت نفسه، أمر وزير الدفاع يوآف جالانت بإغلاق جميع المعابر بإحكام وأعلن أنه "لن تكون هناك كهرباء ولا طعام ولا وقود – كل شيء". أعلن وزير البنية التحتية يسرائيل كاتس أن إسرائيل لن توفر الكهرباء والمياه إلى قطاع غزة بعد الآن. وبحسب أقواله "بدون وقود، ستتوقف الكهرباء المحلية أيضا في غضون أيام وستتوقف آبار الضخ في غضون أسبوع". كما أغلق معبر رفح بعد أن أبلغت إسرائيل مصر بأنها ستقصف الشاحنات التي ستنقل البضائع عبره. ولمنع هذا الاحتمال قصفت إسرائيل أيضا شارعًا مجاورًا للمعبر وبعد إصلاحه، قصفته مرة أخرى.
منذ عدة أيام لم تدخل قطاع غزة أي مواد غذائية أو بضائع أو أدوية أو معدات طبية أو بنزين أو وقود ديزل. النتائج واضحة ومرئية على أرض الواقع. يعتمد سكان قطاع غزة اعتمادًا كليًا على الإمدادات الخارجية، وقد بدأ النقص في المنتجات الغذائية في الظهور ومن المتوقع أن يزداد سوءًا. إذا نفذت إسرائيل خططها للتوغل البري، كما ورد في وسائل الإعلام، فإن الوضع سيزداد سوءا عشرات المرات دفعة واحدة.
توقفت محطة توليد الكهرباء في غزة عن العمل ولا يحصل السكان الآن على كهرباء. كما تم إغلاق محطات تحلية المياه ومضخات المياه ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي التي تعتمد على الكهرباء، كما تم قطع المياه الصالحة للشرب عن السكان.
المستشفيات على وشك الانهيار بسبب ارتفاع عدد المصابين
المستشفيات على وشك الانهيار بسبب ارتفاع عدد المصابين. وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، فإن إمدادات الأدوية والمعدات الطبية اللازمة للجراحة لن تكفي إلا لمدة أسبوعين فقط، وبعد ذلك لن يكون من الممكن علاج الجرحى والمرضى. وقود الديزل للمولدات يكفي لأيام معدودة، وحينها لن تتوفر الكهرباء في المستشفيات وهذا سيؤثر على علاج 1,100 مريض غسيل كلى و100 طفل من الخدّج و58 مختبرًا وبنك الدم. بالإضافة إلى ذلك، حين تتوقف الثلاجات التي تحتجز فيها مئات الجثث حاليا عن العمل فسيكون خطر الإصابة بالأمراض والأضرار الجسيمة للصحة العامة.
يعيش في قطاع غزة مليونا إنسان. ليست "حيوانات بشرية" كما وصفهم الوزير جالانت شاتمًا، وليست "أمة من القتلة وذابحي الأطفال" كما قال الوزير كاتس محرّضًا. إن الرغبة في الانتقام من الجميع وتجويعهم وتعطيشهم والحكم عليهم بالظلام تعكس سياسة إجرامية تتعارض مع القانون الإنساني الدولي وتشكل جريمة حرب: يجب عدم حرمان السكان المدنيين من المساعدات الإنسانية الأساسية والرعاية الطبية وعزلهم عن البنية التحتية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة.
إن الألم الرهيب إزاء الفظائع التي ارتكبتها حماس يوم السبت والتي تتكشف كل يوم، لا يمكن أن يبرر هذا المس بالسكان المدنيين. لن يتمكن مليونا شخص من البقاء على قيد الحياة في ظل هذه الظروف والكارثة الإنسانية، التي هي برمّتها صنيعة الإنسان، باتت وشيكة.
ما يزال من الممكن منع هذا.
[email protected]
أضف تعليق