موقع سكناه في أعالي جبل الجرمق الشامخ، وطبيعته الخلابة بمزيج ألوان الزهور والأعشاب البرية التي يفوح من ثناياها عطر الرياحين والياسمين، وأشجاره الغضّة الباسقة الباسطة ظلالها تتمايل كلما هبّت نسمة وسماؤها الصافية، نبض قلمه البارع، خياله الواسع وأحاسيسه تكشف قدراته الفكرية والحضارية، ومواقفه من أوضاع مجتمعنا المأساوية الآخذة بالتردي، والتي تجاوزت كل التوقعات والخطوط، إذ فقد المواطن أمنه واستقراره في هذه الظروف العصيبة التي أصبحت شريعة الغاب سيدة الموقف. هذه المشاهد كانت محطة هامة وقف عليها شاعرنا البيت - جنّي مطولا ووليده نتاجه الثاني "شوق ترويه حبات المطر" .
في هذا التقرير لم أتطرق لتقييم الكتاب، إذ سبق أن أعددت تقريرًا، بعد أن أهداني الزميل نصر هذا الديوان
استضافت جمعية الجذور الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين الكرمل 48 في أمسية أدبية راقية، احتفاء بهذا الإصدار في مقر جمعية الجذور في مسقط رأس الشاعر، بحضور نخبة مميزة من الشعراء والكتاب وأهالي بيت جن.
علي نفاع، عضو إدارة جمعية الجذور، ألقى كلمة تطرق من خلالها إلى نشاطات وفعاليات الجمعية، دورها وجهودها في إثراء الحركة الثقافية والتربوية، وبناء الإنسان الحضاري.
الكاتبة دعاء جورجي، ألقت كلمة الاتحاد، راعية هذه الندوة، عدّدت من خلالها مواقف ونشاطات الاتحاد، مسيرته الأدبية والثقافية وفعالياته التي تستحق التقدير والثناء.
أما الكاتبة د. روز يوسف شعبان، عضو الاتحاد فكانت لها مداخلة تحت عنوان:
"الاغتراب الذاتي في الديوان "
أوضحت فيها مصطلح الاغتراب، مشيرة إلى نماذج تجلى فيها الاغتراب في الديوان.
امّا عضو الأمانة العامّة الكاتبة د. ميساء الصح، فتطرقت في مداخلتها إلى "فنية استخدام المكان في الديوان"، وبيّنت أهمية المكان في الديوان وعنوانه "في مطاردتنا للقسم الأول من التحليل تتأسس لنا جلية عبارات دالة على المكان مما تستدعي البحث عن أبعادها ووظيفتها والحالة النفسية للشاعر داخل سلطة المكان"
تولّى عرافة الأمسية الكاتب والإعلامي الكرملي فهيم أبو ركن، الذي أبدع كعادته بأسلوبه الرّاقي وكانت له مداخلة شاملة استهلها بعنوان الديوان، تحليل وتفسير المعنى المركب الذي يوحي بعدة دلالات وكلمات تجمل عطر الإبداع، ثم تحوّل إلى الإهداء حيث تظهر واضحة خيبة أمله من عدم دعم الحركة الثقافية والتربوية في مجتمعنا من قبيل كافة المؤسسات وقلة القراء، ومن السطحية من فئة ليست قليلة من القراء ومرورهم مر الكرام.
الفنان عماد فرو، قدّم فقرة فنية داعب بأنامله السحرية أوتار العود أمام الحاضرين،
وكنت قد قلت كلمة تقدير لشاعرنا نصر، وممّا جاء فيها:
"في هذا المقام، أقول مهما كانت المكلمات معبرة وراقية، لا يمكنها أن تصف رهافة حسه في ثنايا كلماته، عمق معانيه، إيقاع نغمته وجماليات تعبيره التي تفوح منها روح الإنسانية التي تجذبك إليها دون سابق انذار، وتجعلك تغفو في أعالي كلماتك ومتاهات حبرك، وتغوص عميقا مع أفكارك وخيالك الذي لا يعرف الحدود لتبقيك في حيرة من أمرك، تتأمل لوحة وتحفة فنية نادرة تم انتقاء ألوانها بكل حس وذوق.
ألف همسة تقدير لحروفك المعبرة، وأحاسيسك الصادقة التي تعزف لحن الصفاء والنقاء".
المُحتفى به قام بإلقاء عدد من قصائده، وشكر كل من شارك وساهم بإنجاح هذه الندوة.
وفي ختام الندوة، قام الأمين العام للاتحاد الكاتب سعيد نفاع بتقديم درع تكريمًا للشاعر، وبدوره قام الشاعر نصر ورفيقة دربه بتقديم شهادات شكر وعرفان للاتحاد والجمعية ولكل من الباحثتين؛ د. روز شعبان، ود. ميساء الصح، الكاتب فهيم أبو ركن والفنان عماد فرو.
لك صدق مشاعري ونبع احاسيسي الى مزيد من العطاء

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]