لقى الرئيس الإسرائيلي يتسحاك هرتسوغ خطابا بمناسبة مرور 75 عاما على إقامة دولة إسرائيل مساء الأربعاء، في خطوة رمزية تتخذ عمقها من حقيقة انقضاء 35 عاما على وقوف والد الرئيس الحالي حاييم هرتسوغ أمام الكونغرس موجها خطابا لساكنيه بوصفه الرئيس السادس لدولة إسرائيل.

ومن جملة ما قال هرتسوغ: "هذه اللحظة في تاريخ شعبي عندما أقف في مبنى الكابيتول للاحتفال بمرور 75 عامًا على استقلال إسرائيل، مع أكبر شريكة وصديقة لنا - الولايات المتحدة الأمريكية - هي بالنسبة لي لحظة فخر وفرح. إن شعب إسرائيل ممتن إلى ما لا نهاية للوعد القديم الذي تم الوفاء به، وللصداقة التي تولدت فيما بيننا على طول الطريق.

وتطرق الرئيس الإسرائيلي في خطابه إلى الموضوع الإيراني حيث قال " إن احتمال أن تصبح إيران دولة عتبة نووية، إما بسبب تجاهل أفعالها أو كجزء من ترتيب دبلوماسي معها، أمر لا يمكن تصوره. لا يمكن للعالم أن يظل غير مبالٍ بدعوة النظام الإيراني لمحو إسرائيل عن الخريطة. إن مظاهر التسامح تجاه مثل هذه الدعوة وأفعال إيران وقدراتها على تحقيقها، هي انهيار أخلاقي لا يغتفر. يجب على إسرائيل والولايات المتحدة، بدعم من دول العالم الحر، العمل بكل قوة لمنع التهديد الملموس الذي تشكله إيران على أمن العالم بأسره".

وأضاف بهذا الصدد: " أكرر ما قاله كل زعيم إسرائيلي منذ سنوات: دولة إسرائيل مصممة على منع إيران من امتلاك قدرات أسلحة نووية".

وعطفا على اتفاقيات إبراهيم التي أطلقتها الولايات المتحدة في عهد الرئيس الجمهوري دونالد ترامب قال هرتسوغ: "إن يد إسرائيل ممدودة وقلوبنا منفتحة على أي شريك سلام قريب أو بعيد. نشكر الولايات المتحدة على عملها لتعزيز السلام بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، الدولة الرائدة في المنطقة والعالم الإسلامي بأسره. نصلي من أجل أن يأتي هذا اليوم، وتأتي معه ثورة حقيقية في تاريخ الشرق الأوسط، وفي تاريخ العالم بشكل عام. أمنيتي العميقة، سيدي الرئيس، هي أن تصنع إسرائيل ذات يوم السلام مع جيراننا الفلسطينيين".

وأضاف الرئيس: "على مر السنين، اتخذت إسرائيل خطوات جريئة في سعيها لتحقيق السلام، وقدمت مقترحات بعيدة المدى لجيراننا الفلسطينيين. الخلافات السياسية العميقة والعديد من التحديات تلقي بظلالها على العلاقة بين إسرائيل والفلسطينيين، وأنا لا أتجاهلها، ولكن هناك شيء واحد يجب أن يكون واضحًا: لا يمكن الحديث عن السلام في نفس الوقت الذي يتم فيه الموافقة على الإرهاب أو إضفاء الشرعية عليه، بشكل ضمني أو صريح. السلام الحقيقي لا يمكن أن ينشأ من العنف. إن الإرهاب الفلسطيني ضد إسرائيل أو ضد الإسرائيليين يقوض أي إمكانية مستقبلية للسلام بين البلدين".

وعرج هرتسوغ في كلمته كذلك على الاحتجاجات الشعبية التي تعصف بإسرائيل على خلفية المبادرة الحكومية لإجراء تغييرات على النظام القضائي وفق رؤية يمينية تثير مخاوف أطراف محلية وعالمية على رأسها الولايات المتحدة بدافع القلق على النظام الديمقراطي.

قال الرئيس: "سيدي رئيس مجلس النواب، أنا لا أتجاهل وجود انتقادات بين الأعضاء بما في ذلك الانتقادات التي عبر عنها بعض أعضاء هذا البيت الكريم. أحترم النقد، خاصة من الأصدقاء، رغم أن احترام النقد لا يعني بالضرورة الموافقة عليه. لكن انتقاد إسرائيل يجب ألا يتجاوز الخط ويصبح إنكارًا لحق دولة إسرائيل في الوجود. التشكيك في حق الشعب اليهودي في تقرير المصير ليس دبلوماسية مشروعة، بل معاداة للسامية. الافتراء على اليهود ومهاجمتهم، سواء في إسرائيل أو الولايات المتحدة أو في أي مكان آخر في العالم، هو معاداة للسامية. معاداة السامية بأي شكل من الأشكال وصمة عار، وأود أن أثني على الرئيس جو بايدن لتقديمه أول استراتيجية وطنية للولايات المتحدة لمكافحة معاداة السامية.

وتابع هرتسوغ: "أصدقائي الأعزاء، ليس سراً أنه خلال الأشهر القليلة الماضية، انغمس الشعب الإسرائيلي في نقاش عميق وعاطفي. نحن منشغلون بمواقفنا المنقسمة، وبتجديد الفحص والتفاوض حول طبيعة العلاقة بين سلطاتنا الحاكمة، في غياب دستور مكتوب. من الناحية العملية، فإن النقاش المكثف الذي يدور هناك - في الداخل، في هذه اللحظات بالذات، هو في نهاية المطاف أوضح تعبير عن قوة الديمقراطية الإسرائيلية.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو معقبا على كلمة هرتسوغ في الكونجرس: "كلمة مهمة لرئيس الدولة الذي عبر عن موقفنا القوي والحاسم ضد إيران. معا سنقف ومعا سنفوز". 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]