أبرمت القوائم العربية التي خاضت في الماضي الانتخابات لنقابة المحامين اتفاقًا فيما يقضي بتوحيد جميع القوى والتيارات الفاعلة، وتشكيل قائمة عربية موحدة أطلق عليها اسم "درب الكرامة والنزاهة"، لخوض انتخابات نقابة المحامين التي من المقرر أن تُجرى بعد يومين، وتلعب هذه الانتخابات دورًا هامًا خاصة على النطاق السياسي في الدولة، حيث أن نتائجها ستحدد ما اذا كانت الحكومة ستستمر باقتراح التغييرات القضائية او ستوقف التشريع.

المحاميون العرب في الداخل يتوحدون في قائمة واحدة

وفي حديث لموقع بكرا مع المحامي فؤاد سلطاني قال: "لأول مرة المحاميون العرب في الداخل يتوحدون في قائمة واحدة، وهذا نابع من أخذ المسؤولية، فنحن كمحامين أخذنا على عاتقنا انشاء حزب لطرح الصوت العربي بانتخاب نقابة المحامين الهامة، وهنالك أيضًا قوائم عربية مناطقية للمجالس التشريعية وللألوية".

وأضاف: "اعتبر هذه الخطوة بتوحيد القوائم أن تكون خطوة باتجاه طرح فكرة إقامة جسم نقابي او اتحاد، يضم بداخله كل المحامين العرب في الداخل ليكون موازي لنقابة المحامين، ولرفع مكانة المحامي العربي وكذلك للتغيير من مواقف عامة علينا اتخاذها كمحامين عرب، فنحن لنا خصوصية، مشاعر، آمال ومواقف، بكل ما يخص هموم وقضايا المجتمع العربي في الداخل، حينها ستقع علينا مسؤولية اتخاذ مواقف أكثر جرأة بكل ما يخص التشريعات وسن القوانين، خاصة القوانين العنصرية التي تتخذ في الكنيست ومرّت دون اتخاذ موقف واضح من قبل نقابة المحامين العمة التي نحن أعضاء فيها، او حتى مرّت مع تأييد مع نقابة المحامين مع ان هذا يتعارض مع مواقفنا".

نحن ضد الانقلاب القضائي

وأكمل حديثه قائلًا: "موقفنا واضح بخصوص الانقلاب القضائي، نحن ضد هذا الاقتراح ولهذا السبب نحن ندعم المحامي عميت باخار الذي طرح موقف واضح معارض لهذا الاقتراح، وبالمقابل المرشح افي نافي المدعوم من قبل الحكومة وقوى اليمين في إسرائيل، سيكون أداة بيد الحكومة وبالتالي سيسيطر اليمين على للجنة اختيار القضاة وهذا خطر بالنسب لنا وبشكل عام، أدعو جميع الزملاء العرب للمشاركة في هذه الانتخابات لأهميتها في هذه المرحلة بالذات".

وأنهى حديثه قائلًا: "كل الإصلاحات التي جاءت بها الحكومة اليمينية المتطرفة جاءت بهدف السيطرة على الجهاز القضائي، وجعل الجهاز أداة بيد رئيس الحكومة المتورطة بقضايا إدارية، وبالتالي سيطرة على جهاز القضاء، ولجنة تعيين القضاة، تدخل الحكومة هو مس باستقلالية القضاء ونزاهته وبالتالي مس بحقوق الانسان والحريت بشكل عام. السيطرة تؤدي للخلط بين السلطات الثلاث وهذه ضربة قاضية لما تبقى من ديمقراطية بهذه الدولة".

أهمية خاصة للانتخابات

كما وتحدث موقع بكرا مع المحامي سرور محاميد حول الموضوع قال: "اهمية توحيدنا في الانتخابات لنقابة المحامين يوم الثلاثاء القادم هو امر واضح، هناك خطورة في هذه المرحلة، ولذلك هذه الانتخابات لها اهمية خاصة على مستوى النقابة وكذلك على المستوى السياسي، ولذلك القوائم العربية الثلاث التي تخوض الانتخابات بشكل دائم رأت انه كمسؤولية وطنية يجب ان نخوض الانتخابات في قائمة واحدة أُطلق عليها اسم "درب الكرامة والنزاهة"، طبعًا بالأساس هدف القائمة هو حماية نقابة المحامين وعدم ضرب تمثيلها في لجنة اختيار القضاة. أي ان هدفنا هو ان نقف كسد منيع امام حكومة اليمين المتطرف التي تحاول السيطرة على السلطة القضائية".

وأكمل المحامي محاميد حديثه قائلًا: "من الواضح انني كنت ضد التغييرات القضائية، وكذلك ضد المسمى فهي خطة لانقلاب فاشي على المنظومة الموجودة، وطبعًا هذه الخطة تقودها الحكومة اليمينية الاكثر خطورة الموجودة اليوم، وبعيدة كل البُعد عن انصاف العرب الفلسطينيين في الداخل، وكذلك الامر بعيدة عن المجتمع الاسرائيلي وعن هوامش الديمقراطية، ويجب للمجتمع العربي ان يكون له دور في الاحتجاج ضد الانقلاب القضائي، ولكن بخطابات وشعارات المجتمع الفلسطيني في الداخل. كما بإمكاننا استغلال التصدعات الموجودة التي انتحها هذا الانقلاب وبناء تحالفات لتقديم بديل جوهري".

شعور بالمسؤولية

وفي حديث لموقع بكرا مع المحامي ايهاب عراقي قال: لأول مرة يتم الاتفاق بين كل القوائم الفاعلة من خلال نقابة المحامين على التوّحد بقائمة عربية واحدة، تمثل كل المحاميين العرب من أقصى الشمال، الى أقصى الجنوب، هذا مما لا شك فيه ينبع من الشعور بالمسؤولية امام الهجمة الشرسة للائتلاف الحكومي الذي بعمل جاهدًا لضرب وتقليص صلاحيات محكمة العدل العليا، وتغيير تركيبة القضاة للوصول الى تنفيذ مخططات الحكومة العنصرية والاستحكام بالسلطة التامة في الدولة".

وأضاف: "الوحدة بين القوائم العربية ستؤدي حتمًا الى تعزيز التمثيل العربي داخل مؤسسات النقابة، وهذا بدوره سوف يعزز من الحقوق للمحامين العرب وسيؤثر أيضًا على منع الاصلاح القضائي، اذ تدعم القائمة العربية الموحدة المحامي باخار لرئاسة النقابة وهو الوحيد من بين المرشحين الذين يناهض ويعارض الاصلاح القضائي المزعوم، ويدعو الى تعزيز الديمقراطية والشفافية في الدولة وتقوية جهاز القضاء ومكانة نقابة المحامين لأنها تشكل سد مانع امام المساس في الديمقراطية والعنصرية".

بتوحدنا سنكون القوى المؤثرة

وأنهى حديثه قائلًا: "في هذه الانتخابات سيكون لنا دور كبير في التأثير وحماية محكمة العدل العليا، للمحامين العرب القوة الاساس، نحن نشكل 10% من المحامين عادة في الدولة ولكننا بتوحدنا سوف نكون القوة الوحيدة التي تؤثر وبشكل جدي على من يكون المرشح ورئيس نقابة المحامين في الدولة، فإمّا ان تذهب لأيدي المرشحين المدعومين من بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف وينفذوا ضرباتهم التي ينوون ان ينفذوها من خلال ما يسمونه بالإصلاح القضائي، وإمّا ان ننتخب شخص آخر يعارض الاصلاح بشكل قاطع ويدعو الى تعزيز الديمقراطية وتقوية الجهاز القضائي".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]