تدل المؤشرات في المنطقة الى قرب توقيع اتفاق بين اسرائيل والسعودية، وحول هذا الموضوع حاور موقع بكرا المحلل السعودي مبارك آل عاتي.
وما تزال المفاوضات مستمرة مع الادارة الأمريكية لتحقيق الاتفاق.
هل نقترب حقًا من اتفاق وشيك بين السعودية واسرائيل؟
سمو وليّ العهد أشار اننا نقترب كل يوم من هذا الموضوع، وهذه اشارة ايجابية على ان المفاوضات االسعودية الأمريكية تسير في اتجاه متصاعد، دون التطرق الى حقيقة ما يجري في هذه المفاوضات، ومدى تحقق كافة بنودها، لكن الأهم أن هذه المفاوضات جارية وتسير يوتيرة متصاعدة، ويبدو ان هناك رضًا من كل الأطراف حول مستوى سير هذه المقاوضات، وكما يبدو فإن البلدان الثلاثة، تقترب من التوصل لتوافق ومن ثم اتفاق، لرؤية مستقبل العلاقات بين الدول في المنطقة، وتحديدا بين السعودية وامريكا واسرائيل.
وحول مدى تأثير هذه العلاقات في المنطقة، بالتأكيد سيكون التأثير مهمًا، وسينقل الشرق الأوسط الى مرحلة وحقبة جديدة من السلام والوئام وتبادل المصالح وبناء المصالح المشتركة، بين كل دول الشرق الأوسط.
ما هي المعيقات أمام تحقيق هذا الإتفاق بين السعودية واسرائيل؟
أهم المعيقات لتحقيق هذا الاتفاق هو الموقف الاسرائيلي المبني على الانقسام الاسرائيلي الداخلي، وعلى عدم ثقة الإسرائيليين في الحكومة اليمينية المتطرفة التي يقودها نتنياهو.
يبدو ان الاسرائيليين لم يحسموا امرهم بشكل متوحد حيال المفاوضات وحيال نتائج هذه المفاوضات، وخصوصًا ان المخاوف الاسرائيلية، ليس لديها ما يبررها تجاه البرنامج النووي السعودي، والنقطة الأخرى التصلب والتعنت الاسرائيلي تجاه الدولة الفلسطينية، والموقف الإسرائيلي لمبدأ الدولة الفلسطينية، وقيام دولة فلسطينية على حدود 67، وعاصمتها القدس الشرقية، اذ تحاول اسرائيل إفراغ هذه المفاوضات من مضمونها، والتلاعب بالمصطلحات والألفاظ السياسية والدبلوماسية، وهي غير آبهة حقيقة بمصالح كل دول الشرق الأوسط، لذلك برأيي أن هذه النقطة تعتبر النقطة الأهم ومحور الارتكاز في السعودية، ويبدو لي انها متمسكة بمبدأ الدولتين، ومتمسكة بمصالح الشعب الفلسطيني، ومتمسكة ايضًا بمبادرة السلام العربية، واعتقد ان هذه النقاط هي النقاط الرئيسية التي لم تُحل، وتحتاج الى مزيد من البحث والتفاوض.
الى اي مدى سيؤثر الاتفاق المتوقع بين البلدين على مكانة اسرائيل والسلطة الفلسطينية؟
اي اتفاق يتم التوصل اليه بين الممكلة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل، بكل تأكيد سيكون ذا تأثير ايجابي على الأوضاع في الشرق الأوسط كافة، وعلى طبيعة العلاقات ما بين الإسرائيليين والفلسطينيين وسيجني الجميع ارباحًا مهمة من من خلال هذا الإتفاق، والذي سيقدم الكثير للأشقاء الفلسطينيين، وأعتقد ان كل دول الشرق الأوسط، ستجني ارباحًا كبيرة من هذا الاتفاق، خصوصًا اننا نعلم مدى الوزن الذي تتبوأه المملكة العربية السعودية عربيًا واسلاميًا بل وعالميًا واقتصاديًا وسياسيًا وفي كافة المجالات، وبكل تأكيد ان الاقتصاد السعودي عندما ينفتح على اقتصاديات الشرق الأوسط، من شأنه ان يحقق المزيد من الرخاء والنماء لدول المنطقة، وبكل تأكيد ان الاتفاق سيمثل نافذة وطريق جديدة للفلسطينيين في بناء دولتهم ومصالحهم، وتطوير علاقات الشعب الفلسطيني مع اشقائهم العرب، وحرية التنقل، لكن هذا يتطلب من الفلسطينيين توحيد الصف الفلسطيني ورأب الصدع الفلسطيني وإنهاء حالة الإنقسام المتعمق ما بين رام الله وغزة، والذي أثر سلبًَا وعطّل الكثير من مشاريع الدعم العربية للموقف الفلسطيني، وأَفشل وأَضعف الموقف الفلسطيني، امام كل المبادرات والمفاوضات التي جرت والتي تجري.
من هم المتضررون ومن الرابحون من هذا الإتفاق السعودي الإسرائيلي؟
أبرز الرابحين من هذا الاتفاق هم الفلسطينيون والإسرائيليون نتيجة لتماسه المباشر بمصالحهم، ولأن هذا الإتفاق قائم اصلا على توافق هذين الطرفين وتوصلهم لرؤية مشتركة تحفظ حق الطرفين، لذا فإن اي اتفاق الرابح الأول هم الفلسطينيون والإسرائيليون، ونقطة اخرى هي ان كل دول المنطقة ستكون رابحة، بأن يعم السلام ويتم نزع فتيل الاقتتال والنزاعات في المنطقة وتتوجه دول المنطقة نحو بناء وتعظيم المصالح المشتركة، ومن ثم الانفتاح الاقتصادي وانفتاح السياحة وربما قد نصل في مرحلة من المراحل الى التكامل الاقتصادي وليس التعاون الاقتصادي فقط، هناك فرص كبيرة جدًا وواعدة في المنطقة فقط تحتاج الى ان يعم السلام.
برأيي أن ابرز الخاسرين هم من تاجر في القضية الفلسطينية، هم من اقتات على هذه القضية واستمرار هذه القضية كبعض الدول المارقة، ايضا التنظيمات المارقة عن إجماع القانون الدولي، وبكل تأكيد كبعض الزعامات التي تريد المتاجرة في استمرار هذا القتال.
اعتقد أن الخاسرين من هذا الاتفاق هم المارقون، عن القانون والإجماع الدولي.
[email protected]
أضف تعليق