توفيت الأستاذة السورية بمعهد العلاقات الدولية الفرنسية، بسمة قضماني 65 عاما، بعد صراع مع المرض، في العاصمة الفرنسية امس.
ونعى الدبلوماسي الفلسطيني في بلجيكا حسان البلعاوي الاستاذة قضماني مشيدا بجهودها في خدمة القضية الفلسطينية.
وقال " فاجأتني الصديقة الإعلامية السورية في بروكسيل هناء قضماني بخبر حزين يتعلق بوفاة قريبتها في باريس الدكتورة بسمة قضماني والتي يشكل رحيلها خسارة كبيرة ليس فقط لأسرتها ووطنها الغالي سوريا ولكن لفلسطين أيضا. "
واضاف "عرفت الدكتورة بسمة عن بعد ، عندما كنت طالبا في فرنسا من خلال شاشة التلفزة الفرنسية في نهاية الثمانينات وأكثر في مطلع شهر اغسطس من عام 1990 والذي شهد الاجتياح العراقي لدولة الكويت وما تلاه من حرب امريكية دولية على العراق، ما زال العراق والمنطقة تحصد نتائجها حتى يومنا هذا ،
وتابع البلعاوي " في تلك الفترة التي شهدت اصطفافا اعلاميا غربيا وبعض منه عربيا ، ضد العراق يساند الالة العسكرية الامريكية في الخليج ، جاء صوت الباحثة الاكاديمية بسمة قضماني درويش مع صوت سفير الجامعة العربية الراحل حمادي الصيد وصوت الباحث الأكاديمي اللبناني غسان سلامة في فضح السياسة الأمريكية الغربية القائمة على معيارين واحد ضد العراق واخر يتجاهل الاحتلال الإسرائيلي وكان الثلاثي صوت الشعوب العربية المناهضة للتدخل العسكري الامريكي والمطالبة بالعدالة لفلسطين "
واردف قائلا " ثم عرفتها لاحقا عن قرب خلال عملي في باريس حيث قامت بالعديد من المبادرات في الوسط الدبلوماسي الفرنسي والأوروبي وفي وسط حلقات البحث الأكاديمي دعما للقضية الفلسطينية وقد نتج عن هذا النشاط اكثر من مبادرة معروفة لمسؤوليين ودبلوماسيين فرنسيين وأوروبيين طالبت فرنسا واوروبا الاعتراف بالدولة الفلسطينية وقد زارت فلسطين العديد من المرات ونسجت علاقات تعاون مع العديد من المسؤولين والمؤسسات الفلسطينية ، وكانت دائما عون لنا في العمل الفلسطيني فيما نحتاجه ."
واشار البلعاوي الى ان الدكتورة بسمة القضماني مع شقيقتها الاعلامية المعروفة هالة كانتا جزء من جيل من الطلاب والمثقفين السوريين والعرب والفرنسيين ناضلوا من اجل فلسطين في سنوات السبعين في فرنسا ، بجانب الشهيد عزالدين القلق ، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك في باريس ، والذي اغتالته ايدي الغدرفي عام 1978 ، في وقت التصقت فيه صورة النضال الفلسطيني بصور سلبية أبرزها الارهاب .
رحمة الله عليك دكتورة بسمة رمزًا لجيل سوري عربي كانت فلسطين والدفاع عن العدالة والكرامة في منطقتنا العربية قضيته وبوصلته في نشاطه السياسي والفكري .
من هي بسمة قضماني؟
ولدت الباحثة والأكاديمية والسياسية بسمة ناظم قضماني في دمشق في العام 1958، وهي ابنة دبلوماسي ومعتقل سابق. غادرت سوريا مع عائلتها في العام 1968 إلى لبنان، ثم إلى إنكلترا في العام 1971، حيث استقرت هناك.
درست في معهد الدراسات السياسية في باريس، حيث حصلت على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، وعملت في المعهد الدولي للعلاقات الدولية "إفري" في باريس، حيث أنشأت وأصدرت، منذ العام 1981 حتى 1998، برنامج الشرق الأوسط في المعهد.
في العام 2007 عملت مستشارة في مجال التعاون الدولي في مجلس البحوث الوطني الفرنسي، وأستاذة مشاركة في جامعتي السوربون 1، وباريس مارن لافالي، وباحثة مركز الدراسات الدولية، وحتى العام 2011 كانت كبيرة مستشاري التعاون الدولي في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي.
ألفت الدكتورة بسمة قضماني العديد من الكتب والأوراق البحثية والأكاديمية والمقالات باللغتين الفرنسية والإنجليزي حول قضايا التحول الديمقراطي في العالم العربي، وحول الشتات الفلسطيني بينها كتاب بالفرنسية بعنوان" الشعب الفلسطيني في المنفى " الذي خولها الحصول على جائزة جمعية فرنسا – فلسطين عام 1998.
[email protected]
أضف تعليق