وقعت في رام الله وكالة بيت مال القدس الشريف التابعة للجنة القدس، وجامعة القدس، اتفاقية لتطوير منظومة بيت المال للتعليم والتدريب، تهم في مرحلة أولى الحرف المرتبطة بالاختصاصيين النفسانيين، للتكفل بالحالات الأولية لأشخاص في وضعية اضطراب نفسي، والبيئة والتوازن الطبيعي وتدوير النفايات، والتسويق الرقمي لمنتجات التجار والجمعيات.
وجاءت الاتفاقية التي وقعها المدير المكلف بتسيير الوكالة الدكتور محمد سالم الشرقاوي، ورئيس جامعة القدس الدكتور عماد أبو كشك، على هامش الدورة الأولى لمنتدى الأيام الحرة الذي نظمه الطرفان في إطار تخليد الوكالة ليوبيلها الفضي هذا العام تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس.
وقال المدير المكلف بتسيير الوكالة الدكتور محمد سالم الشرقاوي، أمام المنتدى، إن الوكالة وبفضل الإشراف المباشر للعاهل المغربي الملك محمد السادس عليها، ومباركة فخامة الرئيس محمود عباس لأعمالها، أصبحت مرجعا مهما في العمل داخل القدس، بفضل ما راكمته من تجربة وخبرة، وكذا لحرصها الشديد على وضع الآليات الصحيحة التي تؤمن إيصال أموال التبرعات المخصصة للمشروعات إلى مستحقيها.
وأوضح أن الوكالة لا تقتطع أية رسوم أو مصاريف من أموال التبرعات الموجهة للمشروعات، لأن ميزانية تسييرها مُؤمنة كليا من المملكة المغربية في حدود 1,5 مليون دولار سنويا، بينما تدبر كذلك ميزانية أخرى تتراوح بين 3،4 و 4 ملايين دولار للمشروعات، وهي ممولة كذلك بنسبة 100% من المملكة المغربية في صنف تبرعات الدول، وحوالي 70% في صنف تبرعات المؤسسات والأفراد.
واستعرض الشرقاوي عددا من مشروعات الوكالة الميدانية في القدس التي شملت بناء وترميم وإصلاح وتأهيل 14 مدرسة وتجهيز 6 أقسام استشفائية متطورة في كل مستشفيات القدس الرئيسة، كما اشترت عددا من العقارات وأوقفتها لمنفعة إدارة الأوقاف ومديرية التربية والتعليم، وعملت على ترميم 5 مساجد في البلدة القديمة، ومبنى الزاوية المغربية، ومولت 25 مشروعا لفائدة الجمعيات النسائية، وجهزت 8 نواد ثقافية واجتماعية، وأهّلت ملعبين رياضيين كبيرين هما ملعب "سور باهر" و ملعب "سلوان" وجهزتهما بالعشب الاصطناعي، فضلا عن تجهيز 24 ناديًا رياضيًا.
وأضاف أنه وبتكليف من الملك المغربي، أشرفت الوكالة على إعادة بناء كلية الملك الحسن الثاني للعلوم الزراعية والبيئية التابعة لجامعة الأزهر في بيت حانون من المال الخاص لجلالة الملك، بمبلغ 7 ملايين دولار أمريكي، بعد تدميرها بالكامل في عدوان عام 2009، وكما تمت إعادة بناء وتجهيز مستشفى القدس في غزة، بتمويل من تبرعات الشعب المغربي.
الشرقاوي الذي كان يتحدث أمام المنتدى أكد أن الوكالة "على وعي تام بطبيعة التحديات التي تواجه عملها في القدس" وقال: نُقدر صمود أشقائنا الفلسطينيين، ونعتبر أن من واجبنا الاجتهاد لإيصال الدعم إلى مستحقيه، من دون شروط، وبطرق شفافة، وآمنة، تُحافظ للممولين والمانحين على حقوقهم في أن يطلعوا، في أي وقت، على أوجه صرف أموالهم.
وأمام هذه التحديات قال الشرقاوي إننا في الوكالة نعمل هذا العام على تنويع شركائنا، وتحديث إدارتنا في أفق تحصيل اعتمادات الجودة في التدبير والحكامة، ونعيد قريبا افتتاح مكتبنا في منطقة المال والأعمال بمدينة الدار البيضاء، ونعمل لاحقا، بإذن الله، على تفعيل مكتب تمثيل الوكالة في رام الله، ليساعد على تعزيز أواصر التواصل مع المؤسسات الفلسطينية الرسمية والأهلية المعنية بشؤون القدس.
من جهته أشاد الدكتور عماد أبو كشك رئيس جامعة القدس بما تقدمه الوكالة من جهود حرة وعمل صادق من أجل القدس وتنميتها وتعزيز صمود أهلها.
وقال إن الوكالة بدأت عملها في القدس وفلسطين تتحقق من خطواتها وتستشرف المستقبل بشروطه ومحدداته ورهاناته لتضع الحلول العملية الواقعية القابلة للتنفيذ في إطار برنامجها للتنمية المستدامة في القدس.
وأضاف: يأتي المنتدى في إطار تخليدنا جميعا لليوبيل الفضي للوكالة واعترافا وتقديرا منا جميعا وخاصة في القدس لما حققته وما زالت تحققه هذه الوكالة من أجل القدس وأهلها وقضيتها.إذ ساهمت في عمليات التنمية في القدس وفي كل المجالات والقطاعات وفي الحافظ على الإرث الحضاري والتاريخي والإنساني فيها.
وأكد أن إطلاق المنتدى ليكون منصة للتفكير والتأمل بحثا عن حلول خلاقة وإبداعية على أن تكون واقعية وعملية قابلة للتنفيذ ومحل إجماع وتوافق من أصحاب الشأن لإيجاد وطرح الحلول البديلة لمسألة التنمية في المدينة المقدسة.
من جهته أكد رئيس دائرة القدس في منظمة التحرير الفلسطينية عدنان الحسيني أهمية دور وكالة بيت مال القدس الشريف في القدس وما تقدمه من مساعدات وتلبية لاحتياجات أهلها في ظل هذه الظروف التي تعيشها المدينة المقدسة، مشددا على ضرورة عدم التفريط بالقدس وهي بحاجة للكثير من العمل الجاد للحفاظ عليها.
من جانبه أكد السفير المغربي في فلسطين عبد الرحيم مزيان أن دعم صمود المقدسيين اقتصاديا واجتماعيا يجسد الحالة بأن استقرار وأمن مدينة القدس هو استقرار لمنطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره.
وأضاف: تعمل المملكة المغربية من خلال وكالة بيت مال القدس بإشراف مباشر من جلالته طيلة 25 عاما على دعم صمود المقدسيين وتوفير الظروف المناسبة للعيش الكريم وللتخفيف من وطأة الاحتلال.
[email protected]
أضف تعليق