تشكل الذكرى الرابعة والعشرين لاعتلاء العاهل المغربي الملك محمد السادس عرش المملكة المغربية، التي يحتفل بها الشعب المغربي في 30 يوليو الجاري، مناسبة مهمة للتأكيد على مكانة القضية الفلسطينية، إحدى ثوابت السياسة الخارجية للمملكة.
جاء ذلك في تقرير إخباري نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية، أكدت فيه على أن الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، المنبثقة عن منظمة التعاون الاسلامي، يضع القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية، وهي القضية الاولى للمملكة.
وقال تقرير الوكالة إن المغرب ما فتئ يدافع عن السلام في المنطقة من خلال حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي هذا الصدد، قال التقرير إن الملك محمد السادس، يذكر المجتمع الدولي، في كل مناسبة، بالقضية الفلسطينية ودورها في أمن واستقرار المنطقة. إذ قد قال جلالته في الرسالة التي وجهها إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، السيد شيخ نيانغ، بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، "لئن كانت أزمات دولية طارئة تحظى الآن بأولوية اهتمام المجتمع الدولي ومؤسساته، فإن القضية الفلسطينية ستظل، باعتبارها أقدم القضايا، مفتاح السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. لذلك، فإن أمن المنطقة واستقرارها يتطلب مساع وجهود متواصلة للخروج من منطق الصراع والعنف إلى منطق السلام والتعاون وبناء فضاء مزدهر لجميع شعوبها".
ومن تجليات المساندة الدائمة والمستمرة للعاهل المغربي للقضية الفلسطينية، المجهودات التي يبذلها على مستوى رئاسة لجنة القدس، والإشراف على وكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع التنفيذية للّجنة المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي التي تجسد التضامن المطلق للمملكة مع فلسطين من خلال مشاريعها ومبادراتها الميدانية تجاه المقدسيين.
تهدف هذه المبادرات المتنوعة الى التقليص من دائرة الفقر وترميم المنازل
وتقوم الوكالة، منذ تأسيسها في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، ومن بعده الملك محمد السادس، بأعمال جليلة وقيمة في مدينة القدس من خلال مجموعة من المشاريع التنموية المتعددة التي تهم قطاعات لها أهميتها في حياة سكان القدس الشريف والتي تدعم صمودها وبقاءهم على أرضهم، شملت، على الخصوص، المجالات الاقتصادية، والثقافية والتعليمية والرياضية.
وتهدف هذه المبادرات المتنوعة الى التقليص من دائرة الفقر وترميم المنازل، ساهمت المملكة المغربية بالنسبة الأكبر فيها.
وعملت الوكالة، التي تحتفل هذا العام باليوبيل الفضي (مرور 25 سنة على إحداثها)، على المساهمة في تنمية الإنسان المقدسي، وإشاعة الأمل في صفوف أجيال القدس، ووضعت برنامجا خاصا بالمبادرات الأهلية للتنمية البشرية، تتضمن مشاريع للتمكين والتدريب وتنمية القدرات، موجهة خصوصا لفئات المرأة والشباب واليافعين.
وأنجزت الوكالة، ما بين سنتي 2000 و2022، حسب حصيلة قدمها المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، 200 مشروع كبير وعشرات المشاريع المتوسطة والصغيرة، استفادت منها كافة فئات المجتمع المقدسي، وتوزعت على جميع أحياء المدينة المقدسة، مبرزا أن كلفة هذه المشاريع المنجزة بلغت ما مجموعه 64 مليون دولار، توزعت على عدد من القطاعات، كالإعمار والصحة والتعليم، ومشاريع همت المساعدة الاجتماعية الموجهة للأيتام والأرامل والمسنين والأشخاص في وضعية إعاقة.
[email protected]
أضف تعليق