أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مساء الخميس، أطلع خلالها بلينكن، نتنياهو، على المحادثات التي أجراها مع المسؤولين في السعودية حول المساعي الرامية لتطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض، كما ناقشا الملف النووي الإيراني.
وجاء في بيان صدر عن مكتب نتنياهو أن الأخير أعرب "عن تقديره للتعاون العسكري والاستخباراتي بين إسرائيل والولايات المتحدة، والذي بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق"، وكذلك "تقديره للمحادثات الصريحة التي جرت مؤخرا في واشنطن بين طواقم البلدين وللتنسيق الوثيق بين إسرائيل والولايات المتحدة"
وأشار مكتب نتنياهو إلى أنه أجرى مباحثات موسعة مع بلينكن في الشأن الإيراني "وجدد التأكيد على موقفه الثابت بأن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران لن توقف برنامج طهران النووي، وأن إسرائيل لن تكون ملزمة بأي تسوية مع إيران، وأن إسرائيل ستفعل كل ما في وسعها للدفاع عن نفسها".
وبحسب مكتب نتنياهو، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية، ناقش مع وزير الخارجية الأميركي، ما وصفه بـ"التحديات والفرص في المنطقة"، في المقابل، ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن "بلينكن ونتنياهو ناقشا تعزيز عملية دمج إسرائيل في الشرق الأوسط والتوسع فيها"، من خلال تطبيع العلاقات مع دول المنطقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن بلينكن "ناقش أيضا التحديات الإقليمية الأوسع نطاقا، مثل التهديد الذي تشكله إيران، وأكد على التزام الولايات المتحدة الراسخ بأمن إسرائيل وشراكتنا القائمة منذ 75 عاما"، كما يحث بلينكن ونتنياهو "الحاجة لتفادي الإجراءات التي تقوض فرص حل الدولتين".
وأجريت المكالمة بين نتنياهو وبلينكن بينما كان الأخير على متن طائرته عائدا من السعودية، بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام، اجتمع خلالها مع المسؤولين في السعودية، وعلى رأسهم حاكمها الفعلي، ولي العهد، محمد بن سلمان، بالإضافة إلى نظيره السعودي، فيصل بن فرحان.
ونقل موقع "واللا" عن مصدر مطلع على مجريات المحادثة، قوله إن بليكن أطلع نتنياهو على مضمون لقائه مع ولي العهد السعودي، بن سلمان، بشأن اتفاق التطبيع بين إسرائيل والسعودية. وصباح الأربعاء، اجتمع بلينكن ببن سلمان، وناقشا قضايا من بينها إسرائيل والصراع في اليمن والاضطرابات في السودان وحقوق الإنسان.
وبحسب ومسؤول أميركي مطلع، فإن بن سلمان وبلينكن "ناقشا إمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل واتفقا على استمرار الحوار"، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.
ومساء الخميس، قال وزير الخارجية الأميركي إن واشنطن ستمضي قدما في جهود تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين حليفيها الرئيسيين في الشرق الأوسط، السعودية وإسرائيل، وذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي.
لكن بلينكن امتنع عن الإفصاح عما إذا كانت الولايات المتحدة ستدعم طموحات الرياض النووية، في حين بن فرحان إنه يأمل في التوصل لاتفاق أميركي لدعم مسعى السعودية لتوليد الطاقة النووية.
ولم يتطرق أي منهما إلى احتمال أن يكون الدعم الأميركي لبرنامج نووي مدني سعودي مقابل التطبيع مع إسرائيل، وهي صفقة لوحت بها الرياض.
وقال الوزير الأميركي إن تطبيع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها لتمهيد الطريق أمام شرق أوسط أكثر تكاملا يمثل أولوية للولايات المتحدة.
وأضاف في ختام زيارته التي استغرقت ثلاثة أيام "ناقشنا ذلك (تطبيع إسرائيل مع العرب) هنا وسنواصل العمل عليه لدفعه قدما في الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة".
وأقر وزير الخارجية السعودي بأن التطبيع سيحقق فوائد لكنها ستكون محدودة ما لم يكن هناك مسار صوب حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال مصدر مطلع إن الرياض تريد دعم الولايات المتحدة لبرنامجها النووي المدني مقابل التطبيع مع إسرائيل.
وجاء في تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، في آذار/ مارس الماضي، أن المساعدة النووية، والضمانات الأمنية أيضا، كانت من بين الامتيازات التي طالبت بها الرياض مقابل التطبيع مع إسرائيل
ونبه بلينكن، في كلمة ألقاها في واشنطن يوم الإثنين الماضي، قبل مغادرته إلى جدة، إلى أن أي انفراجة في ملف التطبيع السعودي الإسرائيلي لن تحدث على الفور.
وقال: "لا نتوقع أن هذا قد يحدث سريعا أو بسهولة". في حين لم تبد السعودية ممانعة بشأن إقامة الإمارات والبحرين لعلاقات مع إسرائيل في 2020 برعاية إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب.
لكن الرياض لم تتخذ نفس الخطوة وقالت إن مسألة إقامة دولة فلسطينية يجب معالجتها أولا. وفي نيسان/ أبريل الماضي، استأنفت الرياض العلاقات مع منافستها الإقليمية إيران، العدو الأول لإسرائيل.
[email protected]
أضف تعليق