تعرض الشاب عز الدين ياسين من مدينة جنين قبل شهرين، لصعقة كهربائية خلال عمله، وأصيب بجراح حرجة، ورقد للعلاج في احد مستشفيات السلطة الفلسطينية، حيث أصيب بحروق وجراح خطيرة، ومع تدهور وضعه الصحي تم نقله لاستكمال العلاج الى مستشفى رمبام في مدينة حيفا ، وعمل الطاقم الطبي جهودا كبيرة من اجل انقاذ حياة عز الدين ياسين، وذلك نتيجة الحروق الخطيرة التي عانى منها ، والالتهابات التي تطورت فيما بعد ، والفشل الكلوي الذي ظهر ، إضافة الى عمليات جراحية في العظام وعمليات جراحة تجميلية ، إضافة الى مشاكل التي تطورت في الرئتين، حيث كان التحدي الطبي كبيرا ومعقدا .
قصة إنسانية تجاوزت كل الخلافات والمواقف السياسية.
وبعد شهرين من العلاج المتواصل احتفل الطاقم الطبي في مستشفى رمبام في الأسبوع الماضي بعيد ميلاد عز الدين الـ 18 وسط فرحة كبيرة من الطاقم الطبي والمريض ،بعد ان اجتاز عز الدين المرحلة الخطرة
ويدور الحديث حول قصة إنسانية من الدرجة الأولى ، تجاوزت كل الخلافات والمواقف السياسية. عندما قام طاقم طبي يهودي عربي بانقاذ حياة انسان كان بحاجة إلى المساعدة ، وفعل كل شيء لمساعدته، دون أن يكون هناك أي تطرق للسياسة. واحتفل الممرض رفعت أبو الهيجا مع المريض عز الدين، والطاقم الطبي في المستشفى، بعيد ميلاد عز الدين ياسين الـ 18، باغاني باللغة العبرية، والانجليزية والعربية، لشخص الذي كان قاب قوسين وادنى من الموت
ويقول دكتور ابشتاين والذي يتواجد اليوم في تركيا لمعالجة مصابي الزلزال:" وصل الينا المريض وهو بحالة خطيرة جدا، ولم نعرف بالبداية كيف نتعامل مع مثل هذه الحالة، وانتابني شعورا للحظات باننا لن ننجح بإنقاذ حياته ، ولكن عملنا جاهدين لإنقاذ حياته وهكذا كان
وفي حديثنا مع الممرض رفعت أبو الهيجاء وهو نائب الممرض المسؤول في في قسم العناية المكثفة في مستشفى رمبام قال:" المريض يرقد في المستشفى منذ فترة طويلة، ما يقارب الـ60 يوما،ع لاقتنا به أصبحت قوية جدا ، شاب صغير يعاني من مشاكل صحية، تم قطع يده نتيجة للإصابة، وهذا سوف يؤثر على حياته المستقبلية، الحديث يدور عن شاب يحب الحياة، رغم معاناته الا ان الابتسامة لا تفارقه ابدا".
الحالة كانت مؤثرة جدا
وأضاف أبو الهيجاء بعد ان علمنا عن موعد عيد ميلاده قررنا انا والدكتورداني ابشتاين ان نحضر له مفاجأة لندخل الفرحة الى قلبه، وتقبل الطاقم الطبي الفكرة وتعاون الجميع معنا، وسعدنا لخروج الفكرة الى حيز التنفيذ، بالطبع هذه ليست الحالة الوحيدة التي نقوم بمفاجئتها ، ولكن هذه الحالة كانت مؤثرة جدا، الفرحة لم تقتصر على الشاب لوحدة، بل فرحت جميع عائلته وبالأخص والده الذي لم يفارقه طيلة فترة رقوده في المستشفى".
لا مكان لدينا للتمييز
الشاب عانى من مشاكل صحية كثيرة ذلك نتيجة الحروق الخطيرة التي عانى منها ، والالتهابات التي تطورت فيما بعد ، والفشل الكلوي الذي ظهر ، إضافة الى عمليات جراحية في العظام وعمليات جراحة تجميلية ، إضافة الى مشاكل التي تطورت في الرئتين، واعتقدنا أحيانا انه لن يخرج من المستشفى حيا، ولكن الحمد لله تحسن وضعه واليوم بأفضل حال، ونحاول بمساعدة الدكتور داني ابشتاين اجراء اتصالات مع شرك من خارج البلاد من اجل زرع له يد اصطناعية "
واختتم الممرض :" نحن لا نتطرق ابدا للسياسة نتعامل مع المرضى جميعا من منطلق انساني ومهني، لا مكان عندنا للتمييز، نعمل فقط بالجانب الصحي والإنساني فقط ".
[email protected]
أضف تعليق