أجاب الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ومدير إدارة الفتوى الشفوية، عن سؤال ورد اليه وذلك خلال البث المباشر المذاع عبر صفحة الإفتاء، عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مضمون السؤال: “هل أعيد الوضوء فى حالة إذا كنت نمت لمدة قصيرة؟”.
ليجيب قائلاً: "إن الغفوة التى أغمض الإنسان فيها عينه وهو جالس على مقعدته متمكناً من الأرض ولم يتحرك من مكانه ولكنه لم يغب عن من حوله وإن سمع همهمة لا يستطيع الاستيعاب فيها فلا يعيد الوضوء إنما يقوم للصلاة ولا شيء عليه.
وأشار إلى أن الصحابة كانوا ينتظرون العشاء مع النبى صلى الله عليه وسلم وكان يسمع لهم غطيط صوت ولكن لم يكونوا يتحرك من مكانه كان أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَنتظِرون العِشاءَ، فيَنامون حتَّى تَخفِقَ رؤوسُهم، ثمَّ يُصلُّون ولا يتوضَّأون.
وفى حديث انس بن مالك والذى اخرجه مسلم قال "كان أصحابُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم تَخفِقُ رؤوسَهم ثم يُصلَّونَ ولا يَتوضأونَ"، والمقصود بتَخْفِقَ رؤوسُهم أي: تَميلَ مِنَ النُّعاسِ والنَّومِ وهم في حالةِ الانْتِظارِ، فإذا أُقيمتِ الصَّلاةُ، قاموا لها دونَ أنْ يتَوضَّأوا وُضوءًا جديدًا بسبب النَّومِ على تلك الحالةِ؛ وذلك لِتَمكُّنِهم في الجلوسِ ووَعْيِهم بما حولَهُم؛ ولأنَّهُمْ لم يَناموا نومًا عميقًا يَنْقُضُ الوضوءَ.
هل النوم ناقض للوضوء؟
النوم ينقسم إلى ثلاثة أقسام الأول: نوم المضطجع، وهذا ناقض للوضوء يسيره وكثيره عند الأئمة الأربعة، وهو الراجح والثاني: نوم القاعد، فهذا لا ينقض الوضوء إذا كان يسيراً، وبه قال الإمام أبو حنيفة والإمام مالك والإمام أحمد وهو الراجح، خلافاً للإمام الشافعي فلا ينقض عنده وضوء القاعد - وإن كثر ما دام مفضياً بمحل الحدث إلى الأرض الثالث: ما عدا هاتين الحالتين، وهو نوم القائم والساجد والراكع، فهذا ناقض للوضوء عند الإمام الشافعي ورواية عن الإمام أحمد.
وقال الإمام أبو حنيفة: لا ينقض نوم من كان على هيئة من هيئات المصلى، كالقائم والراكع والساجد والقاعد، سواء كان فى صلاة أم لا.
حكم الوضوء بعد الغفوة
وهل النوم ينقض الوضوء، قال الدكتور محمد عبد السميع، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إن النوم لا ينقض إذا كان الإنسان يسيرًا وكان الإنسان جالسًا على هيئة المتمكن أي إذا خرج من شيء شَعر به.
وأضاف «عبد السميع» في إجابته عن سؤال: «هل النوم ينقض الوضوء؟»، أن النوم لا ينقض الوضوء في الحالة السابق، منوهًا بأن النوم أثناء خطبة الجمعة ينافي مقصود الخطبة، منبهًا على أن الشرع جعل الخطبة من أجل الاستماع والإنصات إليها جيدًا للاستفادة من الهدي النبوي والحديث والقرآن الكريم.
[email protected]
أضف تعليق