لا يزال الدمار سيد المشهد في مخيم جنين بعد أكثر من يومين على انتهاء عدوان جيش الاحتلال عليه، فخلافا لقصف البيوت وتجريف الشوارع، استخدم جيش الاحتلال عددا من البيوت والمحال التجارية كنقطة تمركز لهم أو لقناصتهم، الأمر الذي دفع بهم للعبث وتكسير وسرقة محتويات المنزل، وهدم أجزاء من جدران المنزل كفتحة لاطلاق النار للقناصة، أو للدخول عبر المنازل منها لكي لا يسلكوا الأزقة الخطرة.
90% من المنازل، مدمرة
وبحسب مصادر فلسطينية، فإن 90% من منازل المخيم مدمرة بشكل كلي أو جزئي، بالاضافة لتعطيل شبكة المياه والكهرباء خلال العدوان، وكل هذا، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة يمر بها أهل المخيم من وقت طويل.
وفي حديث خاص لـ”بُـكرا”، وعن بدء العدوان، قالت صاحبة أحد البيوت المدمرة، سائدة جرادات: “ في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ليوم الاثنين، بدأ العدوان بقصف منزل قريب منّا، كل الشبابيك انخلعت وطارت علينا أثناء نومنا، قمنا واختبئنا في ثانية داخل المنزل”.
وأكملت جرادات: “ بعد اشتداد القصف، خرجنا وذهبنا للمستشفى الحكومي بجانب المخيم، بقينا فيه حتى انتهاء العدوان، عدنا للمنزل إذ محتوياته مدمرة بشكل شبه كامل، وبالاضافة لهدم جزء من جدار يفصل بيننا وبين بيت آخر، هدموه ليدخلوا للمنزل”.
قصف بيتي
وقالت صاحبة أحد البيوت المدمرة والتي شهد محيطها اشتباكات عنيفة، أم النور الدمج: “ مع بداية العدوان خرجت من بيتي الملاصق لمسجد الأنصار بحي الدمج داخل المخيم، إلى بيت أخي في جنين المدينة، وبعد ساعات بدأت تصل الأنباء عن قصفهم لبيتي، صممت على الرجوع عليه لكي أراه، وعند دخولي المنزل والتأكد أنه لم يقصف بشكل كامل، بدأت المواجهات بين المقاومين وجنود الاحتلال في محيط المسجد، كانت مواجهات عنيفة جدا، وكرر الجيش الطلب من الشباب الذين في المسجد بتسليم أنفسهم، لكن بعد اقتحامهم للمسجد، تبيّن أن الشباب قد خرجوا، عن طريق النفق الذي بجانب المسجد”.
وقال أحد المواطنين الذي قُصف منزل في مخيم جنين: “ قصفوا منزلي وهدمت الجدران بالطابق السفلي بالكامل وحرق كل ما فيه، نحن في المخيم، سنتحمل كل هذه الخسائر لأجل الشبان ولأجل المقاومة، ولن يخيفنا كل هذا الدمار من مواصلة الطريق”.
[email protected]
أضف تعليق