منذ ان طرح فيلم "باربي" في دور السينما في العشرين من الشهر الماضي، تخطت إيراداته حاجز المليار دولار، بعد 17 يوما فقط من طرحه، وبعد ساعات قليلة من طرحه أصبح "تريند" يتداوله الجميع على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة الى افتتاح خطوط انتاج جديدة باللون الوردي لبعض شركات الأغذية وغيرها لمواكبة الموضة، الّا انه لاقى العديد من الانتقادات في المضامين التي عرضها بالإضافة لانه تم منعه من العرض في عدد من الدول حول العالم خوفًا من تأثير "الأفكار المسمومة" التي يعرضها الفيلم على المجتمع.
وفي حديث لموقع بكرا مع سامية عرموش، الصحافية والناقدة السينمائية قالت: "حتى نفهم كيف حقق فيلم باربي هذه الأصداء الواسعة والنجاح منقطع النظير في شباك التذاكر، علينا أن نتعرف وندرك الحقائق التالية":
تاريخ لعبة باربي:
اللعبة التي ابتكرتها شركة ماتيل الأمريكية هي اقتباس للعبة ألمانية للكبار تحمل الاسم ليلي. وقد سُميت اللعبة على اسم باربارا ابنة صاحبة شركة ماتيل، والتي سئمت من اللعب بدميتها على شكل طفلة. وهدفت روث هانلدر والدة باربارا بابتكار باربي بجسم امرأة بالغة، حتى تغدو قدوة للطفلات والفتيات، حيث رافق "ولادة" باربي الأمريكية الكثير من الاحتجاج والامتعاض في الشارع الأمريكي.
وتجدر الاشارة بأنه وفقاً للمعطيات التي نشرت في العام 2020، بيعت كل ثانية 3 دمى باربي حول العالم. ووفقاً للتقديرات، هناك أكثر من مليار دمية باربي حول العالم!
وقد تراجعت مبيعات الدمية في سنوات معينة، وعملت الشركة على "تكييف" باربي مع الأسواق والمجتمعات المختلفة التي صُدرت لها. فرأينا باربي مُحجبة، وأخرى سمراء، واخريات تمتهن عدة مهن أضف الى ذلك باربي مع متلازمة داون.
الترويج وآثاره:
بلغت تكلفة الترويج للفيلم، 150 مليون دولار، وقد تخطت بذلك تكلفة إنتاجه التي بلغت 145 مليون دولار. فمع تكلفة كهذه لا شك بأن يتصدر هذا الفيلم العناوين عبر وسائل الاعلام التقليدية وغير التقليدية، والذي وصل الى حد "الهوس" بباربي واللون الوردي الملازم لها.
فرأينا اللون الوردي يكتسح الشبكات التجارية، فعملت شركة بورجير كينج أعلى اعداد صوص باللون الوردي، وزارا أنتجت مجموعة ألبسة باربي للكبار، وشركة آلدو انتجت حقائب باربي، واخيراً، شركة برازيلية أنتجت توابيت باللون الوردي!
فكيف حصل ذلك؟
واكملت عرموش قائلة: "أولا، لأن الترويج عمل وفقاً لاستراتيجيات معينة أثرت في السلوك، من خلال التكرار والبث المكثف لمقاطع الترويج، وهو ما يسمى باللغة التسويقية بالتكرار الفعال والذي يُسهم في ترسيخ المضامين في أذهان المتابعين ويؤثر على استهلاكهم".
وأضافت: "ثانيا، استغلال تفاعل المُستهلك وتبعيته. ليس بهدف تماثله مع الشخصية فحسب وانما لاجتذابه لشباك التذاكر ولزيادة مبيعات الدمى. ورأينا الرغبة في التماثل مع باربي من خلال اتشاح الشبكة الاجتماعية باللون الوردي. ثالثا، تمكن الفيلم من الاستحواذ على الرواد بهذا الشكل لأنه صُمم بنفس لغة السوشيال ميديا، القائمة على بث المثاليات وتسطيح الرسائل!!"
مضامين الفيلم:
الفيلم موجه لشريحة الكبار، وخاصة اللذين لعبوا بدمية الباربي في عقدي الثمانينيات والتسعينيات.
ترويج لمفهوم الجندر (الهيات الجنسية).
ترسيخ مفهوم التسليع.
مضمون إيجابي واحد ووحيد -تقبل التغييرات الجسمانية التي تطرأ علينا والتخلي عن الكمال!
ترند زائل ام ثابت؟
أحدث الفيلم تفاعلا كبيرا على السوشيال ميديا، وتمكن من التأثير في السلوك الاجتماعي والاستهلاكي، ورغم ذلك أراه "ترند" زائل، خلافا عن "ترندات" أخرى كالغذاء الصحي او اليوغا التي تحولت لسلوكيات ثابتة!
وأنهت قائلة: "كلمة أخيرة، السينما هي أداة للتغير الاجتماعي، قد تُصمم واقع وتنهض به نحو الأفضل، وقد تُسممه لإعادة الهيكلة الفكرية. وهنا يتوجب علينا بأن نكون ضمن فئة المتلقين الفعالين وبأن نفهم ضخ المفاهيم من وراء الدمية المُحببة على الكثيرين!"
[email protected]
أضف تعليق